ظهور ظالمه المخيف

113K 1.8K 106
                                    

-لا!!!

هرع اليها عندما سمع صوتها بعدما تجاهل والدته لانهم تناقشوا بحزم ، ركض كالمجنون فرأى مشهد لدرجة وقوعه على ركبتيه من فعل الصدمة ، صدره يعلو ويهبط اثر صرخة كتمها ، يريد ان يستوعب ما ان كان هذا سراب ام حقيقة؟

كانت مرمية على الارض فاقدة الوعي ، ملاك يسبح في دماءها تصارع انفاسها اثر اصابة في صدرها كانت خطرة ، تحدق بنصف عين للسقف والدموع تفيض من عينها وتنطق بصوتٍ خافت تتمتم بكلمات متقاطعة وليست مفهومة بتاتاً.

زحف نحوها وعلامات الغضب والحزن فيه ، ذرف دمعة التي لم تنزل في حياته ولاول مرة يشعر بإحساس قلبه يحترق ، انقطع عن العالم الخارجي بعيد عن صوت صراخ امه الذي يعلو وتبكي بحسرة على حالة سيلين ، امسك معشوقته النازفة لكي يحتضنها بقوة فشعر بيده اصبحت رطبة بسبب دماء سيلين ، ينظر لشفتاها الدامية ، تنظر اليه مع ابتسامة بحب كأنها تودع الحياة ، صرخ بهستيرية في وجهها:

-لا!! سيلين ...لاتمزحي معي...هيا استفيقي لاجلي..استيقظي يا سيلين!!!!

قاطعه وجود مسعفان تم اتصالهم من قبل ماري ، طالبوه بالابتعاد عنها ليرفعها ، لكنه لم يسمح لاحد بلمسها فقام برفعها بين احضانه ودمعته ترسم تفاصيل وجهه المحطّم ، بدأ بالمشي بخطوات بطيئة حاملاً حبيبته حتى نزل امام الناس ، تحول الفرحة التي تهز الحفلة الى يوم مشؤوم كل الحضور انصدموا من هول المشهد.

ها قد وصلوا الى المستشفى ، نقلوها الى غرفة العمليات ، واقف كالثمثال بلا حركة وتصبب العرق على جبينه بسبب توتره الذي يحرق جسده بهدوء ، يحدق للسقف بعيون زرقاء مرهقة تحجبه خصلات شعره القصير ومليون سؤال يجول في خاطره ، لما هى؟ ... مرّ وقت طويل ما يقارب 30 دقيقة حتى خرج عن صمته واصبح كالثور الهائج بعدما الغضب اعمى بصيرته ، بدأ بتحطيم الكراسي واحد تلو الاخر ، حدقت له والدته التي تخشى الاقتراب منه لتهدئته بسبب همجيته ، فاجئه اصطفاف حراس الامن وحاولوا ان يوقفوه لكن لم يشعر بنفسه سوى هجومه عليهم ليسقطهم واحد تلو الاخر ، أتوا مجموعة اخرى من رجال الامن الى ان قبضوا عليه.

-ماري بصراخ: ماذا تفعلون بحق الجحيم؟!...انه ماركوس روبرت ألا تعرفوه؟!

عند سماع اسمه علموا بنهايتهم ، فهم يعرفون من الملك وما يكون ، انسحبوا بهدوء خوفاً منه لكن مشهد مريب احتار منه الجميع ومنهم امه ، راكعاً ورأسه مدفون في الارض يتمتم بصوتٍ مختنق ، انه في حالة وهن وضعف كأنه يطلب من ربه ان تستيقظ ، شعر بأيادي والدته تعانقه.

-ماري بذهول: بنيّ مابك؟ ... ستكون بخير!

احست بذراعه تحوم ظهرها كي يبادلها العناق فشعر بمواساة امه له ، لاول مرة يكون مكسور والحزن سيطر على مشاعره الحادة ، قلبه القاسي تحوّل الى شظايا أليمة سببه القهر ، يعجز على ابتلاع ريقه ليزيد من عناق ماري.

عشقني منحرف_My Love is Obliqueحيث تعيش القصص. اكتشف الآن