الفصل الرابع

33 1 0
                                    

يوم جديد علي ابطال روايتنا من الممكن ان تتبدل قولبهم او تتغير حياتهم فقد يأتي احدهم خفيفا، يطفو بجانبك كجذع شجرة يصلح النجاة.
اتي يوم الخميس المنتظر وكل الناس تتسأل عن ماهية هذا الزين
وفي منزل السيد كمال كانت فطيمة تهرول هنا وهناك وتصدر اومر للعاملين الديكور فهي كل همها ان تكون الحفلة علي مايرام
بينما كانت حبيبة تجهز في غرفتها مع احدي الخادمات لتظبيط الفستان اما عيسي لم يأتي الي الان من العمل بحكم شغله كظابط كان الله في عونه اما زين فكان يجهز هو الاخر فالليلة ليلته
....................................
في منزل السيد احمد كانوا يستعدون فكانت ندي تلبس فستان من الستان الاحمر يضيق من ناحية الصدر وواسع من ناحية الوسط ويفصل بينهما شريطة علي شكل فيونكة وكانت تلبس طرحة بيضاء من نفس نوع الفستان فزينت وجهها الابيض فبدت فيه كأميرة اما حور كانت محتارة في ان تلبس فستان او ان تلبس ملابس عادية فهي حفلة ليس حنة اختها ندي علي يحيي
................................
بدأت الاقارب والاصدقاء بالتوافد الي منزل السيد كمال وكانوا قد تجمعوا العائلة اخيرا وقد تعرفوا علي زين بينما كانت ياسمين تنظر اليه بجرأة شديدة كادت ان تفتكه بنظراتها تلك كانت تريده ان يأخذ باله منها حيث كانت تلبس فستان اسود عاري الصدر مفتوح من الجانب حتي الركبة وتركت شعرها الاسود يطير بحرية فقد كانت جميلة بحق ولفتت جميع الانظار اليها عدا هو مما اصابها بالغضب ذهبت ياسمين الي زين ووقفت امامه قائلة بدلال: ازيك يا زين وحشتني اوي
رد عليها زين ببرود: الحمدلله شكرا
ثم انصرف عنها تاركا اياها تشتعل من الغضب فكيف له ان يعاملها بكل هذا البرود
.............................
كانت حور تدخل من باب الڤيلا فهي جاءت وحدها حيث نست شئ في منزلها ورجعت اليه دخلت حور وحينما دخلت تفاجأت من وجود الشخص الغريب الذي تحدث اليها ذلك اليوم جعلت تتسأل لماذا اتي الي هنا اهو يراقبها ام ماذا
وعند زين لم تقل دهشته عن دهشتها ولكن الدهشة من انه رآها مرة اخري او من دهشة جمالها فكانت تلبس فستان من الشيفون بلون البنفسج وطرحة اوڤ وايت زينت وجهها فكانت اجمل من ياسمين، توجه اليها زين وكأنما القي القبض علي فريسته ثم وقف امامها وقال باندفاع: انتي مين و بتعملي ايه هنا انتي بتراقبيني ولا ايه قال جملته الاخيرة بابتسامة استهزاء.
نظرت اليه حور وقالت: انت مجنون ولا ايه انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي وبعدين انت اللي بتعمل ايه هنا
امسك زين معصمها بقوة قائلا بعصبية: بقولك ايه احترمي نفسك معايا انتي مش عارفه انا مين ثم اكمل و قال بفخر: انا زين كمال الشاذلي
نظرت اليه بدهشة غير مصدقة اهو ابن عمها الذي جاء من فرنسا للتو قالت وهي تحاول ان تفك قبضة يديه علي معصمها: سيب ايدي انت ازاي تمسكني كده
ترك زين يديها وضحك بسخرية فهو يفتكر انها تمثل عليه الان
لاحظو قدوم السيد احمد فوقف اليهم قائلا بابتسامة: انتو اتعرفتوا علي بعض ولا ايه يا حور
قبل ان ينطق زين بــ لا الجمته الكلمة التي قالها عمه احمد حيث قال: دي بنتي حورية بس احنا بنقولها يا حور علي طول
فتح زين فمه غير مصدقا ما يسمع أتلك البنت بنت عمه يالها من مفاجأة مسلية، عندما سمع اسمها قال في نفسه " دي حورية دي بلوة سودة دخلت حياتي"
اكمل احمد باسما: يلا اسيبكوا تتعرفوا علي بعض بقا
ثم وجه كلامه الي حور وقال مطمئنا: متتكسفيش يا حور ده ابن عمك مش حد غريب
ثم تركهم احمد وذهب
نظر اليها زين و مد يده اليها قائلا بابتسامة ماكرة: تشرفنا يا بنت عمي
مدت حور يدها مصافحة اياه وقالت وهي تجز علي اسنانها: والله دلوقتي تشرفت مش كنت من شوية مش طايقني
شدد زين من قبضة يديه علي يديها: ده انتي هتشوفي ايام سودة يا حور لو فكرتي تتحديني ومش هنسي ابدا الموقف اللي حصل بينا
تألمت حور فهو كان يمسك يدها بقوة كادت ان تكسرها، ثم ترك يديها وانصرف، فقالت حور في نفسها وهي تدلك يديها من الالم "حيوان ومغرور و انا هربيه واعلمه ازاي يتعامل معايا باحترام بعد كده "
..........................................
كانت ندي تقف وحدها عندما أتي إليها يحيي بابتسامة جعلتها تذوب، اقترب اليها وظل ينظر الي عينيها بحب وما كان منها الا ان تنظر الي الارض حتي تخفي تورد خدودها امسك يحيي ذقنها ليرفع رأسها حيث قال بحنان: ازيك يا حبيبتي قالت وعيناها تتحاشا نظراته التي تحاصرها: كويسة الحمدالله وانت عامل ايه
قال لها بألم: تعبان يا ندي تعبان من غيرك حاسس ان في حاجة فيا ناقصة مش عارف اعيش من غيرك يا كل حياتي كفاية يا ندي وسامحيني انتي عارفه اني مظلوم ومش بحب غيرگ انتي وبس، ثم مسح علي خديها برفق
قالت ندي والدموع في عينيها قائلة: وانا مش هقدر اسامحك يا يحيي انت وجعتني عارف يعني ايه وجعتني، ازاحت ندي يديه عنهاا
وهنا قد لاحظت غادة هذا المشهد فانطلقت اليهم گالصاروخ وقالت بصوت عالي نسبيا: انتي مش هتخلي عندك دم وتسيبي ابني في حالة بقا
رد عليها يحيي بغضب مما قالته: ماما انا مسمحلكيش تتكلمي مع ندي بالطريقة دي
قالت ندي بألم: طلقني يا يحيي 
ثم انسحبت ندي تلعن نفسها انها وقفت تتحدث معه، كاد يحيي ان يذهب وراءها فاستوقفته امه قائلة بحدة: متطلقها وتخلص انت بتقف قدامي عشان واحدة زي دي مالها نسرين بنت خالتك احلي منها ولا ناقصة ايد ولا رجل
رد عليها يحيي بابتسامة سخرية: نسرين اللي روحتي خطبتهالي من غير معرف وانا اصلا متجوز وبحب ندي ومحدش هيقدر ياخد مكنها في قلبي بس انت ضيعتي الفرصة دي مني دلوقتي ندي عايزه تطلق مني وانا هطلقها مش هقدر اعيش معاها وهي مش عيزاني استريحتي وعملتي اللي عايزاه يا امي
ثم خرج يحيي باندفاع من الحفلة لا يري امامه غير السواد بينما ظهرت ابتسامة عريضة علي وجه غادة تعلن انتصارها
....................................
وصل زين الي صديقه فاتحا ذراعيه قائلا: هلا والله بالدكتور حمزة
اجابه حمزة: ابو الزنازين ايه بس الشياكة دي يا عم انت كده هتاكل الجو مني
اجابه زين بقتضاب: اه طبعا ده انا زين كمال الشاذلي
قال حمزة وعينيه متعلقه بعيني صديقه: مالك يا زين من ساعة مشوفتك في الكلية لحد انهارده وانت شكلك متعصب دايما ومتضايق في ايه يا صاحبي
حكي زين له كل ما حدث مع تلك الفتاة التي بالصدفة علم انها بنت عمه وانهي كلامه بإشارة باصبعه عليها، نظر حمزة اليها مندهشا وقال: ايه ده حور تبقي بنت عمك
نظر اليه زين باستغراب وقال: انت تعرفها؟
اجابه حمزة: اه دي طالبة عندي في الكلية بس ما شاءالله عليها شاطرة جدا
هز زين رأسه غير مكترث بما قاله عن حور كل ما يشغله الان هذه الحور التي ظهرت في حياته من العدم
.....................................
علي الجانب الاخر من الحفلة كان يقف غاضبا منها بشدة فما هذا الذي تلبسه لا ينكر انها فاتنة في هذا الفستان الاسود ولكن هو يعلم انها تفعل كل هذا من اجل زين فهي تحبه بل تعشقه منذ الصغر والكل يعرف هذا ولكن زين لا يعيرها اي اهتمام بالمرة بينما عيسي المسكين يعشقها ولم يعلم احد بحبه لها حتي هي لا تعلم، كان عيسي يكره قلبه الذي احبها فلماذا هي دونا عن الجميع ذهب اليها عيسي والشرر يتطاير من عينيه فلاحظت ياسمين قدومه اليها فقالت بابتسامة رقيقه: ازيك يا عيسي عامل ايه
ذاب الجليد و انطفأت النار التي اشتعلت في قلبه ريثما كان ينوي ان يوبخها بشدة لا يعلم كيف ولكن كان سيوبخها قال محاولا ان يتماسك نفسه: بخير يا ياسمين انتي عامله ايه
اجابته بابتسامه اذابت قلبه: الحمدلله، عايزة اقولك ان الحفلة حلوة جدا وزين كمان طالع قمر
ما ان انهت جملتها احس عيسي بنار تكوي قلبه واراد ان يصفعها علي وجهها لكنه تمالك نفسه بينما استأذنت ياسمين منه للذهاب الي احدي صديقتها وتركته و هو يلعن هذا القلب الذي احبها
..........................................
ظلت الناس تتحدث و تعقد صفقات ففي الاصل كانت الحفلة معقودة لسببين السبب الاول عودة زين والسبب الثاني لتوطيد العلاقات بين شركات كمال الشاذلي وشركات اخري، كانت نفوسهم مابين حقد وحب وغضب وغيرة وانتصار، فهاذا المجتمع الراقي كل همه اطماعه ونفوذه فقط ولكن بعضهم استثناء
...................................
في صباح يوم جديد اشرقت الشمس علي ڤيلا كمال الشاذلي، كانت العائلة مجتمعه علي مائدة الافطار عدا زين فأمر كمال الخادمة بأن تناديه لانه اليوم الاول له في العمل بشركة والده، نزل زين مكفهر الوجه فهو في الاساس لا يريد هذا العمل ولكن ما باليد حيلة، ذهب زين مع والده الشركة وعندما دخل كل الانظار توجهت اليه فكان متألق كعادته وكان يمشي بغرور علي وجهه ابتسامه تنم عن الثقة الشديدة بنفسه فهو يعلم انه محط انظار جميع الفتيات عدا حور وعندما خطرت علي باله بدي علي وجهه العصبية فكيف لها ان تغض بصرها عنه والادهي من ذلك انها ابنة عمه، بدأ الشغل سريعا كي يصرف تفكيره عنها فهو لا يعلم لماذا تسيطر علي تفكيره هذه الحورية.
...................................

ماذا اسمي هذا الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن