الفصل الثامن عشر

14 0 0
                                    

من الممكن ان تتبدل الاشخاص في لمح البصر تاركين ورائهم المعاصي و الذنوب التي ارتكبوها في حق الله ثم انفسهم بسبب الحب؛ نعم الحب يمكن ان يغير العالم فكلمة بحبگ ليس بشرط ان تكون كلمة بل ان تكون تغير نعم التغير فمثلا لو احببت شخص ستتغير من اجله لانك تريده ان يراك افضل شخص في العالم، الحب امان؛ امان تشعر به بجانب الشخص الذي يحبك لانه سيحميك حتي من نفسه فلن تقدر علي الابتعاد عنه، فالحب يا سادة اهم شئ في الوجود، فبدونه لن نستطيع العيش.
.................................
اخبرت حور والدها عن موافقتها علي الجواز من زين موافقه علي السفر معه ايضا ففي الاصل هي لن تسافر معه و لكن هذا ما قالته لابيها الذي قال بحزن: يعني هتمشي و تسيبيني يا حور
كانت ستقول له انها لن تسافر و ستظل بجانبه و لكنها تمالكت نفسها ثم قالت مازحه : انت كده هتخليني اغير رأيي علي فكرة و متجوزش خالص و اقعد اعنس جنبك
ضحك احمد علي ما تقوله ثم قال لها بحنان بالغ: انا مش هجبرك علي حاجة يا حور لو انتي هتنبسطي مع زين خلاص انا اهم حاجة عندي سعدتك
ابتسمت حور لوالدها ثم تذكرت شئ فقالته لابيها: طب و ماما هقنعها ازاي انها توافق
قال مطمأنا اياها: متقلقيش سيبيلي انتي امك انا هعرف اتفاهم معاها.
....................................
اخبر احمد كمال بموافقة حور علي الجواز من زين و حددوا موعد كتب الكتاب يوم الخميس القادم ليستطيعوا تمضية وقت اطول مع ابنائهما.
فكان كمال يجلس مع عائلته عندما تلقي هذا الخبر و قد بدي علي وجهه السرور فقالت له فطيمة بتساؤل: خير يا كمال ما تضحكنا معاك
قال لهم كمال بسرور: حور وافقت انها تتجوز زين
فرحوا جميعهم بهذا الخبر فقالت فطيمة موجهه كلامها الي زين: مبروك يا حبيبي حور بنت مؤدبة انتو الاتنين تستاهلوا بعض
قال لها زين بابستامة مصتنعة: الله يبارك فيكي يا ماما
بينما هي كانت جالسة بعيدا سمعتهم يتحدثون عن موافقة حور علي زين فلم تبدي اي ردة فعل بل استغربت ياسمين حتي انها لم يرف لها جفن و كأن حبها لزين تبخر في الهواء، و الحق يقال انها فرحت كثيرا عندما علمت انها لم تكن تحبه انها كانت تحبه حب تملك ليس الا لانها منذ صغرها و هي تطلب والكل ينفذ و عندما رفض زين، عاندت ياسمين و ظل وسواس ان تمتلكه يدور في رأسها، و في هذه اللحظة قفز عيسي الي عقلها فهو الذي انقذها من هذه اللعنة و كأنه اسقط علي رأسها دلو من الماء البارد، فأفاقها، لكنها تشعر بشئ غريب تجاه عيسي تريد ان يحادثها ان يتكلم معها كما من قبل و لكنه لا يفعل، ادركت الان انها خسرته الي الابد بل خسرت حبه لها الي الابد.
...................................
مرت الايام سعيدة علي البعض فيحيي و ندي اخبروا العائلة عن حمل تلك الاخيرة، فعمت الفرحة ارجاء العائلة، كما علموا ايضا بزفاف زين وحور فلم تقل فرحتهم تلك عن فرحتهم الاولي، عدا زين و حور بالطبع، و قد وافقت السيدة صفاء اخيرا علي هذه الزيجه بعد اقناع من زوجها احمد و ابنتها حور.
و مرت الايام رتيبة علي البعض الاخر فياسمين كانت تنتظر من عيسي ان يبدأ حديث معاها و لكن لا حياة لمن تنادي، فادركت في تلك المدة القصيرة انها تحبه وكيف لا تحب منقذها، لا تعلم كيف احبته في تلك المدة القصيرة و لكن صحيح القلب عندما ينبض لا يستطيع احد ان يوقفه.
بينما كان عيسي يعاملها كما لو انها غير موجودة يحاول ان يكرهها و لكنه لم يستطع فهذه الياسمين تمكنت من قلبه الي الابد و لكنه لن يدهس علي كرامته و رجولته من اجلها فهي لا تحبه او بالاصح يعتقد انها لا تحبه، كما انه لاحظ تغيرها ليس هو فقط بل الجميع لاحظ ذلك التغير؛ في طريقة لبسها فأصبح محتشم عن ما قبل و حتي طريقة تعاملها و سلوكها مع الاخرين اختلف كثيرا، حتي لو انك تعرفها لن تقل انها ياسمين القديمة، فهي اصبحت ياسمين جديدة، جديدة في كل شئ حتي نفسها.
................................
جاء موعد زفاف زين و حور و قد كان الفرح في منزل السيد كمال، كما ان حور كانت تتجهز في غرفة زين فهي اصبحت من الان غرفتهم، فكان معها ندي و ملك و حبيبة و حلا و ياسمين فقالت لها تلك الاخيرة بإبتسامة طيبة: مبروك يا حور ما شاء لله زي القمر
قالت لها حور بحب: الله يبارك فيكي يا ياسمين انتي بس اللي عينك حلوه
ابتسمت لها ياسمين بينما كانت الاخريات مندهشات للغاية من طريقة ياسمين،
قالت حبيبه الي حور: يا بخت زين بيكي بجد و الله
ردت حور بإبتسامة: و يا بخت فارس كمان ده انتي زي القمر يا حبيبة و هو محظوظ بيكي اوي
ابتسمت حبيبة بخجل و لكنها فرحت عندما سمعت اسمه فهي استوحشته كثيرا، قاطعت هذا الحوار ندي قائلة بمزاح : يلا بقا احنا هنقعد نحب في بعض انتو كمان انا حامل و مش قادرة يلا
ردت عليها حور بمزاح: اااه هنبدأ بقا شغل الحوامل و الهرمونات المتلغبطة صح يا ندي
ضحك الكل علي مزحة حور ثم وضعوا الطرحة علي رأس ندي حتي تنزل و تزف الي زين.
بينما كان زين في غرفة عيسي يجهز هو الاخر و قد كان معه عيسي و يحيي و فارس و حمزة و آدم.
انتهي زين من ارتداء بدلته و كل ما يخصه فقال له حمزة غامزا له: ايوا يا عم ايوا محدش قدك انهارده
ضحك زين ليس علي ما قاله حمزة بل لان حمزة لم يعرف السبب الحقيقي وراء هذا الزواج.
ريثما قال له عيسي فرحا و هو يقترب ليحتضنه: مبروك يا ابو الزنازين
ثم اقبل عليه يحيي و فارس و آدم ليباركوا له ايضا.
فقال له يحيي: يلا بقي ننزل عشان الضيوف مستنين
نزلوا جميعا الي ساحة المنزل الواسعة فكانت كأنها قاعة زفاف بحق.
بينما كان زين منشغل بالكلام مع حمزة كانت حور تنزل الدرج بفستانها الابيض البديع فأنتبه اليها زين الذي ما ان رآها حتي جعل قلبه يخفق بشدة من جمالها المصري الاصيل، لا يستطيع ان ينزل عينيه من عليها ريثما كانت هي تزف اليه كألاميرة، حتي ذهب اليها زين و شبك يده بيديها و تقدموا الي الصالة الفسيحة ليكتبوا الكتاب.
...................................
تهالت المباركات علي العرسان بعد كتب الكتاب و لكن حور علي الرغم من انها بأمان الان الا انها كانت خائفة فبدي ذلك علي وجهها و قد لاحظ زين توترها فأمسك بيديها قائلا: متخافيش يا حور محدش هيقدر يقربلك طول منا معاكي
نظرت اليه حور متمعنه فقد لاحظت عيونه الزرقاء للتو فكم هي ساحره و لكنها تداركت نفسها سريعا ثم سحبت يديها من يده و اكتفت بإمأه برأسها.
................................
كان عيسي منبهر بجمال ياسمين و فستانها ليس كالمرات السابقة يفضح اكثر من ما يستر بلا انها كانت تلبس فستان طويل مقفول من جميع النواحي لا يظهر فقط الي رقبتها لانها ليست محجبة و قد وقع عيسي في حبها للمرة الثانية الان، فود لو ذهب اليها و احتضنها متناسيا ما فعلته من اخطاء في الماضي و لكن دوره انتهي في حياتها فلتبدأ هي الان دورها في استرجاعه.
...................................

ماذا اسمي هذا الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن