12

3.6K 352 84
                                    

عندما كنتً أدسّ لقمةً في فمي باستمتاعٍ شديد جمّدني مسك هيونغ ليمناي بنظراتٍ حادّة.

رفعت رأسي ونظرتُ إليه باستغرابٍ: "ما الأمر هيونغ؟"

"ما هذا جونغكوك؟" صرّ من بين أسنانه دون أن يبعد بصره عن يدي

ما هذا ماذا؟

نظرتُ إلى يدي لأشعر بنبضاتي تتسارع بارتباكٍ وبأنفاسي تضطرب، ومع ذلك حافظتُ على وجهي ثابتًا: "ما الذي تقصده؟"

سألتُ وأنا أسحب يدي برفقٍ لأخفيها تحت الطّاولة.

أخيرًا نظر إلى وجهي وليته لم يفعل، أشعر بنظراته تحرقني لكنّي لا أملك خيار إزاحة عينيّ عنه وإلّا لازدادت شكوكه.

"لا تتظاهر بالغباء جونغكوك، لماذا يدك مليئة بالكدمات والخدوش؟"

تبًا، لا بدّ أنّ ذلك حصل أثناء الشجار مع ذلك الغبي، هل ضربتُ الأرض وأنا ألكم وجهه؟ أو ربّما بالغتُ بضربه حتّى حصل هذا؟

ابتسمتُ: "إيي هيونغ! لماذا تبالغ؟ أنتَ تعرف أنّي أحبّ الرّياضة صحيح؟"

كان الشكّ في نظراته ومع ذلك أكملتُ بثباتٍ: "تدّربتُ على الملاكمة بشدّةٍ ولم أشعر بنفسي حتّى حصل هذا.

رفعتُ قبضتي وقمتُ بعمل بعض الحركات البهلوانيّة أمامي وكأنّي أضرب كيس الملاكمة وأنا أصدر أصواتًا من فمي: "فو فو.. هيّا! هكذا!" أنهيتُ عبارتي بابتسامة عريضةٍ أظهرتْ أسناني

تنهّد: "ولماذا فعلتَ هذا؟"

اتّسعت عيناي لدهشتي من سؤاله الغريب: "ماذا تقصد؟"

"هل هناكَ ما يزعجكَ كي تقوم بذلكَ؟"

أوه، هيونغ  يسأل عن مشاعري، أنا سعيدٌ حقًّا، لقد مضى زمنٌ منذ  حصل هذا!

ابتسمتُ: "ما بالكَ هيونغ؟ أنا كوكي كوكي! فتى الرياضة ذو العضلات! هل أحتاج سببًا كي أفعل هذا؟!"

نظر إليّ بشكّ قبل أن يقرّر إظهار ابتسامةٍ صغيرةٍ أخيرًا: "كن حذرًا كوكاه، لا تؤذِ جسدكَ"

رفعتُ قبضتي في الهواء: "حاضر هيونغ!"

وهكذا حمل عيدان الطّعام مجددًا وعاد للأكل، هل صدّقني؟ لا أعلم، المهم أنّه اقتنع للآن، وعدتُ أنا لتناول طعامي.



رفعنا أذرعنا بالهواء بسعادةٍ عندما خرجنا من المطعم ومدّدنا أجسادنا

"كان لذيذًا!"

قلتُ وأنا أعتدل في وقفتي

أومأ هيونغ: "أنا سعيدٌ أنّ هذا المكان في شارعنا!"

لقد كان مكانًا نأتي إليه من حينٍ لآخر منذ صغرنا، ودائمًا نعود مشيًا إلى البيت كما يحصل الآن.

سرنا بهدوءٍ وشعرتُ بهيونغ يقبض يدي، يده أبرد من يد الشخص العاديّ وذلك مجددًا بسبب حالته الصحيّة، ورغم ذلك أنا أشعرُ بالدفء حين يمسك يدي.

استجمعتُ شتات نفسي وأفكاري، قرّرتُ أنّي سأتحدّث، سأسأله عمّا يحصل، سأخبره أنّي أعرف وسأخبره أنّي مستاءٌ لأنّه لم يخبرني بشيءٍ لا البارحة ولا اليوم، سـ

"جونغكوكاه؟"

هم؟ هل هو من بدأ الحديث؟!

التفتُّ إليه قليلًا لأقرأ ملامحه وجهه وأنا أجيب: "نعم؟"

ثبّت بصره أمامه وقال: "البارحة ذهبتُ إلى الطّبيب"

مهلًا، هذا مفاجئ! ليستْ من عادة هيونغ أن يتحدّث عن مرضه بسهولةٍ!

ابتلعتُ مهمهمًا كي يكمل، وأصدر تنهيدةً طويلةً قبل أن يقول مجددًا: "أنتَ تعلم أنّ.. أنّي أحتاج لعملية زراعة.. لكن.."

توقّف لحظاتٍ، لا بدّ أنّ الحديث ثقيلٌ عليه، شعرتُ بالألم في قلبي وأدركتُ: هذا حقيقيّ، هذا يصبح حقيقيًّا، ما قاله نامجون هيونغ ليس كذبةً ولا مزحةً ولا خطأً إملائيًا، هو يصبح حقيقةً حين يُقرّ به جين هيونغ!

"لا يوجد متبرّع، وَ.. وَ.." بدا كأنّ الكلمات ضاعت منه واغروقت عيناي بالدّموع

تحدّث أخيرًا بتعبٍ ومرّةً واحدةً كأنّه يرمي عبئًا ثقيلًا عنه بسرعةٍ: "هناك ثلاثة أشهر فقط"

أفهم ما يعني، حتّى لو لم يخبرني نامجون هيونغ بالحقيقة البارحة لفهمتُ ما يعني رغم اقتضاب عباراته، هذا شيءٌ تتعلمه عند العيش مع شخص يعاني من المرض.

أفلتت منّي شهقةٌ دون أن أرغب لأعضّ شفتي وأطرق بصري، توقّف لأتوقّف معه وشعرتُ بقبضته تشتدّ على يدي قبل أن يهمس بتعبٍ: "أنا آسف جونغكوكي.. هيونغ آسف.."

لا أرى شيئًا سوى قطراتي التي تتساقط على الرّصيف، لم أقل شيئًا، لم أستطع أن أقول شيئًا، كلّ الأمور التي اعتقدتُ أنّي سأقولها عندما نتصارح بالحقيقة تبخّرت ولم يبقَ إلّا الألم المخيف لفكرة فقده.

استدرتُ إليه وأحطتُ جسده النحيل بذراعيّ دافنًا وجهي في صدره مطلقًا العنان لدموعي، وهو شدّ ذراعيه الحانيتين عليّ ليدفنني بدفئه متمتمًا من جديدٍ بين خصلاتي: "آسفٌ كوكي"

وذلك جعلني أقول شيئًا واحدًا بصعوبةٍ بسبب بكائي: "توقّف عن الأسف"

---

كل كلماتكم اللطيفة وصلتني، شكرًا 💙

أُهْبَة | JJK x KSJ ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن