الرابع & البديل & صابرين شعبان

3.7K 214 3
                                    

#البديل 4
💕💕💕
عاد مياد للمطعم و قد استنفد قواه متمنياً العودة للمنزل متعجبا من حب ماهي لهكذا وظائف متعبة و غير مناسبة لمؤهله التعليمي أو حتى إمكانياته المادية فهو لا يحتاج لمثل هذه الوظيفة و لكنه يعلم أن الغبي يركض خلف حلم الشهرة منذ زمن و يبتعد عن والده الذي يضغط عليه ليعمل مثله في وظيفة ثابتة و محترمة ، يجب أن يحاول معه مرة أخرى ليتعقل فهذه ليست حياة يتمناها له خاصةً بعد ما حدث اليوم لا يصدق هل حقاً يتعرض لكل هذا في عمله تحرش أو إصابات جسدية أم هو حظه النحس الذي يملك و جعله يمر بهذا في يومه ، دلف للمطعم فقال مهاب فور رؤيته " ماهي تعالي بسرعة هناك طلب مستعجل يجب أن تذهب على الفور ها هو العنوان و الطلب "
كاد مياد يصرخ بغضب شديد و أنه يرد الرحيل لبيته و زوجته سأل مياد بصبر " بالعادة متى نذهب للمنزل "
رفع مهاب حاجبه بتعجب فهو اليوم غير طبيعي حقاً " مازال هناك وقت إذا كنت تسأل عن ذهابك لمنزلك "
كاد مياد أن يضرب الأرض كالاطفال متذمرا و لكنه بدلا من ذلك مط شفتيه بضيق و أمسك بالعلب و عاد ليرحل .. وصل للعنوان المدون ليجده فيلا كبيرة و يخرج منها أصوات صخب عالية و صراخ شباب منتشي على ما يبدوا ، دلف للفيلا متجها للباب المفتوح على مصراعيه و صوت الموسيقي يصدح من الداخل مع صراخ و غناء الشباب و الفتيات الذين يتمايلون بجنون مع الموسيقي ، وقف مياد أمام الباب منتظرا أن ينتبه له أحدهم و لكن على ما يبدوا منشغلين بالرقص الهستيري ، لا يعرف أي عوائل تلك التي تنجب و تنسى أن تربي ، كيف يتركون أبنائهم هكذا خاصةً الفتيات ، يا إلهي لو كانت إحداهن ابنته لحبسها في برج عالي بعيدا عن هذا الجنون ، لا لن يحبسها بل سيربيها بالتأكيد ، عندما طال الأمر و طال وقوفه دلف للمنزل لمصدر الصوت ، وضع العلب في طريقه على الطاولة و أغلق الموسيقي و التي وقف على إثرها الشباب يصدرون صوت متذمر ، قال ببرود و هو يخرج الفاتورة " من طلب هذا هل سيدفع أم أخذ البيتزا و أرحل"
قال له شاب يبدوا أنه صاحب المنزل " أنا من طلبها كيف تجرأت و دخلت دون إذن و أطفئت الموسيقي "
قال مياد ببرود " وجدتها وكالة من غير بواب لذلك أعطيت لنفسي الحق ، هل ستعطيني المال أم أخذ البيتزا و أرحل و للعلم سيغلق المطعم فور عودتي "
تحدثت الفتيات الذين شكوا جوعهم للشاب الذي نظر لمياد بضيق و أمسك من يده الفاتورة بحدة ، أخرج المال و أعطاه له و الباقين يهاجمون على علب البيتزا بهمجية قال ببرود " سأشكوك لرئيسك لقلة ذوقك "
أخذ مياد النقود و قال ببرود " أفعل فقد سئمت هذه الوظيفة من أول يوم و أريد التغير "
عادت الموسيقي لتصدح ثانياً و مياد يبتعد ليخرج من المنزل ، وجد تلك التي تمسك بيده ليرقص قائلة بدلال " لم لا ترقص معي قليلاً قبل أن ترحل أيها الوسيم "
أجاب مياد ببرود و هو يبعد يدها " أفعلي مع من أطعمك "
نظرت إليه الفتاة بغضب قائلة " حقير "
أجاب مياد بسخرية " من بعض ما عندكم أيتها المدللة ، لا أعرف كيف يتركك والدك هكذا دون رقابة هل يثق في أخلاقك الغير موجودة "
صرخت الفتاة بغضب قائلة " ليس من شأنك أيها الوغد "
قال مياد بسخرية " الوغد هو من سيضحك على عقلك بكلامه المعسول و ينال منك ما يريد ثم يقول لك إلى اللقاء "
رمقته الفتاة بصدمة و هو ينصرف ، أقترب منها الشاب صاحب المنزل قائلاً بسخرية و هو يلف ذراعه حول كتفيها " عزيزتي ماذا كان يخبرك ذلك الأحمق "
نظرت إليه بحيرة قبل أن تقول بضيق و هى تبعد يده عن كتفها " سأعود للمنزل فادي "
أمسك بها بعنف قبل أن تتحرك قائلاً " ليس هذا ما اتفقنا عليه عزيزتي "
قالت بحدة " نحن لم نتفق على شيء "
أسرعت لخارج المنزل عندما أمسك بها فادي ثانياً " أنتظري دارين ليس هذا ما قلته لي وقت أتيت "
قالت بغضب " لم نتفق على شيء فادي سأعود للمنزل وداعاً "
راقبها فادي تنصرف غاضبا مؤكد ذلك الوغد أخبرها شيء لتتحول هكذا في دقيقة ، وجدت مياد يستقل الدراجة ليرحل فاسرعت إليه قائلة برجاء " هل يمكنك أن توقف لي سيارة أجرة قبل أن ترحل رجاء ، أريد العودة للمنزل "
نظر إليها مياد بهدوء قائلاً " تفضلي أصعدي خلفي و سأوصلك لا نضمن وجود سيارة هنا "
قالت الفتاة بخجل " لا أريد مضايقتك "
أجاب مياد بهدوء " لا تفعلين ، أنت مثل أختي الصغيرة "
صعدت الفتاة خلفه و تمسكت بالشبكة المعدنية بيد و بالأخرى وضعتها على كتف مياد الذي أنطلق بعد أن أخبرته عنوان منزلها ، فكر بسخرية ، حمدا لله أن ماهي ليس هنا اليوم و إلا كان يرقص معهم في الداخل .. أوصل الفتاة التي شكرته بخجل فقال مياد بحزم " اعتني بنفسك و لا تخوني ثقة والدك بك بعد الأن "
هزت رأسها بقوة و عاد لينطلق عائدا للمطعم ، وصل بتعب ليجد مهاب يستعد لغلق المطعم تنفس الصعداء قائلاً " الحمد لله لقد انتهينا "
قال مهاب بسخرية " نعم هيا أدخل لتساعد مراد و معتز لينهوا عملهم قبل الرحيل "
قال مياد بغضب " تبا لم أنا أساعد الجميع هنا و كل واحد يلتزم بعمله فقط "
أجاب مهاب ببرود " لأنك أكثرنا راتبا و أنت من طلبت عدم جلب عامل يساعدنا و اقترحت أخذ مكانه "
قال مياد بسخرية " لأني غبي و حيوان ، أنا ماهي أستحق الرمي بالرصاص على أفكاري "
ابتسم مهاب بمرح قائلاً " أحبك عندما تسب نفسك أفعلها دوماً "
عاد مياد يسب ثانياً و لكنه نفذ أمر مهاب ليساعد الباقين قبل الرحيل تنفس الصعداء عندما أغلق باب المطعم و ألقى الجميع التحية على بعضهما ، استقل مياد دراجته بتعب و عاد أدراجه للمنزل ، رن هاتفه ليجيب برقة " ها أنا في طريقي حبيبتي "
قال ماهي ساخرا " أحبتك عنكبوت الأرملة السوداء "
صرخ مياد بغضب " أنت أيها الماجن قسما سأقتلك عندما تقع يدي عليك "
قال ماهي بحدة " ماذا فعلت لك "
سأله مياد بحدة يريد أن يعرف أن تعبه لم يذهب هباء " أخبرني ماذا كانت نتيجة تجربة الاداء اليوم "
أجاب مياد بملل " كما العادة أنت وسيم زيادة عن اللزوم و الدور لا يريد رجل وسيم بجسد رياضي "
شخر مياد بسخرية " و لكن وسامتك تليق بعامل توصيل البيتزا تبا لك "
أغلق الهاتف و أكمل للمنزل ، وصل بتعب و صعد لغرفته فيبدوا أن والده قد غفى ، دلف للغرفة ليجدها مظلمة و يبدوا أن وجد فقدت أمل عودته و غفت بدورها ، اتجه المرحاض و نزع ملابسه و أخذ حمام طويل يزيح به تعب يومه ، خرج و ارتدي شورت قصير و تيشرت بدون أكمام و صعد الفراش بجوارها ، استدارت إليه لتندس في صدره ، ضمها برفق و قبل رأسها متمتما بحرارة " تصبحين على خير حبيبتي "
رفعت رأسها و قبلته على شفتيه بحرارة ليقول مياد متأوها " حبيبتي يكفي أرجوك دعيني اليوم أغفو قليلاً أولاً فربما خذلتك فأنت لا تعرفين ما حدث لي اليوم "
سألته بحنق " ماذا حدث من خلف ذاك المستهتر ابن عمك "
أجاب مياد بحزن " لا يهم ما حدث لي و لكن ما يهمني هو ما يفعله بحياته ، أنه في طريقه للضياع ، هذه ليست حياة تتمناها له "
سألته بضيق " أحكي لي ماذا حصل لتقول ذلك "
سرد لها مياد ما حدث و ختم حديثه قائلاً بضيق " و لا يقبلون به لوسامته مرة و مرة لبنيته القوية و مرة لعدم مناسبته للدور و غيرها من الأسباب التافهة الواهية "
سألته بتعجب " لماذا برأيك يرفض دوماً دون إعطائه فرصة "
قال مياد بسخرية " لم برأيك "
سألته بدهشة " هل تقول أن عمك يتدخل في ذلك "
قال مياد بضيق " دوماً ما أن يعلم بذلك "
قالت وجد بحزن " و لكن هذا ليس عدلا ، هذا شأنه لم لا يدعه يجرب و عندها يقرر إن كان يستمر أو يتوقف ربما لا يعجبه الأمر "
قال مياد بضيق " و لكن لا تنسيني أنه بالفعل موهوب و لديه قبول و الدليل ما أخبرتك به الفتيات يتحرشن به أثناء عمله "
سألته بهدوء " و ماذا ستفعل هل ستتركه يستمر هكذا على حاله لا تنس أنك متضرر معه و أنت تظل تأخذ مكانه في وظائفه "
قال مياد مفكرا " لا أعرف و لكن سأفكر في أمر ما ، يجب أن يترك هذا الجنون الآن على الأقل حتى يكف عمي عن وضعه في رأسه "
قالت وجد بجدية " و من يخبرك بما تفعل حتى تأخذ إجازة من وظائفه المجنونه تلك و ترضي عمك نفس الوقت "
سألها بلهفة " أخبريني ماذا أفعل "
قالت وجد بثقة " البديل بالطبع ماذا غيره "

يتبع

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

البديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن