C H A P T E R | 18

1K 89 13
                                    


Vote & comment 🌻

______________

أُوسـتيَا ، إيطاليـا

٢٠ من أكتـوبـر ٢٠٠٩| السـاعة التـاسـعة مـساء

الألـمُ... الألـمُ قَـادر أنْ يُغَير الكَثير مِن الأشيَاء، وجهة نظَرنا للأمورِ و حتي كيفية رؤيتنا للأشياءِ .. كُل شئِ يبدأُ بالتَغُيرِ.. مَع الألـمِ.

خاصًة ألـم الفقدان، عِند فُقدَان أْحد الأشخاصِ تَبدو الحيَاة بلا طَعم أو لونِ ، تَستطيع رُؤية مَا هو حَولكَ دون الشَعور بِـه ، ترَى من فَقدته في كُل شئ و في كل ذِكرَى و مكَان ولكَن لا تَشعُرُ بجمَال تِلكَ اللحظاتِ بدُونُه.

تَـرى القَـهوُةَ ، الكتَابَ ، المناقشَات و الأمَاكِن ،كُل شَئ مَازال مَوجود و بمكانِه... لَكن من تشَاركه لَم يَعُد هُنا و لَن يعُود.
و كأن فَقدَت القَـهَوُةُ رائحَتِهُا ، و فَقَد الكتَابُ صَفحَاتِه.

و عِندمَا يَكون ابنْ آدم ضَعيفًا و هَشْ، تبدأُ نَظريتِه للمَوتَ هي الأُخرَى... تَتغَيّر.
يرى فنَاءَ الحيَاة ، و لَيس لأحَدِ البقَاء ، يَـرى أنّه أيضًا.. ليس عليِـه البَـقاءَ.

كَان الأمَلُ الذي يَملأُ حيَاة إيميرالد، قَد تبَدل بالأَلم.
و كَم يَختلُف تَقديم حَرفَ اللامِ عَلى المِيم.

لم تَستطع ، لم تتمكنُ بَعدِ وفاة وَالدُهَا تَقديم الأمَلِ بالألم.

حَتّى أصبحَ المَوت فِكرة جوهَرية تَلمعُ و تُناديها ، لتتخلَى عن حيَاتها، عَملها و حتى عائلتها مُنتظرة لَحظة المَوت الرَحِيم بقَلبِها. لتَجمع جَسدِهَا بروحهَا التي قَدْ خَطَت مُتبَاعدة عَنها مُنذ زَمن.

هذا كُل ما دار في بالهَا و لَم تَنتظر مِن لوي فِهم الأمرَ من وِجهَة نَظرهَا لكنها كَانت مُخطِئة و لَم تتفَهم أنه عمَله و إن لم يَفهم سَيكون هُناك خَطأ مَا.

كُل هذه الكَلِمات التهمت عَقلها مُنذ جُملَته الأخِيرة و التي أحرَقتها ،رَفعَت نظرهَا له بأعيُن دامعة و شفاه مُرتَجفة :
- لِماذا ؟

لَم يَفهم جيدًا هَمسها و هَمهَماتها له لكنه رأى ما قَالتُه فى عينيها الذَابلة. إهتَز وِجدانه لرؤيتها هكذا لكن أحيانًا يَجب أن نَكسر ما تَبقي من فتَات لتُبني مُن جَديد.

- شعرتُ باللا شئ، فقط فراغ و رغبة فى المُضي بعيدًا عن هُنا و لم أتألمُ قَط.


لم تَقل شَيئًا آخر قبل أن تَنهض من على الأرضيةِ الخَشبية و تَخطو بعيدًا عَنه بإتجاه البَاب.

الحالة ٧٠٧ | case 707 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن