"كوكي؟"
"جونغكوكاه؟"
لقد أمضينا الليل بطوله تقريبًا نتحدّث أنا وجونغكوك عن الكثير من الأشياء، مشاعرنا، علاقتنا مؤخرًا، ذكرياتنا، مستقبلنا -القصير-، وأشياء كثيرة، لقد بكينا وضحكنا، اعتذرنا وشكرنا، حتّى داهمنا النّوم دون أن نشعر، وهأنذا أدفع ثمن ذلكَ راغبًا بالانتحاب أمام جونغكوك الذي يبدو صخرةً جامدةً لا إنسانًا وهو لا يشعر بي أوقظه.
"جونغكووووك انهض أرجوكَ" قلتُ للمرّة التّي لا أحصي عددها وأنا أهزّه قبل أن أتنهّد وأنحني لألتقط هاتفه الذي لا أعرف كيف وصل إلى الأرض وأستقيم مجددًا، تسبّب ذلك بصدور سعالٍ خفيفٍ عنّي لأتفاجئ بجونغكوك يعتدل جالسًا ويسأل: "هيونغ هل أنتَ بخيرٍ؟"
حدّقتُ فيه مصدومًا، هل عليّ أن أجعل صوت سعالي نغمة منبّهه؟ وبعيدًا عن السّخرية فقد أثار ذلك مشاعري، إلى أيّ حدٍّ يقلق هذا الصّغير كي يستيقظ بسبب سعالي؟
عبثتُ بشعره مبتسمًا: "أخيرًا استيقظتَ كوكي! لا تقلق أنا بخيرٍ، هيّا انهض إلى المدرسة"
همهم راغبًا بإغماض عينيه والعودة إلى النّوم لأجذبه: "لا لا أرجوكَ! ستتأخر!"
سحبتُه من يديه ليصبح واقفًا على أمل أنّ ذلكَ سيجعله مستيقظًا، لكنّني لمحتُ شيئًا جعلني أتجمّد في مكاني، أبعدتُ ياقة القميص القطني عن عنقه وسألتُ: "ما هذا جونغكوك؟!"
كانت علامةٌ حمراءٌ على محيط عنقه، كأنّ أحدًا جذب ملابسه بشدّةٍ وآذاه، وشلّ ذلكَ تفكيري.
"ماذا ماذا هيونغ؟!" تذمّر نصف فاتحٍ عينيه لكنّه استيقظ عندما انتبه إلى ملامحي.
شدّ ملابسه ليُغطّي نفسه ونظر أرضًا قبل أن يقول: "فقط.. جذبني يوغيوم بشدّةٍ ونحن نلعب"
عقدتُ حاجبي، يده والآن عنقه.. هل يمكن؟
تجرّأتُ ورفعت قميصه وليتني لم أفعل فما رأيتُه أشعرني أن دلو ماءٍ باردٍ سكب على رأسي، شهقتُ ولم أقل شيئًا.. كانت هناك كدمةٌ شديدةٌ على جانبه عدا عن كدماتٍ أُخرى متفرّقة.
"هـ هيونغ هذا.."
"توقّف!" تمتمتُ شادًّا قبضتيّ ومغمضًا عينيّ محاولًا معالجةً ما يحدث، هل هو يتشاجر في المدرسة؟ أم هل هو يتعرّض للأذى وأنا لا أعلم؟ هل هذا يمكن؟ هل يمكن أن هناك من يضايق شقيقي اللطيف والدافئ جونغكوك وأنا كالغبيّ لا أعلم شيئًا عن ذلكَ؟! وهل يمكن أنّ ذلكَ يحدث وهو لم يخبرني؟!
أشعر بالغضب الشّديد لعدم إدراكي هذا باكرًا، أشعر بالغضب الشّديد لأنّي لم أكن كافيًا كي يخبرني، .. أردتُ أن أصرخ لكنّني تمالكتُ نفسي، لقد صفّينا قلوبنا بالأمس ونحن نبدأ من جديدٍ اليوم، لا حاجة لإفساد علاقتنا من جديد، لا حاجة لإفساد علاقتنا جين..
أخذتُ نَفَسًا عميقًا ورفعتُ رأسي لأجده ينظر إليّ بارتباكٍ والخوف بادٍ عليه، سألتُ منهكًا ليعاود النّظر أرضًا: "ما هذا جونغكوك؟"
دعوتُ في داخلي مرّاتٍ عديدة.. أرجوكَ جونغكوك لا تكذب عليّ، أرجوكَ لا تدعني أشعر أنّكَ لا تستطيع الاعتماد عليّ واللجوء إليّ في مشاكلكَ، أرجوكَ لا.. "أخبرتُكَ هيونغ، يوغيوم قد.."
"توقّف جونغكوك!" صحتُ غير قادرٍ على سماع الأكاذيب قبل أن أرمقه بحدّةٍ: "لا تكذب جونغكوك، لا تكذب عليّ!"
لم يرفع رأسه، أمسكت كتفيه بشدّةٍ وعاودتُ السّؤال: "جونغكوك.. أسألكَ للمرّة الأخيرة، لماذا أنت مُصابٌ بهذه الكدمات؟"
أخيرًا رفع بصره إليّ وقال بانفعالٍ: "تشاجرتُ مع بعض الأولاد في المدرسة، هل من مشكلةٍ في ذلك؟!"
تجاهلتُ سؤاله وسألتُ: "ولماذا تشاجرتم؟"
اغروقت عيناه بالدّموع، هل الحديث صعبٌ لهذه الدّرجة؟ أخيرًا قال محاولًا التملّص من يدي: "اتركني، سأتأخر!"
"جونغكوك!"
"أرجوكَ هيونغ، دعني.." قال وفرّت دمعةٌ من عينيه لأتنهّد عميقًا وأرمي يديّ بجواري بعيدًا عنه
أسرع بالخروج من الغرفة وبقيتُ أحدّق في البقعة التي كان واقفًا فيها.
---
لا أعلم لماذا كتابة هذا الفصل كانت صعبةً جدًا 😩
صلّوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- 💙
أنت تقرأ
أُهْبَة | JJK x KSJ ✔
Fanficآسفٌ جونغكوك، عليك أن تتعلم العيش بدون هذا الهيونغ الأحمق من الآن فصاعدًا، عليكَ أن تتأهب لرحيلي. بدأت في: 29 06 2019 انتهت في: 20 08 2019