الأخير &البديل & صابرين شعبان

8.2K 279 66
                                    

الأخير

💫💫💫

هذا جنون ما يحدث ، هذا ما فكر به ذلك الرجل الوقور صاحب الهامة الطويلة و البنية القوية رغم عمره الذي تخطى الخمسون بسنوات قليلة .. كان يمر بعيناه على الجالسين أمامه و زوجته في منزلهم بعد أن أخبرته ابنته أن هناك خاطب ستأتي عائلته لتطلبها و هى موافقة  .. هذا ليس الغريب في الأمر ، ليس الغريب موافقتها بل ما قالته بعد ذلك ، هو أن العريس لا يعرف أن والديه سيطلبونها له ، حسنا هذا أيضاً ليس غريباً بقدر ما قالته تاليا و هو أن الرجل مختفي منذ ستة أشهر .. ماذا مختفي لا يعرفون عنه شيء ، و يأتون ليطلبون ابنته هو ابنته الكبري  ،و هى موافقة ، على ماذا موافقة بالضبط  على خاطب لا يعرف أنها ستصبح زوجته  و أيضاً مختفي ، قاطع سيل تساؤلاته والد الرجل المختفي  الذي قال بجدية " سيد عادل نحن نعرف جيداً مدى الحيرة التي أنت بها من هذا الطلب  ، أعلم أن رنين ابنتك الكبري و تريد لها الأفضل و ترى أن أبني ليس هو الأفضل من وجهة نظرك ، و لكني أريدك أن تعلم أنه ليس سيء  و سيعتني بابنتك جيداً "
قال عادل بتعجب " سيد فهمي  الأمر ليس كونه سيعتني بابنتي  هذا سأعلمه عندما أتعرف عليه فأنا أستطيع أن أعرف معادن الناس جيداً و لكن الأمر هو كيف أقبل بزواج الشاب و هو ليس هنا و لا يعلم ربما لو كان يعلم و غير موجود لفكرت و لكنه لا يعلم كيف أقبل هذا و أعرض ابنتي للرفض عندما يعلم عما فعلتموه .. ثم ابنك مختفي سيد فهمي  كيف سأقبل بعد كل هذا "
قال فهمي بهدوء " ماهي ليس مختفي لسبب غير أنه متضايق قليلاً و سيعود بالتأكيد .. بالنسبة لمستقبل ابنتك لا تخشى شيئاً أنا هنا سيكون لها بيت باسمها إذا أردت و إن أرادت تعمل بعد الزواج بحريتها شركتي و شركة أخي موجودة "
قالت رنين بتوتر  " بعد اذنك أبي هل أستطيع أن أجيب عن هذا الحديث و هذا ليس له شأن بموافقتك بالطبع "
قال عادل بضيق " حسنا رنين تفضلي "
نظرت لوالدها ممتنة عدم انفجاره بها كما فعل وقت أخبرته عن ماهي و كل ما يخصه منذ عرفته .. " عمي فهمي ، أولا أنا لا أريد بيت غير ذلك الذي سيجلبه ماهي لي ، لا يهمني أن يكون ملكه أو إيجار  المهم هو من سيجلبه لي بماله و ليس بمالك أنت ، أما العمل ، لا لن أعمل طالما ماهي لا يريد ذلك . سأعطيه عامين خطبة ، سأكون في الثامنة و العشرون لا بأس عامين ليسوا وقت طويل بالنسبة لي  في هاذين العامين على ماهي أن يوفر لي منزل و يؤسسه بالطبع و يكون لديه عمل ثابت حتى نستطيع أن نعتمد عليه في استقرارنا على الأقل عدم  خسارة منزلنا ، و هذا ليس بالمطلب الكثير أنا لا أسأله عن رغد العيش ، فقط العيش بالستر "
هنا تدخلت والدتها و قالت بعصبية " هذا إذا كان الرجل هنا و موافق على الزواج بك يا ابنتي و لكنه ليس هنا و ربما لا يعود و يستمر في غضبه و ينتهي العامين و هو حتى لا يعرف أنك كنت خطيبة له ، أو ربما تزوج و عاد بزوجة ماذا ستفعلين وقتها  و ماذا سيكون مظهرنا أمام الناس و سمعتك عندما يعلمون بالوضع الذي قبلته أنت  ، ستصبحين سخرية للجميع و لن يأتي إليك خاطبا "
قالت ليلي مهدئة " لا داعي ليعرف أحد سوانا بهذا و إن سأل أحد فلنقل أنه مسافر فقط و أنا أعلم أن ابني سيعود قريبا "
قالت والدتها بعصبية " و إن عاد بزوجة ماذا ستفعل "
قال مياد الجالس بجوار والده  الصامت " لن يفعل لسبب واحد فقط هو يحب رنين منذ زمن بعيد و كان ينتظر أن يجد عمل مناسب ليأتي و يطلبها و لكني أخبرته أنها ستتزوج وقت رحل لذلك لا يعرف أن رنين لم تقبل ذلك الخاطب  و ربما هذا سبب ابتعاده "
نظر إليها والدها بغضب شديد ، هل لهذا لم تقبل الخاطب وقتها من أجل ذلك الماهي . و الذي يبدوا من تصرفاته أنه شخص غير مسؤول و متهور ليختفي هكذا .. قبل أن يقول والدها شيء قالت ريم بصدق و ثقة " ما اعلمه و واثقة منه حقاً هو أن أخي بالفعل يحب ابنتك سيدي ، أبي و أمي يعلمان فقط منذ يومين أما أنا فأعلم منذ زمن بعيد قبل أن يرحل أخي  وقت كان يعمل مع رنين ، أخي لا يخفي عني شيء أنا واثقة أنه لو عاد الأن مستحيل ، مستحيل أن يرفض رنين أو يعود بزوجة كما تقولين أنت سيدتي لسبب بسيط و هو أنه يحب ابنتك حقاً ، لذلك إن كانت سعادة ابنتك معه و هى موافقة أرجوكم لا تمانعا و أعطوهم الفرصة و أنا واثقة أن أخي سيعود قريبا و قريبا جدا أنا واثقة من ذلك "
قال فؤاد بهدوء "  و الأن سيد عادل نريد أن نستمع لرأيك بالموضوع و ثق أننا سنحترم رأيك أي كان لعلمنا أنه لصالح ابنتك و هذا ما نريده بالطبع "
نظر عادل لزوجته بنظرة تفاهم ثم لرنين التي كانت تفرك يدها بتوتر و قلق . إذن هى بالفعل تحبه و إلا ما شعرت بالقلق  من رفضه أو الموافقة على هذا الجنون من بدايته .. حسنا حتى لا تأتي يوم و تتهمه أنه ظلمها برفضه سيعطيها هذه الفرصة .." حسنا سيد فؤاد سيد فهمي  سأوافق بشروط فهذا من حقي كما تعلمان فهى ابنتي الكبري و أولى فرحتنا  و نريد سعادتها فقط "
قال فهمي بجدية " بالطبع سيد عادل تفضل نحن سنوافق على كل ما ستقوله مؤكد "
نظر عادل لرنين و قال بهدوء "  سأوافق بشروط  و هى أولاً الخطبة لعام واحد فقط و ليس لعامين كما تقول رنين أنا لا أستطيع أن أهدر عامين من عمر ابنتي هباء  . ثانياً إذا لم يعد خلال  ستة أشهر من بداية الخطبة سأضطر  بإنهاء الخطبة  و لن ننتظر باقي العام فهذا معناه أنه مختفي لعام و هذا كثير  لمسألة بسيطة كما تقولون  ، ثالثاً  إذا لم يكن بالفعل لديه وظيفة محترمة تمكنه من الاعتناء بابنتي سأنهي الخطبة أيضاً ، رابعاً إذا كان يستطيع فعل ماسبق و لم يعجبني كشخص مسؤول سأنهي الخطبة  أنا لا أستطيع الحكم على شخصه و هو بعيد و لكن عند عودته سأعرف فربما لا يعجبني فماذا تقولون "
قال فهمي و فؤاد براحة " بالطبع هذه شروط مقبولة و معك كل الحق فهذا لأجل ابنتك و ابنتك ابنتنا " قالها كلهما معا مما جعل عادل و زوجته يبتسمان بمرح و زوجته تقول باسمة لليلي " مبارك علينا و عليكم يا أم ماهي "
قال مياد بفرح " و الأن نقرأ الفاتحة و نحدد موعد للخطبة "
قال عادل بهدوء " عم نقرأ الفاتحة "
لتكون أغرب خطبة قد تحدث يوماً ...

البديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن