الفصل التاسع عشر

14 0 0
                                    


قدم اليها حمزة و جلس علي نفس الطاولة، فأنتبهت هي اليه بل انها استغربت قدومه و جلوسه علي نفس طاولتها و استغربت ايضا من اهتمامه المفاجأ بها عندما قال حمزة: ازيك يا آنسة ملك
ردت عليه ملك بهدوء قائلة: الحمدلله يا دكتور
قال لها حمزة بتردد: ما بلاش دكتور دي و قوليلي حمزة عادي انتي كده بتكبريني
ادركت ملك ما يرمي اليه حمزة فقامت من مكانها علي الفور غاضبة منه بينما هو قد نادي عليها قائلا: انا اسف و الله انا مقصدش اتطاول عليكي بس... ثم قال باندفاع: بصي يا انسة ملك انا مش بعرف الف و ادور و الكلام ده فأنا سؤالي واضح و صريح، ممكن اجي اقابل والدك
لا تعرف ملك أتندهش من جرئته ام تضحك من طريقة صوغه للسؤال ام تخجل من نفسها لانها كادت ان تسمع دقات قلبها تعلو من شدة الفرح ، و لكنها تمالكت نفسها و قالت بتوتر: دكتور حمزة انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه، انت فجأتني
قال حمزة علي الفور: انا اسف و الله انا مندفع علي طول ما بفكرش قبل ما اتكلم، اعتبري اني مقولتش حاجة.
كاد ان يرحل و لكنها استوقفته قائلة: تعرف العنوان؟
التفت اليها حمزة و لكنه لم يجدها و كأنها تبخرت في الهواء، و لكنه ابتسم عندما سمعها فعلم انها تكن له مشاعر ايضا و عزم علي ان يذهب ليخطبها من ابيها.
....................................
كانت صفاء جالسة و علي وجهها معالم الغضب فهي لا يعجبها هذه الزيجة من الاصل و لكن وراء الحاح زوجها كمال وافقت، فقال كمال لها: يا صفاء افرحي دي بنتك بتتجوز
قالت له صفاء: افرح علي ايه ان بنتي هتتجوز زين يا كمال زين اللي بيرجع لاهله وش الفجر من الاخر كده زين ده انا مش بطيقه
قال لها كمال: متنسيش يا صفاء انك بتتكلمي علي ابن اخويا و انا عارف زين كويس هيرجع زي الاول و احسن و ده هيكون بسبب بنتك هي اللي هتغيره انتي مش شايفه نظرة الحب اللي في عنيه لحورية يا صفاء
قالت صفاء له: ما هو ده اللي انا خايفه منه انها ممكن تحبه بجد يا كمال
قال لها كمال بنفاذ صبر: انتي الكلام ما منهوش فايدة معاكي يا صفاء
......................................
انتهت الليلة اخيرا و طلع زين و حور الي غرفتهما بينما قال لها زين: انتي هتنامي علي الكنبة و انا هنام علي السرير
ثم دخل الي الحمام تاركا حور مندهشة من ما قاله، قائلة بعصبية: انسان معندوش ريحة الذوق
رد عليها زين من داخل الحمام قائلا: سمعتك علي فكرة
فذهبت حور لتبدل ملابسها علي الفور قبل ان يخرج من الحمام.
بعد وقت ليس بقصير خرج زين من الحمام و قد بدل  ملابسه ثم القي نظرة علي الاريكة فوجدها نائمة و قد تدثرت جيدا، فالقي زين جسده علي السرير لينام هو الاخر، و لكن حور كانت مستيقظة لم تستطع ان تنام فهي قلقه من زين بأن يفعل معها شئ غير حميد فظلت مستيقظة تحارب النوم و لكنها استسلمت بعد وقت قصير اليه.
...................................
في غرفة عيسي و ياسمين كانت ياسمين تشعر بالدوار منذ بداية الحفلة و لكنها تحاملت علي نفسها و قامت لتذهب الي الحمام و لكن شعرت ان الدنيا تدور بها فكادت ان تسقط لولا يد عيسي التي امسكت بخصرها فنظرت الي عينيه التي يملوءها القلق فتأكدت انه ما زال يحبها ثم حملها عيسي و وضعها علي السرير و قال بقلق: ياسمين انتي كويسة انا هروح اجيب الدكتور
امسكت ياسمين بذراعه قبل ان يذهب ثم قالت له بصوت متحشرج: متسبنيش خليك جنبي
التفت اليها ثم قال لها و كأنه لم يسمع شئ: انا ملاحظ انك مش بتاكلي و لا بتنامي كويس عشان كده حصل اللي حصل و كمان...
قاطعته ياسمين قائلة: بحبگ
نظر اليها عيسي منصدما من ما قالته، ماذا يفعل الان أيفرح، ام يحزن لانه فات الاوان.
اكملت ياسمين قائلة بحب: متسألنيش ازاي في المدة القصيرة دي حبيتك لاني انا ذات نفسي معرفش يا عيسي فجأة لاقتني بحبگ و عايزة اكمل حياتي معاك انت مش بس انقذتني من اللي كنت فيه انت خلتني اتغير، اتغير و ابقي ياسمين اللي انت شايفها قدامك دي ازاي محبكش بعد اللي عملته و بالنسبة لزين انا اكتشفت اني مكنتش بحبه كنت عايزة املكه و خلاص بس دلوقتي انا فوقت و محتاجة لك يا عيسي، سامحني علي كل اللي عملته ارجوك
مشاعر متناقدة اختالت عيسي؛ حب، فرحة و شوق، مشاعر تعجز الكلمات عن وصفها، نظر عيسي في اعماق عينيها و كأنه يحتضن عينيها بشوق فقد نسي عيسي كل ما حدث في الماضي عندما رآي نظرة الحب في عينيها الان، ثم اخذ يديها و وضعها علي صدره ثم قال و ما زالت عينه في عينيها: القلب ده عمره ما حب و لا هيحب غيرك غيرك يا حبيبتي، تعالي ننسي كل اللي فات و نبدأ من اول و جديد و انا هفضل جنبك و مش هسيبك مهما حصل يا ياسمين
و من ثم احتضنها عيسي بشوق سنين عازما ان يبدأ صفحة جديدة مع ياسمين من الان بينما كانت ياسمين تشعر بالامان بين ذراعيه، ادركت انها لا تحبه بل تعشقه، تعشق هذا الوجه الذي ينظر اليها بحب، تعشق هاتان العينان التي تأثرها، و تعشق رائحته التي تشمها الان التي تشعرها بالامان و تؤكد لها انه سيظل بجانبها الي الابد.
هكذا جمع الله بينهما في ذلك اليوم، بعد كل الذي رأوه في حياتهم، فالله عوضهما ببعض، والحب ايضا كان عوض، فمن ذاق عوض الله هان عليه كل خذلان البشر.
...................................
استيقظت حور الساعة الرابعة لتؤدي صلاة الفجر فذهبت الي الحمام لتتوضئ و لكن استوقفها هذا النائم علي السرير فترددت في ان تذهب الي زين وتوقظه لتأديه صلاة الفجر و لكنها حسمت الامر و ذهبت لتوقظه،اقتربت منه و نظرت اليه ثم قالت بهمس: ده زين المغرور اللي شايف نفسه ده شبه الملاك و هو نايم
تادركت حور نفسها علي الفور و قالت: ايه اللي بتعمليه ده يا حور انتي جايه تصحيه للفجر مش تحللي شخصيته
ثم نادته لتوقظه قائلة: زين يا زين اصحي
و لا حياة لمن تنادي، ثم قررت النداء و لكن هذه المرة و يديها علي كتفه، فاستيقظ زين عاقدا حاجبيه و قال لها بصوت ناعس: عايزة ايه يا حور دلوقتي
قالت له: قوم عشان تصلي الفجر
نظر اليها فلأول مرة يسمع هذه الجملة عندما عاد، فخجل من نفسه امامها ثم نطق قائلا بهدوء: حاضر
ثم قام و توضئ ثم نزل ليصلي الفجر في احد المساجد القريبة و بينما كان يخرج رأي والده و اخوه خارجين ليصلوا ايضا، استغربوا من ان زين ينزل في هذا الوقت، فسأله والده قائلا: خير يا زين ايه اللي مصحيك دلوقتي
خجل من نفسه امامهم ألهذه الدرجة نسي ربه حتي والده لم يفهم انه ذاهب ليصلي فأجابه زين قائلا: انا رايح اصلي الفجر يا بابا
ابتسم كمال ابتسامة رض لم يراها زين علي وجه ابيه منذ ان عاد ثم اخذ كمال بكف عيسي و زين و ذهبوا ليصلوا صلاة الفجر معا.
................................

ماذا اسمي هذا الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن