...تعددت اتصالات خديجة بزوجها حسام بدون جدوى ولا رد
واتحيرت من موقف والداته حين أغلقت السماعة فى وجهها
حيث عندما وصل حسام الى منزل والديه استقبلوه بالترحاب الشديد ثم أطلعوه على قضية خالد اخو خديجة وما حدث له
وأن عليه ان يطلقها حتى لا يتعرض للطرد من عمله فى السفارة
حسام بضيق..بس يا بابا خديجة ملهاش ذنب وانا بحبها وهى مستحملة عصبيتى فى الغربة واهمالى ليها ديما وانشغالى بشغلى .
والد حسام...حب ايه وأرف ايه .المهم مكانتك وشغلك والحب ده يجى بعدين مع وحدة تانية تناسبك .فطلقها يعنى طلقها
يأما بقه تخليها وتروح تقف مع عمك فى محل العطارة ..إيه رئيك
حسام بحزن ...لا مقدرش أسيب شغلى ومكانتى
خلاص امرى لله هطلقها
والدة حسام بأبتسامة...كده تبقى راجل يبنى وميهمكش اى وحدة ست المهم شغلك ومستقبلك
..😬😬😬 ولا حول ولا قوة الا بالله
ناس أندال ....خسارة فيهم الكلام
ومفهوم الرجولة الخاطىء فالرجولة احتواء وليس تكبر وظلم
...بعثت خديجة رسالة لحسام تستفهم موقفه من عدم الرد عليها ...
فبعث لها رسالة من كلمتين ( أنتى طالق بسبب قضية خالد ولا تتحدثى مرة اخرى )
ثم ذهب حسام لغرفته غاضبا ..ووكانت ستتبعه والدته لتهدىء من روعه ولكن أستوقفها والده
والد حسام بهدوء اعصاب بارد ...سبيه هو يومين وهينساها وهجوزه ست ستها بنت ناس يليقوا بينا
مش بنت العطار دى ..
قرئت خديجة الرسالة ..فصرخت ...ليه ليه ليه
حرام وذنبى ايه وانا حبيتك واستحملت معاك كتير
فهرولت لها والدتها خوفا جراء صريخها
ام خالد بحزن ...ايه يا بنتى جرا إيه
خديجة بحسرة...حسام طلقنى يا ماما عرف بلى حصل لخالد
ام خالد والقهر والحزن يملاؤها.....ليه بس كده يا ابن الناس ...وانته عارفنا كويس وعارف خالد
بدل متقف جمبنا ..يطلع منك كده
وتاخد بنتها فى حضنها ويبكوا الاتنين بكاء شديد .
وتنظر ام خالد للسماء
وكأنها تناجى ربها ..قد أشتد الكرب يا الله .فهل يا سيدى من فرج قريب ..
،،،،،،،،،
أشجان فى غرفة القائد ابو جهاد الايرانى ترتعد خوفا وألما ..
فيدخل ابو جهاد مبتسما....أشجان يارب تكونى استريحتى شوية .
ثم يلمس شعرها وجهها بيديه ...بس اتصورى احلويتى اوى .
فترتعش أشجان وترجع للوراء
فيغضب ابوجهاد ...ويقف ..أجننتى يا اشجان اترفضينى ..أم يصدق قول الشنقيطى فيكى ..وغرر بك أحد الاوغاد وانقلبتى علينا ..
ثم يمسك بندقيته مصوبا إليها .سيكون هذا أخر يوم فى حياتك
..فهرولت إليه أشجان مرتعبة ..وجست تحت رجليه
...أرجوك ..لا ..لا ..انا منكم ومش قصدى ..بس عشان لسه تعبانة شوية ..
فضحك ابو جهاد ...ثم رفع رأسها بيديها وانحنى ليحملها ثم القى بها على الفراش
وانهال من جسدها غير عابىء بألامها ولا عبراتها التى تسقط رغما عنها ...
وما أن فرغ منها .
ابو جهاد بنفور..هيا إذهبى لحجرتك ودعينى أنام بعض الوقت ..
ارتدت أشجان ملابسها بالكاد وهى تتألم بشدة حيث أن أحد الجروح قد فتح ونزف منه الدماء
وغط الشقى ابو جهاد فى سبات عميق تاركا المسكينة تنزف ..
خرجت أشجان من غرفته بحركة ثقيلة من شدة آلمها ..وما هى الا خطوتين ووقعت مغشيا عليها
وكان صهيب مترقبا لخروجها من غرفة القائد ..ففرح فى البداية لانها خرجت ولكن عندما رأها تخرج والالم يظهر على وجهها وذراعها يقطر دما ثم تسقط ارضا .
فهرول إليها فحملها وادخلها غرفتها وتحسس جبهتها فوجدها شديدة الحرارة وجسدها يرتعش وتتصبب عرقا والجرح ينزف
...خاف صهيب على أشجان أن تلقى حتفها بهذه الصورة..ولكنه لم يدرك كيف يتصرف معها
ثم داهمته فكرة أن معاذ كان فى اخر سنة فى كلية الطب قبل ان يلتحق بهم
فذهب إليه مسرعا ....
صهيب بقلق ..أدركنى يا معاذ .الست كنت طبيبا
أشجان تحتضر ساعدها بالله عليك
معاذ بابتسامة ممزوجة بحزن...الهذا الحد تحبها يا صهيب .
ويحدث نفسه ...وانا ايضا احبها ولكن اتراها تحب من ؟؟
اظن صاحب الصوت الشجى الذى كان معنا فى المعتقل وفهمت الان لماذا ورطته معنا ..هى غيرة اذا
ثم أفاق من شروده على صوت صهيب يستعجله
فذهب معه مسرعا ...
دخل معاذ عليها ووجدها تهزى بكلمات ...وكان من بينها اسم خالد وكررته كثيرا
سمعها صهيب .. سأقتله حتما يوما هذا الشقى الذى تركتينا لأجله
معاذ مشيرا إليه..ليس هذا وقته يا صهيب ..اذهب سريعا واحضر ما كتبته لك فى هذه الورقة من دواء
ولكن احضر لى ماء اولا كى احاول تخفيف عنها الحرارة حتى تأتى
ثم نظر للجرح الذى فى يديها ..ووجده ينزف
معاذ بغضب ..اظن هذا سبب الحمى ويجب غلقه
سأكتب لك ايضا بعض الخيوط الطبية وسأخيطه لها
صهيب بحزن. .وهل ستتحمل هذا بدون بنج
معاذ وهو يهز رأسه...أنها محمومة ومغشى عليها ولن تشعر بالخياطة
أسرع صهيب واشترى ما كتبه معاذ من مضادات حيوية وخيوط للجرح
وبقى معاذ بجانبها يقوم بعمل كمادادت من الماء البارد حتى تهدىء حرارتها
..معاذ بحب ...ما أجملك حتى وانتى نائمة ..اعترف أنى احببتك ولم أشىء ان اعترف لكى بحبى لانى اعلم انك لن تكون لى يوما لوحدى وأنك تجاهدين بنفسك لكل افراد الجماعة ..
كم أتمنى ان تكونى لى بمفردى ..وتذكر حديث خالد عن زوجته جويرية وتمنى ان يكون مثله يوما مع أشجان ..
وغلبه حبه معاذ وتقرب من شفتيها التى ترتعش واطبق عليها بقبلة طويلة ليطفىء نار قلبه المشتعلة وهى غائبة عن الوعى ولا تشعر ..
وما أن سمع خطوات صهيب حتى أبتعد عنها سريعا حتى لا يجهز عليه فهو يعلم مدى حبه لها ..ايضا
صهيب يدخل بما يحتاجه معاذ...بتوتر..اهو جبتلك كل ال انت عايزه ..يلا ورينى هتعمل ايه
معاذ بحذر شديد...يمسك الخيوط ويبدء فى تخيط الجرح .
تتأوه أشجان وهى فاقدة للوعى ويمسك بيدها صهيب وعينه تمتلىء بالدموع
....وينظر لمعاذ بحدة كى ينتهى سريعا ..
معاذ وقد تصبب عرقا....الحمد لله خلاص خيطت الجرح ..
هديها دلوقتى حقنة مضاد حيوى عشان الجرح يلتئم بسرعة .
وكمان حقنة مسكن وخافض للحرارة .وان شاءالله تبقى كويسة قريب ..
بس هى محتاجة للراحة انت فهمنى ..يعنى ياريت الشنقيطى والاخوة يسبوها شوية عشان تتعافى ..
صهيب بغضب ..لو حد قرب منها هقتله .
معاذ بنظرة تملؤها الغيرة من حب صهيب ....بوركت اخى حماك الله ولكن لا تتهور حتى لا يؤذيها احد او يؤذيك انت
..............
على الجانب الأخر
أستعد ادم ووالدته للذهاب الى منزل جويرية لخطبتها ...
وقد أجلس ادم والدته على الكرسى المتحرك ثم حملها الى سيارته واجلسها ووصل بيها الى منزل جويرية...
تسمع جويرية طرقا على الباب فتنادى اختها بسمه لتفتح حتى تستعد وترتدى النقاب .
بسمة بأستغراب ....انتم مين
ادم بأبتسامة ...انا عمو ادم يا حلوة ودى أمى ..
واحنا عايزين نقابل ماما وأختك جويرية ممكن
تدخل جرى بسمة لجويرية ..
بسمة ....جورى واحد بره اسمه ادم ومعاه مماته عايزينك
جويرية بتعجب ...ادم ومماته كمان خير ..ليه يا ترى
اتمت جويرية ما ترتديه وارتدت نقابها الابيض التى يجعلها كالملائكة ...
ام جويرية تسئلها بتعجب ...مين الناس دول يا ضنايا .
جورى...دول ال كنت بشتغل عندهم الفترة ال فاتت
ام جويرية....اه الست الكبيرة دى..وخير جيه بنفسها كمان
جورى بترقب ...اهو هنعرف فيه ايه
بس لو جايين عشان ارجع لهم هعتذر عشان مش عايزة مشاكل اكون انا السبب فيها
وخرجت لهم جويرية وهى تسند والداتها .لتخرج وتقابلهم معها .
ام جويرية بترحيب...اهلا وسهلا شرفتونا
ام ادم بابتسامة...الشرف لينا يا حجة ومعلش جينا كده من غير معاد ..بس كنا قلقنين على جورى .
جويرية بخجل....اهلا بيكى يا امى نورتينا ...ووحشتينى والله
ثم تنظر إلى ادم وتستشعر ان هناك امر غريب وراء حضوره .....ازيك استاذ ادم شرفتنا
أم ادم بعتاب ....لو كنت وحشتك كنتى جيتى يا جورى وسئلتى عليه ..فات اسبوع مش يومين وانتى ولا حس ولا خبر ....ايه نستينا خلاص
جويرية بحرج ....لا يا امى والله بس يعنى ..مش عايزة اكون خلاف بين استاذ ادم والمدام
ام أدم ....يا بنتى كل شىء قسمة ونصيب وادم وتالين خلاص مبقاش بينهم نصيب وكل واحد راح لحاله ومش انتى السبب يا جورى
هو من زمان وانا كنت بحكيلك وهو كان صابر عليها عشان ايسل بس حس ان البنت لما تكبر وتشوفهم ديما فى مشاكل هيأثر عليها ونفسيتها هتتعب ..
فالانفصال احسن بينهم ...
جويرية بحزن...ليه بس كده ..لا حول ولا قوة الا بالله ..
ام جويرية ...يا حجة بس ده ابغض الحلال .ويمكن مع الوقت النفوس تتصافى ويرجعوا لبعض عشان بنتهم حرام
ام ادم بحرج...والله يا حجة ربنا شاهد اننا حولنا كتير معاها بس النصيب
وسيبك بقه من الموضوع ده وندخل فى المهم
ام جويرية بترقب ...خير يا حجة
وقلب جويرية يكاد يقع منها ..لانها تشعر ان هناك شىء سيحدث .
ام ادم وهى تنظر لجويرية بحب وتبتسم .....صراحة
جورى بنتك يا حجة مفيش زيها
أدب وجمال واخلاق والتزام ..وانا حبتها زى بنتى بالظبط
ام جويرية ..تسلملنا يا ام ادم والله هى بتحبك كمان وبتشكر فى حضرتك اوى
ام ادم ...وكمان ادم ابنى معجب بشخصيتها اوى واخلاقها
وعشان كده جينا نطلب ايديها ومش هنلاقى ابدا زيها وان شاءالله تعوضه عن التعب والحزن ال شافه فى حياته
ام جويرية تنظر لجويرية بصدمة ...وكانها تقول انتى مقولتيش انك متجوزة ليه
جويرية وقد ابتلت عرقا وخجلا وحزنا ايضا.....
وبصوت ضعيف مكتوم ....مينفعش ..مينفعش
ادم مقطبا حاجبيه ....ليه عشان ظروفى مخلاص مفيش نصيب وانا والله كنت بعملها بما يرضى الله بس هى السبب وكنت بحلم انك انتى تكونى من نصيبى وتعوضينى عن ال شفته معاها ..
ثم وقف ...وتقرب منها ...ارجوكى وفقى ..انا ...انا
بحبكككككككككك
جويرية ترجع للوراء...استاذ ادم انا مقدرة مشاعرك وظروفك ومش ده السبب فى الرفض
إنما السبب انى متجوزة ..
ادم بصدمة ويضع يديه على جبهته ....متجوزة ..
انتى بتتهربى منى صح .مش معقول ..وكمان مقلتيش حاجة زى دى وكمان انتى مع اهلك لسه
جويرية ....صدقنى والله انا متجوزة بس لسه مدخلتش بيت جوزى ..
ثم بكت جويرية....لانه اتاخد منى يوم فرحنا ...
ام ادم بحزن ...يعنى ايه مات
جويرية بنفى...لا لا الحمد لله عايش بس اتحبس يوم فرحنا بقضية ظلم
وانا خبيت عليكم عشان متظنوش فيه حاجة وحشة او تخافوا منى ومتقبلوش انى اشتغل
..ادم يشعر بعدم الاتزان ويمسك بيد الكرسى ويهوى عليه حزنا ...فها هى حبيبة القلب اصبح من المستحيل ان يصل إليها
ألم يكفى نصيبه التعيس مع تالين ...ها هو يتلقى صفعة تانية من خيبات القدر ...ولن يستطيع الارتباط بمن أحبها
..ام ادم وهى ترى ابنها بهذه الحالة ...وقد أنفطر قلبها حزنا...طيب يا بنتى انتى متأكده انه مظلوم يعنى انتى ممكن بسهولة ترفعى قضيه وتنفصلى عنه
جويرية بحزن ...حضرتك بتقولى ايه ..حد يقدر ينفصل عن روحه. .خالد ده روحى ...وحبيبى وزوجى وكل دنيتى وهى سحابة وهتعدى وهيظهر الحق وهيرجع بنا ان شاءالله
...ادم وكأن احدا قد صفعه صفعة قوية ألجمته ولم يستطع الكلام .بل اشار لوالدته ليخرجوا فلم يحتمل البقاء اكثر من هذا
فأخذها وخرج ..والحزن يملؤ قلبه ويشعر بالأختناق
وحاولت والدته تهدئته ولكن طلب منها ان تصمت فلا يستطيع تحمل اى كلام الان
اما جويرية. فطارت ألى فراشها تبكى على وسادتها ...انها تشعر بالشفقة على أدم ولكن بالحزن اكثر على حالها وبعد خالد
فكم تشتاق إليه ...ودعت الله أن يجمعهما قريبا فلم تعد تستحمل بعده اكثر من هذا
...........
على الجانب الاخر
تعافى بعض الشىء المقدم أدهم ...وصمم على الخروج من المستشفى على ضمانته
فخرج وتوجه الى المعتقل حيث خالد ..طالبا مقابلته على وجه السرعة ....
يارب تكون حلقتنا عجبتكم ومتنسوووش لايك وكومنت وبعتذر عن التأخير
ام فاطمة
أنت تقرأ
احببت ملتحي
Romanceالالتزام ليس بعد الحياة وحب العزلة والتشدد والتكشيرة وتكفير المخالفين ولكن هو خلق حسن وابتسامة طيبة ومعاملة بالمعروف وحب الحياة لإرضاء الخالق والتعايش وفق كتاب الله وسنة رسوله بعيد عن التشدد المنبوذ او التسيب الهالك .بل وسطية جميلة. تتدفعنا للجنة...