الفصل الحادي عشر

1.3K 101 100
                                    


عدنا و العود أحمد بإذن الله 😊

أعرف أني تأخرت جداً عليكم ، لكن هذا كان خارج إرادتي، حيث سافرت و التقيت بأهلي الكرام و انشغلت معهم عنكم، لذا أرجو منكم تفهمي..

و الآن، كما كل بداية فصل أحب أن أذكركم بالتصويت الذي هو عبارة عن الضغط على زر النجمة و التعليق 😊😊

_______________________________________

توقفت اينو عند الإشارة أمام ممر المشاة لتعبر الطريق عندما يُسمح لها بذلك... تركت ليلي يدها ؛ فانزلقت الأكياس " ليلي تعالي هنا ... سأمسك يدك الأخرى " أمالت جسدها قليلاً لترفعَ الأكياسَ عن الأرض و أكملت حديثها مع ساكرا " اخبريني... هل رأيت نيجي؟ ماذا حدث ؟"

ساكرا : " لا عليك .... سأمر عليك اليوم "
لم تكد تُنهي ساكرا جملتها حتى سمعت من الطرف الآخر صرير عجلات سيارة و صوت ارتطام و اينو تصرخ: " ليلي......"

قفزت ساكرا بسرعة البرق و عيناها على اتساعها من الصدمة، صرخت بكل قوتها : " اينو...ماذا حدث؟؟ هل ليلي بخير ؟"

الصمتُ سيدُ الموقف ، لم يكسره غيرُ لهاثِ اينو الذي جسد حالها لساكرا التي هي الأخرى ما زالت تنتظرُ أيَ ردة فعل أو حرفٍ يخرج من صديقتها ، إلا أن ذلك أصبحَ حلماً ، ماهي إلا ثانية أو اثنتين حتى سمعت ساكرا ارتطامَ هاتف اينو على الأرض و فقدت الاتصالَ بها.

توقفت بعضُ السياراتِ و ترجلت منها الناسُ و بدأوا بإحاطة ليلي كالسوار حول المعصم، وصلت اينو إلى الحشد و هي ترتجف و وجهُها باهتٌ كالأشباح، أزاحت بيديها المرتجفتين الناسَ من أمامِها و وصلت إلى ابنتها.... هنا توقفَ الزمنُ عندها و لم تعدْ تشعرُ بأيِ شيءٍ أمامها، حواسُها تخدرتْ تجمدتْ توقفتْ هالَها ما رأت و أفجَعَها، ..... ابنتُها الحبيبة ممدةٌ على الأرض ،مسدولةٌ جفونُها ،الدماءُ تسيلُ من فمها و مؤخرةِ رأسِها فتناثرت دماؤها على الأسفلت و على رقبتها..لم تجد نفسَها إلا جالسةً على ركبتيها ، و كفاها يضغطانِ بل يعصرانِ خديها .. نطقت برعب : " ابنتي... ابنتي ... ليلي..." ثم صرخت موجهةً انظارَها بعشوائية إلى المتجمعين : " أرجوكم قولوا لي أنها بخير..... هي لم تمت أليس كذلك !!؟ ...إنها بخير صحيح؟؟ " ، تحررت مقلتاها و بدأتا بسكب الدموع بغزارة، لم تدرِ كم من الوقت بقيت على هذا الحال وهي تبكي ، ربما دقيقة أو أقل أو أكثر... لم ينتزعها إلى عالمِ الواقعِ سوى صوتُ رجلٍ يقولُ بصوتٍ جهور : " إنها حية.. إنها حية .. ما زال نبضها يعمل.... لا تقلقي يا آنسة إنها على قيد الحياة ...لكن علينا الإسراع و الذهاب بها إلى المشفى "

من حسن الأقدار أن هذا الرجلَ كان طبيباً ، فقال لأحد المتجمعين بأن يتصل بالإسعاف، و بالفعل و صلت السيارة و حملت الطفلةَ و اينو إلى أقربِ مشفى.

*********************************

هال ساسكي منظرُ ساكرا المفاجئ و دب الخوفُ في أوصالِه من القلقِ عليها، فلقد شَحُبَ وجهُها و هربَ الدمُ منها فاصفرَ لونُها....، وثب بسرعةٍ خلفها لِيُسنِدَها على صدره -ظهرُها مسنودٌ على صدره- حيث كانت على وشك السقوط، قال بهلع : " آنسة ساكرا مابك؟! هل أنت بخير؟؟" تمسَّكت بيده اليسرى و هو مازال يحتويها بين كتفيه، مسَّدت يدها اليمنى على جبينها و تركت بعضَ أصابِعها لتغطي عينيها ثم جلست بمساعدته ..... قالت بصوت مرتجف مبحوح يخلو من الحياة : " نيجي... اعذرني.... علي الذهاب في الحال.... هناك أمرٌ طارئ "

قويَّةٌ هشَّة ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن