الثاني & البديل & صابرين شعبان

4.6K 222 12
                                    

البديل  2
💕 💕 💕
أتى صاحب المطعم ليلقي المفتاح لمهاب يفتحه، كان رجل كبير و قصير لديه بطن ممتدة أمامه  لعشرون سم، كان مظهره مضحكا برأسه الأصلع الذي يلمع تحت شمس الصباح، قال لمياد الواقف بهدوء "  تبدوا مرتبا اليوم عكس كل يوم كمن يسقط من الفراش أمام باب المطعم، هل تحممت قبل أن تأتي فرائحتك ليست كمن كنت في أحضان الغانيات"
اتسعت عين مياد بدهشة، هذا الحقير الوقح هل مازال يذهب لذلك الملهى بعد أن وعده بعدم العودة و الإبتعاد عن تلك الفتاة.. قال مياد بضيق" حقا أبدوا هكذا، هل أخبرتني بذلك من قبل "
رد الرجل ساخرا و لم أفعل فعملي يقضى على أيه حال أنت توصل البيتزا لا التعرف على النساء لتكون حسن المظهر "
تمتم مياد بخفوت" ذلك الخليع الماجن "
سأله الرجل بحدة  ظانا أنه يسبه بصوت خافت" ماذا قلت "
قال مياد بارتباك"  لا شيء سيدي اعتذر منك، ليتك نبهتني لمظهري من قبل لاهتممت أكثر فمفترض بي واجهة المطعم " هز الراجل كتفيه بالامبالاة و دلف الجميع للمطعم و بدوا في العمل و مياد يقف لا يعرف ماذا يفعل قال الرجل بخشونة" هل ستشاهد الجميع يعمل و أنت تراقب هيا تحرك معهم أبدا بالعمل أيضاً "
سأله مياد بضيق " ماذا كنت أفعل بالعادة  سيدي"
نظر الرجل الأصلع بدهشة قائلا" تنظف الأرض، هيا تحرك "
أتى مهاب و أعطاه دلو و ممسحة و مقشة قائلا ببرود " هيا تحرك ليس معنا اليوم كله ما بك اليوم تبدوا غريباً"
أمسك مياد الدلو و نظر للممسحة بحقد قائلا بخفوت" تبا لك أيها الوغد ماهي سأقتلك يوما ما "
صرخ به الرجل غاضب  من وقوفه  هكذا " هيا تحرك "
بدأ مياد بإبعاد الطاولات على جنب و سكب الدلو أرضا و أخذ يفرك الأرض بالمقشة و المنظفات  و يقوم بتجفيفها بالممسحة و إعادة الطاولات على ما كانت عليه قال مراد بخفة " ماهي التقط "
رفع يديه ليقع بينها منشفة حمراء كتلك الخاصة بالسائقين في موقف السيارات يمسحون بها الزجاج قال بضيق " ماذا أفعل بها"
ضحك مراد قائلا بسخرية " جفف بها عرقك، نظف الطاولات أيها المدلل" أضاف بسخرية
كشر مياد و أخذ يمسح الطاولات و هو يتوعد  ماهي عندما يراه لن يفلت من يده .. بعد أن أنتهى بدأ يساعد كل واحد منهم في عمله لحين يأتي طلب له، كاد يسب العمل على صاحب العمل على ابن عمه على العاملين معه، الوغد الحقير  قسما ليخنقه بيديه العارية
جاءه طلب فأعده مهاب و أملاه العنوان ، قال الرجل صاحب المطعم و هو يمد له مفتاح الدراجة الخاصة بالتوصيل " خذ هذا ستجدها في مكانها، أذهب و أجلبها"
قال مياد بضيق " معى دراجتي سيدي هل لي أن أذهب بها"
قال الرجل ببرود "و كيف ستحمل علب البيتزا برأيك على رأسك "
أجاب مياد بصبر " لا تقلق سيدي لدي شبكة معدنية في الخلف سأضع عليها العلب"
رد الرجل ببرزد " على راحتك، هيا تفضل أذهب "
نفذ مياد أمر صاحب المطعم ليأخذ العلب التي أعدها مهاب و خرج من المطعم قائلا بحنق " سأريك ماهي الكلب فقط أمسك بك "
وضع العلب على الشبكة و ثبتها بحبل رفيع أعطاه له مهاب و أتجه لذلك العنوان، ما أن فتح الباب رسم على شفتيه ابتسامة هادئة عندما رأى فتاة شابة تبدوا في الثامنة عشر أو التاسعة عشر  قبل أن يتفوه بكلمة عن الطلب وجدها تقفز عليه لتتعلق بعنقه قائلة" حبيبي اشتقت إليك، لم أراك منذ يومين ماهي كيف استطعت أن تبتعد عني"
قال مياد بخشونة و هو يتراجع للخلف " آنسة  ماذا تقولين أنا هنا من أجل البيتزا التي طلبتها"
شدته لداخل الشقة ضاحكة "  ما بك تبدوا غريباً هكذا ضع هذه هنا و أذهب لتنزع جاكيتك و حذاءك  لتشعر بالراحة حتى أحضر.... "
شحب وجه مياد و وضع العلب على الطاولة التي قابلته و استدار ليخرج منصرفا بارتباك لينتظر أمام الباب لتحضر له النقود ، أمسكت به الفتاة سأله بحنق" حبيبي لأين أنت ذاهب للتو أتيت، أنت حتى لم تقبلني ألم تشتاق لي "
و قرنت قولها بالفعل و هى تشب على أصابع قدميها لتقبل عنقه.. شهق مياد بصدمة و لم يدر إلا و هو يركض هبوطا على الدرج تاركا النقود و صوت الفتاة يستنكر فعلته هاتفة باسمه " ماهي حبيبي لأين أنت ذاهب " كان كل ما يفكر به مياد  هو قتل ماهي، كان يمسح عنقه بهيستيريا خوفا من ترك أثر على عنقه فتراه وجد عندها حقا سيقتل  ماهي  هذا الحقير يوصل البيتزا أم يوصل الفتيات للفراش.. استقل الدراجة و عاد مسرعا للمطعم ، ما إن وصل حتى سأله صاحب المطعم " أين الفاتورة"
سأله مياد بضيق ""  كم كان ثمنها سيدي لقد نسيت و وضعتها مع نقودي "
ذكر له الرجل مبلغا فأخرجه مياد و مده له قائلا من بين أسنانه " تفضل سيدي "
أخذ الرجل المال و قال بأمر" أذهب لمهاب و أعرف العنوان الأخر "
أومأ مياد برأسه، ها هو  وضع نصف نقوده من أجل ذلك الوغد ألا يكفي يعمل بدلا عنه، يخسر نقوده أيضاً..  ذهب لمهاب يسأله بحدة
" ما هو العنوان الأخر"
نظر إليه مهاب بتعجب و قال " ما بك أنه أول طلب فقط ماذا ستفعل بعد العاشر، أنت اليوم غير طبيعي "
تنهد مياد مستسلما و قال بهدوء حتى لا يفقد الأحمق وظيفته " حسنا أسف أخبرني بالعنوان الأخر"
املاه مهاب العنوان و أعد العلب و دون الفاتورة ليعطيها له  أنصرف مياد و توجه للعنوان  كانت البناية من عشر طوابق و عليه الصعود للخامس دعى الله أن يكون هناك مصعد و إلا سيهلك، دلف للبناية ليقول للحارس قائلا " أين المصعد لدي طلبية للخامس "
رد الرجل بالامبالاة " الدرج على اليمين  يمكنك الصعود لا يوجد مصعد"
تأوه مياد بغيظ و تمتم لعنا " ماهي أقسم أن أقتلك حقا  هذا ظلم"
نظر إليه الرجل بدهشة و ريبة  ظانا أنه مجنون  ليشير مجدداً للدرج قائلا باهتمام " انتبه من العاري الصغير عندما يفتح الباب "
سأله مياد مصدوما " ماذا، من هذا العاري الذي انتبه له "
قال الرجل بملل من قال هذا كثيرا " أنه طفلهم الصغير و هو دوما عاري انتبه له فور فتح الباب"
نظر مياد بيأس للدرج، قبل أن يحمل علب البيتزا  بحزم و يصعد بهدوء حتى لا تتقطع أنفاسه.. ما أن وصل للدور الخامس حتى كاد يسقط على الدرج يلهث من التعب، و لكنه وقف أمام الباب و أخذ نفس بعمق قبل أن يدق الجرس.. أنتظر لثواني و هو يسمع صوت خطوات نسائية و صوت يقول بصوت ممطوط " اتيه"
فتح الباب ليجد امرأة في الثلاثينات ترتدي طقم رياضي و تعقد شعرها ذيل حصان  و وجهها متعرق كمن كانت تركض، قبل أن يفتح مياد فمه وجد ذلك  الشيء الأبيض الذي دخل برأسه المعدنية  بين ساقيه ككبش يتناطح مع حائط  كتم مياد شهقة ألم و قبض على يده حتى لا تهبط لتمسك باعضائه تتحسسها من شدة الألم أمام المرأة أو يصرخ  و يسقط أرضا ليتلوى لعل هذا الألم يذهب ، ارتجفت ساقيه و شحب وجهه و نظر للولد الصغير  الذي يرتدي ملابس داخليه تحتيه  ملونة و مزينة برسوم كرتون لشخصية شهيرة  و باقي جسده عاري  كان يرتدي خوذة معدنية تشبه تلك التي كان يرتديها أحمد مظهر في فيلم صلاح الدين الأيوبي برأسها المدبب ، قالت المرأة بتذمر " رامي عيب عليك سيغضب عمو و يأخذ البيتزا"
لم يتحمل مياد الألم دون ردة فعل ليسقط على ركبتيه يضمها بقوة قائلا بصوت مختنق " عمو لن ينجب بسببك رامي "

****★****★****★****★****

البديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن