الثالث & البديل & صابرين شعبان

3.6K 224 4
                                    


البديل 3
💕 💕 💕
سألته المرأة بقلق بعد أن عاد لونه لطبيعته " هل أنت بخير يا سيد"
مد مياد الكوب الفارغ قائلا بهدوء " أنا بخير سيدتي، هل لي أن أرحل الآن"
ابتسمت المرأة براحة و التي كان يختفي خلفها الصغير  قائلة " حسنا يمكنك الذهاب و رامي يعتذر مرة أخرى على ألمك"
توجه مياد للباب و قبل أن يخرج أخرج الفاتورة من جيبه ليمدها لها قائلا" أتمنى أن تعجبك البيتزا خاصتنا"
أتسعت عين المرأة بخجل لسهوها  و أمسكت الفاتورة قائلة " دقيقة واحدة أحضر لك النقود"
دلفت للداخل و تركت الصغير ينظر إلى مياد ببرود، أغتاظ مياد من نظراته اللامبالية فاقترب منه ليحمله من أسفل أبطيه و ينظر في عينيه بتحدي قائلا بجمود " تعرف الأولاد الدين يفعلون مثلك و يسببون الأذى لأحد ماذا يحدث لهم " رمقه الولد بفزع و لم يخرج صوت فقال مياد هامسا بصوت متوعد " عندما يهبط من على سريره يجد من يمسك بقدميه و يسحبه أسفل الفراش و يكتم صوته و تظل والدته تبحث عنه و هى تبكي قائلة أين أنت يا رامي أين أنت يا صغيري و تبكي لعدم إيجاده و لكن رامي أين يكون؟؟ رامي يكون حبيس أسفل الفراش في الظلام و هو يبكي بدوره لعدم قدرته على العودة و ذلك الشيء يمسك به ، هل تريد أن يحصل معك ذلك "
هز الصبي رأسه بعنف نافيا.. فابتسم مياد برفق قائلا بتأكيد" لن يحدث لك ذلك إذا توقفت عن ارتداء تلك الخوذة و التناطح بها كالماعز اتفقنا "
هز الصبي رأسه ثانياً فوضعه مياد على الأرض عند عودة والدته التي نظرت إليه بريبة، قال مياد و هو يمسك بالمال" لقد تحدثت معه و لن يفعل شيء خاطئ أليس كذلك رامي"
هز الصبي رأسه بعنف مؤكدا فقال مياد باسما" و لا تنس أن ترتدي ملابسك حتى لا تبرد "
أخذ النقود و أنصرف و هو يدندن بمرح، متسائل هل سيتعامل مع طفله هكذا إذا رزق بواحد.. عقد حاجبيه بغضب عندما تذكر الضربة التي مازالت تؤلمه هبطت يده لا إرادياً لتتحسس أعضائه زيادة في الاطمئنان أن الألم خف قليلا، نظر إليه الحارس بمكر فمط مياد شفتيه ببرود قائلا" لا تقلق لن تجده عاريا مرة أخرى و لا تخش على.."
لم يكمل مياد حديثه ليفهم الحارس الذي قال بسخرية " ستأكد لي المرة المقبلة عندما تأتي لهنا "
هز مياد كتفيه بالامبالاة ليأكد له ماهي بنفسه  أنصرف يستقل دراجته و ينطلق عائدا للمطعم، كان مياد يساعد كل واحد منهم في عمله لحين يأتي له طلب توصيل، رن هاتفه فأخذ فسحة ليجيب بعيدا عن مهاب و باقي العاملين، قال مياد برقة " حبيبتي"
سمع صوت وجد تقول بضيق" متى ستعود "
قال مياد برفق حتى لا يغضبها " لا أعرف حبيبتي، المطعم مازال يعمل و لم يغلق أبوابه"
صرخ مهاب بحدة " ماهي تعال لتوصل هذا الطلب و كفاك تضيع وقتك في الثرثرة مع الفتيات على الهاتف"
سألته وجد بحدة " فتيات من التي تثرثر معهم، هل تخونني مياد"
رد مياد بحنق" يقول ماهي وجد ماهي و ليس ..." أخفض صوته و قال بهدوء" مياد... وداعا الآن حبيبتي "
أغلق الهاتف و قال لمهاب بحدة" هل رأيتني أحادث الفتيات من قبل "
رفع مهاب حاجبه بسخرية" لا، رأيت الفتيات هن من يطلبنك، هيا تعال لتوصل هذا الطلب  منذ الصباح و نحن نوجهك كمن تعمل من جديد ما بك  هل فقدت ذاكرتك " تمتم بخفوت " يا ليت "
أخذ العنوان و الطلب و ذهب بضيق، الساعة قد تخطت التاسعة و هو لم ينهي عمله بعد، لمتى يظل يعمل المطعم، وصل للعنوان ليجد منزل من طابق واحد بباب كبير دفعه ليدلف على حديقة صغيرة متجها لباب المنزل دق الجرس و هو يسمع صراخ أولاد كأن هناك حرب طاحنة تدور خلف الباب المغلق، وضع يده لا إرادياً بين ساقيه و على يده الأخرى علب البيتزا، فتح الباب ليتراجع لا إرادياً ليحمي نفسه من أي هجوم محتمل، صدم ما إن رأى داخل المنزل فالأولاد الذى لم يستطع أن يعدهم يمسكون ببعضهم في شجار مريع و الوسائد من على الاريكة تتطاير، و صراخ الفتيات يعلو بالتشجيع لم ينتبه لذلك الذي فتح الباب و يحمل بين ذراعيه طفلة صغيرة بيضاء و عيون سوداء و شعر غزير ناعم، قال الرجل الذي يبدوا عليه الإرهاق " هل لك أن تأتي معي للمطبخ لو سمحت، كما ترى لن أستطيع أخذها منك"
دلف مياد خلفه بصدمة و هو ينظر لهؤلاء الوحوش ، وجد أحدهم يقفز على الأريكة بمرح فظن أنه سيسقط حتما و هو يقفز على الحافة كان الولد يشاهد المتشاجرين غير منتبه وعد مياد نفسه أنه لن ينجب أبدا للأمان أو لن ينجب هذا العدد  ربما تعرض يوما لهذا الموقف أنهم سيلتهمون بعضهم البعض هل هم أعداء ، أتت الكرة في رأسه فكادت العلب تسقط من يده، صرخ الرجل بغضب " هذا عشاءكم أيها الحمقى  انتبهوا"
يا إلهي هل أنجب الرجل كل هؤلاء متى فهو يبدوا من عمره أو أكبر قليلا.. دلف مياد خلف الرجل للمطبخ ليضع العلب على الطاولة في المنتصف، أخرج الفاتورة ليعطيها للرجل فمد له الرجل الصغيرة قائلا " ثانية واحدة أحضر لك النقود" كاد مياد يجيب بحنق ألا يحتفظ أحدكم بالنقود معه فوراً لقد كان يظن أن عامل التوصيل يقف على الباب و يأخذ النقود و يرحل لا يحمل أطفال أو يضرب بالمعدن في أماكنه الحساسة، أو يقبل على عنقه و يطلب منه أن ينزع ملابسه، سب بخفوت  " تبا لك ماهي أيها الماجن "
مالت الصغيرة برأسها تنظر إليه و راحتها الصغيرة تلمس وجنته، ابتسم مياد غصباً و تمتم بحنان " كم أنت جميلة حبيبتي، ما اسمك يا صغيرتي"
أجاب الرجل بتعب " تالة  و هى ابنتي الوحيدة"
سأل مياد بتعجب " و الجيش في الخارج"
أجاب الرجل بتعب" هؤلاء جيش محتل رحلت زوجتي على إثره غاضبة لمنزل والدها تنتظر الجلاء للعودة"
قال مياد بجدية " لم لم تأخذ الصغيرة على الأقل معها "
أجاب الرجل بحزن" لتعاقبني لرعونتي للموافقة على بقاءهم هنا "
سأله مياد باهتمام" لمن الأولاد في الخارج "
رد الرجل بسخرية " أولاد شقيقتها و شقيقي و هما ذهبا للخارج لأسبوع "
قال مياد بدهشة" كل هؤلاء متى أنجبهم "
ضحك الرجل بخفة و أجاب" ألم تنتبه أنهم توائم و هم أربعة يعطيك ثمانية "
كاد مياد يضحك و لكنه قال بأسف" أسف لذلك، متى سيأتي الجلاء"
أجاب الرجل بسخرية" بعد يومين ثلاثة "
قال مياد بشفقة" وحدك مع هؤلاء الوحوش "
هز الرجل كتفيه مستسلما و مد النقود لمياد قائلا" شكرا لك "
أخذ مياد النقود و هو يمد تالة لوالدها قائلا" لم لا تهاتفها و تخبرها أن تالة تشتاق إليها "
ابتسم الرجل بخسارة قائلا  بمرح " أنا من اشتاق و ليس تالة الصغيرة"
قال مياد بالامبالاة " أخبرها بذلك إذن و ستعود "
أجابه الرجل و هو يخرج خلفه " أنها عنيدة أنت لا تعرفها "
أجابه مياد بثقة " إذا كانت تحبك ستفعل " فهو يتذكر وجد عندما تركته لظنها أنه يخونها  و لكن ما أن علمت بما حدث من ماهي عادت إليه على الفور معتذرة عن سوء ظنها به.. و من وقتها  لم تفعلها مجدداً..
سقط الولد الذي كان يقفز على الاريكة   ليصرخ من الألم فقال الرجل صارخا به " تستحقها لقد حذرتك أيها الأحمق "
تمتم مياد بشماته " كنت أعلم أنك ستقع  لأنك غبي "
فتح الباب  ليجد تلك التي  تمد يدها لتضرب الجرس.. نظر إليها مياد بتفهم دون حتى أن تقول من هى فتلك البيضاء الكبيرة تشبة الصغيرة بعيونها السوداء اللامعة.. قال الرجل من خلفه بعتاب"  أتية لتالة "
قالت المرأة بخجل " بل من أجل والد تالة "
سار مياد للباب الكبير و على شفتيه ابتسامة قائلا " تحبه إذن"
قبل أن يخرج من المنزل سمع صراخها و هى تسب الأولاد قائلة
" سأقتلكم أيها الحمقى ماذا  فعلتم بمنزلي"

💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕

البديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن