الفصل الثالث

43 1 0
                                    

وصلت حور الي المنزل يبدو انها لم تنسي ما حدث منذ قليل في الكلية كانت تقول في نفسها ( ده واحد قليل الذوق اوي ومغرور ومتكبر وشايف نافسه وكل العبر فيه) انعكس حديثها مع نفسها علي وجهها فبدت غاضبة للغاية دخلت عليها امها الغرفة وقالت بابتسامة: عملتي ايه النهاردة في الكلية يا حور
ردت حور بابتسامة مماثلة: الحمدلله اليوم كان خفيف خفيف اوي يماما قالتهاا وهي تجز علي اسنانها من الغيظ
فقالت والدتها: طب بصي بقا عمك احمد عزمنا يوم الخميس عنده بمناسبة رجوع ابنه من فرنسا بالسلامة وانتي اكيد جايه مش كده
قالت حور بتفكير: والله يماما هشوف كده لو معنديش حاجة يوم الخميس هبقي اروح وشوفي ندي كده
قال صفاء:  ماشي يا حببتي اسيبك ترتاحي شويه
ثم قبلتها علي جبينها بحنان وخرجت بهدوء....
......................................
قضي زين ليلته في احدي النوادي مع اصدقائه القدامي لكن دون حمزة فحمزة مختلف عن زين لا يحب السهر في النوادي وما الي ذلك.
وصل زين الي الڤيلا وما ان فتح الباب كأنه دخل بيت الرعب حيث كان وجه والده غاضبا لا يعلم سبب غضبه ولكنه سيعلم الان بالتأكيد
قال والد زين بصوت مرتفع: كنت فين يا زين ده انت حتي لسه جاي من السفر
قال زين متحاشيا نظرات والده: كنت في النادي مع اصحابي
اقترب منه احمد قائلا: اسمع بقا انت لو مبطلتش شغل السرمحة ولعب العيال بتاعك ده انا هربيك من اول وجديد فاهم ولا مش فاهم واعمل حسابك احنا عاملين حفلة يوم الخميس عشانك عشان الناس تتعرف علي ابني البايظ الضايع اللي مش عارف مصلحته فين
قال زين ببرود: اعملوه اللي تعملوه انا طالع انام ثم اختفي من امامه
نظر احمد الي ابنه وهو يعلو الدرج غير مصدق ان هذا هو ابنه زين حتي كاد ان يبكي من فرط حزنه عليه
................................
في منزل كبير كانت تجلس عائلة ماجد الشاذلي ملتفين حول مائدة الطعام يتناولون الغذاء حيث قال ماجد وهو ناظر الي الصحن : احمد عزمنا يوم  الخميس بمناسبة رجوع زين من السفر
انتفضت ابنته ياسمين من مكانها حينما سمعت اسم زين احست ان الطبول تدق في قلبها فحبيبها جاء بعد طول انتظار فهي تحبه بل تعشقه منذ ان كانوا صغارا ولكن هو لم يعيرها اي اهتمام لانه كان يعتبرها گحبيبة اخته
بينما نظرت زوجة ماجد لابنتها بحدة وقالت: دلوقتي افتكر يسأل علينا وافتكر ان ليه اخ من لحمه ومن دمه
تحدث ابن ماجد يحيي: يا ماما مهو الراجل بردو معذور علطول بيسافر ومش لاقي وقت حتي يقعد مع اولاده
هز ماجد رأسه موافقا ابنه: ايوه يا يحيي عندك حق ده مهما كان اخويا بردو
نظرت اليهم زوجة ماجد غادة مغتاظة ثم قامت من ع المائدة ينهش قلبها الحقد بينما المسكينة ياسمين كادت ان تطير من الفرحة فها هو حبيب عمرها ستلاقاه يوم الخميس..
علي الناحية الاخري كان يحيي يفكر في زوجته ندي وماذا سيفعل حتي تسامحه
.................................
في منزل يشوبه الرقي كانت تجلس السيدة تهاني حينما جاءها اتصال من اختها السيدة فطيمة لتخبرها عن حفلة يوم الخميس فأخبرت تهاني زوجها بكر وابنائيها فارس و حلا فرحبوا بالفكرة علي الفور
...............................................
نعود الي حور حيث كانت جالسه تفكر في هذا الشخص الغريب فهي لم تري من قبل شاب تجرأ وتحدث معها بهذا الشكل دخلت اليها اختها ندي بابتسامه مرحه فندي علي الرغم من انها مختلفة عن حور فأنهما متقاربتان الي بعضهما للغاية تحدثت حور باسمة: ايه يا ندي الضحكة اللي انتي دخلالي بيها دي مش مريحاني
ردت عليها ندي قائلة: كنت عايزة اسألك هتروحي الحفلة يوم الخميس ولا لا
نظرت اليها حور بتفكير: اه هروح علي الاقل اخف عليا ضغط الكلية واغير جو شوية
قالت ندي علي الفور: خلاص طالما انتي رايحة انا مش هروح اهو علي الاقل في واحدة فينا هتروح
نظرت اليها حور نظرة ذات معني فخجلت ندي من اختها التي تعرف انها لا تستطيع ان تكذب عليها وقالت: انتي مش هتروحي عشان مش عايزة تشوفي يحيي صح
هزت ندي رأسها موافقة ثم قالت حور: يا بنتي الراجل بيحبك وبيموت فيكي كمان وانتي كمان بتموتي فيه ليه مش عايزة تسامحيه يا ندي ثم اخذت كفي اختها وضمتهم الي صدرها بحنان
ردت ندي والدموع تتلألأ في مقلتيها: هو اللي انهي حبنا بأديه يا حور ده راح خطب واحدة وهو متجوزني وكان هيتجوزها انا مش عارفة ازاي جاله قلب يعمل كده فيا، تعالت شهقات ندي بحرقة فضمتها حور الي حضنها واخذت تربت علي ظهرها وهي تقول: كلنا عارفين ان يحيي مظلوم وامه هي اللي دبرت الحكاية دي عشان مبتحبكيش انتي عارفه طنط غادة بتحقد علينا ازاي ربنا يهديها بس يحيي وقف قدام مامته عشانك وقال لا انا مش هعمل كده في ندي
ردت ندي بصوت متهدج وهي تشير الي قلبها: طب وده زنبه ايه زنبه ان حب يحيي يا حور انا لسه بحبه و عيزاه لكن مش عارفه اتقبل الوضع
نظرت اليها حور وقالت: مالواد يا حبة عيني كل يوم يكلم بابا وانتي ولا سأله فيه طب نقولك تقابليه تفهمي الحكاية تقولي لا الحكاية انتهت خلاص والله يحيي بيحبك اوي ومستعد يعمل فرقعلوز عشان خاطر عيونك
اكتفت ندي بهزه من رأسها فهي لن تستطيع مسامحته
........................................
في الساعة ٤ فجرا دخل زين المنزل ويبدو عليه التعب الشديد وفجأة جذبه والده من قميصه صافعا اياه صفعة دوت لها اركان الڤيلا تفاجأ زين ووضع يده علي خده ثم قال احمد بنظرة ازدراء : يا خسارة تربيتي فيك انا مش عارف انت ايه اللي غيرك كده يا زين هو انا قصرت في حقك يا بني ده انا سيبتك تعمل اللي انت عايزة وتأسس شركتك بنفسك قولت اهو يتعود علي المسؤلية لكن يخسارة كل ده مطمرش فيك بص بقا انت من بكرة هتنزل تشتغل معايا في الشركة وبدون نقاش
نظر له زين بألم وقال: طب وشركتي انا نقلتها هنا عشان مسافرش فرنسا تاني
قال احمد: شركة ايه يا ابو شركة انت بتسمي دي شركة ده انت مديون لطوب الارض الظاهر كده كنت مسافر عشان تتسرمح هنا وهنا ثم نظر اليه ابوه بيأس وتركه وحيدا يتردد كلام والده في ذهنه عن سبب تغيرة فأبيه المسكين لا يعلم ما الذي حدث اليه في فرنسا وعن حبه للفتاة الفرنسية الذي كانت تتحدث عنه كل الناس هناك فهي كانت لا تحبه هي كانت تستغله فقط فهو شاب لديه المال والجمال اي فتاة تتمناه ولكن سحقا لهذه الفتاة فهي دمرت له قلبه فأصبح گالحجر لا يشعر ولا يتحرك...ولا يحب بل عكس ذلك تماما فمنذ ان علم زين باستغلال تلك الفتاة له قرر ان ينتقم من جميع الفتيات التي يلقاهن وتخلي عن مبادئة وحدودة وحتي دينه فهو لم يسجد لربه من فترة طويلة ولعل وعسي يتغير هذا الزين في يوما ما و يفهم ان الفتيات ليس جميعهن صنف واحد وفجأة خطرت في باله تلك الفتاة الذي قابلها منذ يومين فتبدلت ملامحه من الغضب الي الحيرة فمن تكون هذه الفتاة التي تحدثت معه بهذا الشكل هي لم تتأثر بوسامته كما تفعل معظم الفتيات وظل يفكر فيها حتي غفت عينيه
....................................

ماذا اسمي هذا الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن