|٦|الأسـبـوع الـسـادس.

1.5K 190 36
                                    

"عيد مِيلاَد مَجِيدٌ أختي"
قَال شَقِيقِي الصَّغِيرِ وَهُوَ يحتضن قَدَمَاي بَيْنَمَا كُنْتُ أَضَعُ اللمسات الْأَخِيرَة لِشَجَرَة الْمِيلَاد .

"عيد مِيلاَد مَجِيدٌ لكَ أيضاً أَيُّهَا الشقي"
حَمَلْتَه و عانقته بِقُوَّة و أَنَا أَقْبَل خَدِّه .

"أتمنى لكِ عَام سَعِيد إبنتي" عانقني وَالِدِي و هُوَ يَقْبَلُ جَبِينِي .

بَقِى رُبْع سَاعَةً عَلَى بِدَايَة عِيد الْمِيلَاد .
صَعِدَت الدَّرَج سريعاً و أَنَا أتأكد مِن هَدِيَّتِي و أَنَّهَا مغلفة جيداً . . قُمْت بِوَضْعِهَا بحقيبتي .

رَجَعَت لَهُمْ وَ جَلَسَت بِجَانِب جوش قام بوضَعَ يَدَهُ حَوْل كَتِفِي . . الحقير كَأَنَّهُ لَمْ يُقَوَّمْ بِالصُّرَاخ بِي صباحاً .

تَبْقَى الْقَلِيلِ عَلَى بِدَايَة عِيد الْمِيلَاد .
"لدي شَيّ يَجِبُ عَلَى فِعْلِ . . سَوْف ارْجِع سريعاً" قُلْت و أَنَا أرْتَدِي معطفي .

"لكن بَقِى الْقَلِيلِ عَلَى بِدَايَة عِيد الميلاد" قَالَت وَالِدَتِي و هِي تَنْظُر لِي بِاسْتِغْرَاب .

"سوف أُحَاوِل الْعَوْدَة مبكراً" أُغْلِقَت الْبَاب خَلْفِي و ركضت بِسُرْعَة إلَى المخبز قبل أن يحلق بي جوش لمنعي من الذهاب.
أرجو أن يَكُون مَفْتُوحٌ الْآن.

وَصَلَت عِنْدَ بَابِ المخبز و أُخْرِجَت الْهَدِيَّةَ مِنْ حقيبتي.. كان هناك رجل يسلم النقود لحَلوتي و هرول خارجاً بعد ذلك.

دخلت المخبز بعد ذهابه و نظرت إلى حَلوتي و أنا ابتسم بخفة.

نَظَرٌ لِي بِاسْتِغْرَاب لِأَنَّه بَقِى الْقَلِيل جداً عَلَى بِدَايَة عِيد الْمِيلَاد .
وَقَفْت إمَامِه و كَانَت فقط تفصلنا طاولة الحلوى و اِبتسَمَت ببطئ و نَظَرْت إلَى سَاعَتِي و بَدَأَت بِالْعَدّ " عَشْرَة . . تِسْعَةٌ . . ثَمَانِيَةٌ . . "

لففت حَوْل الطَّاوِلَة و وَقَفْت أمَامِه مباشرةً.

"ثلاثة . . اثْنَيْن . . واحد"
قُمْت بِتَقْبِيل وَجْنَتِه بِسُرْعَة "عيد مِيلاَد مجيد"
ثم مَدَدْت لَه هَدِيَّتِي .

نَظَرٌ لِي وَ لَقَد تَلَوَّنَت وجنتاه بِاللَّوْنِ الأحْمَرِ الخَافِت و هُو يَسْتَلِم هَدِيَّتِي .

فَتْحِهَا ببطئ ثُمَّ اتَّسَعَتْ إبتسامته و هُوَ يَقْرَأُ الْمَكْتُوبِ عَلَيْهَا
" أَنْت حَلوتي الَّتِي زُرِعَت الْبَهْجَةِ فِي أَيَّامِي"

رَفَعَ رَأْسَهُ لِي بإبتسامته الَّتِي تُذِيب قَلْبِي ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَاه عَلَى وَجْنَتَي و قبلني قَبْلَه عَمِيقَةٌ اسْتَمَرَّت لِخَمْس ثوانً .

شَعَرْت بِالْحَرَارَة بوجنتاي و اِرْتِجَافٌ جَسَدِي بِسَبَب مَلْمَس شَفَتَاه عَلَى وجنتاي .
اِبْتَعِدْ عَنِّي وَ ذَهَب بِاتّجاه طَاوَلَه الْحَلْوَى و أَنَا ظَلِلْت أَمْسَك مَكَان قِبْلَتِه و اِبْتَسَم مِثْل الْبَلْهَاء . . أَشْعَر أَنَّنِي سَوْفَ أَفْقِد وعيَ بعد قليل.

أَخْرَج شَيّ و كَانَت كعكة كَبِيرَة مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا اسْمِي و فَتَاة تَضْحَك بِقُوَّة و تَمَسَّك البالونات .

" أَنَّهَا كَبِيرَةٌ جداً" قُلْت ضَاحِكَة و أَنَا أَحْمِلُهَا و أَتَقَدَّم بِها لطاولتي الْمُعْتَادَة .

جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ الَّذِي أَمَامِي و هُو يَنْظُر لعيناي و يَبْتَسِم لِي .
"ما اسْمُك ؟ " سَأَلْتُه بِهُدُوء و أَنَا أتوق لِمَعْرِفَة اسْمُه .

أَخْذُ وَرَقِهِ صَغِيرَةً وَ كَتَب بِها هارِي.
إنَّ اسْمَهُ جَمِيل مِثْلَه ؛ لَكِن لِمَاذَا يُكْتَبُ عَلَى وَرَقَةٍ .
هَلْ هُوَ أبكم ! !

" هَلْ أَنْتَ لَا تَتَحَدّثُ ؟ " سَأَلْتُه و أَنَا ارْفَع أَحَدٌ حاجباي بتساؤل.

أُومِأ لِي بِحُزْن و أَنَا قُمْت بسؤاله بتلعثم "ك . . كَيْف ؟"

الْتَقَت وَرَقَة و بَدَأ بِالْكِتَابَة بِها . . سَلَّمَهَا إلَى بَعْدِ دَقِيقَةٌ و بَدَأَت بقراءتها "تعرضت لِحَادِث مُنْذُ ثَلَاثٍ سَنَوَاتٍ أَدَّى إلَى فِقْدَان صَوْتِي . . قَرَّرْت الِانْفِصَالِ عَنْ الْعَالِم قليلاً و الْعَمَل بمخبز وَالِدَتِي بِهَذِه الْمَدِينَة الصغيرة"

نَظَرْت لَهُ وَ تَجَمَّعَت الدُّمُوع بمقلتاي ؛ لِمَاذَا يُحَدِّثُ هَذَا لملاك مِثْلَه .
عِندما لَاحَظ الدُّمُوع بِعَيْنِي قَام بِمد كَفُّ يَدِهِ إلى وجنتي و فركها بِخفة مع إبْتَسَامة خفيفة.

نَظَرْت لَهُ بإبتسامة و الدُّمُوع مازالت بعيني تُعاتِب القدر على ظلمه لهذا الشاب، وَضَعْت كف يَدِي الصغير عَلَى وَجْنَتِهِ أيضاً
"ولأن الْمَلَائِكَةَ لَا تَسْكُنُ الْأَرْض أَرْسَلَك الْإلَه بديلاً"

______________________________________

-وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ♡.

ملحوظة : • اخر سطر بهذا الفصل مقتبس.. فقط رأيته بأحد المرات و قام بإعجابي ولا أعلم مصدره.

حَلوتِـي||هَـارِي سّـتـايلِز.✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن