الفصل الثاني و العشرون

15.3K 356 6
                                    

فى الوقت التى كانت تتزين فيه خديجة لموعد قدوم المقدم أدهم لخطبتها وهى على سعادة بالغة بتعويض الله لها بشخص يحبها كأدهم ذو شخصية وعقل غير حسام ضعيف الشخصية ...
وكانت تدخل عليها والدتها تقبلها ثم تطلق زغرودة من شدة فرحتها بابنتها ..
ثم طرق الباب خالد وكانت تظنه ادهم فتسارعت نبضات قلبها
الذى يدق لمزيج من الحب والقلق فى أن واحد ..ولا تعلم مصدر القلق ..
دخل خالد على خديجة وقبلها فى جبينها ودعى لها بالبركة .
خديجة بسعادة...ربنا يخليك ليه يا أحلى اخ فى الدنيا .
أمال فين عروستنا الحلوة (جورى)
خالد بقلق....والله معارف ملها شوية تبقى كويسة وشوية تقلى تعبانة ودايخة وبتنام كتير كده
وكانت هتيجى معايا ولسه بتقوم تلبس لقتها قعدت تانى وبتقلى مش قادرة اقوم ..
عايز اوديها لدكتورة كده عشان قلقان عليها ومش عارف ملها .
ام خالد بفرحة وتطلق زغرودة اخرى....وتقبل خالد
يا واد انت كل ال قلته ده ومش عارف ملها ..
اكيد حامل وولى العهد جى فى السكة بأمر الله .
خالد يبتسم وغير مصدق ...بجد يا امى .ياريت يكون كلامك صح
والدة خالد بضحك ...هتشوف احنا بس نشوف اختك وباليل ننزل نخدها للدكتورة نطمن وهتأكدلك كلامى ان شاءالله .
ويلا تعال نقعد بره مع الحج عقبال متجهز نفسها خوخة عشان عريسها على وصول
فحمرت وجنتيها من الخجل ..وتابعت تنسيق ملابسها وخمارها .الذى يزيدها جمالا ..
وبينما تبتسم وتحلم بالذى سيأتى إليها فارس الاحلام (أدهم )
إذ بالهاتف يعطى نغمة رسالة. .
فتجرى ربما يكون ادهم يبعث لها كلاما يشبع روحها الهائمة قليلا قبل وصوله
ولكن الصدمة انها كانت من (حسام ) فقطبت جبينها ثم صعقت بعد قرائتها الرسالة الذى جاء مضمونها
( الجميل عامل إيه .سمعت أنك هتجوزى قريب ..بس وال خلق الخلق هخليها جنازة مش جوازة ..سلام يا عروسة وابقى قبلينى لو عشتى يوم معاه )

أرتعبت خديجة وألقت بنفسها على السرير تبكى وقد شحب وجهها قلقا ورعبا ..
خديجة ببكاء...ليه كده مش عايز تسبنى فى حالى ..مش عايزنى افرح زى اى بنت ..مش كفاية قضيت عليه قبل كده ودمرت كل حاجة حلوة فيه
وانت بنفسك ال سبتنى ..فلييييه تعمل كده ..زى متكون مستخسر فيه أى فرحة .
واذ بوالدتها تدخل عليها .تبلغها ان ادهم قد جاء فتراها على هذه الحالة المزرية وقد سال الكحل من عينيها ولطخ وجهها بالسواد ..
فاتفجعت الام .وهرولت إليها.
ايه فيكى يا بنتى..الله اكبر على ال شافك ومصلاش على النبى ...انا لسه شيفاكى كنتى زى القمر وتقولى للقمر أقوم وأقعد مكانك .وغير القمر برده ال مستنيكى بره ..وكمان انتى اول بخته ..فليه كده .حصل إيه لده كله
خديجة بأنتحاب ...قوليله يمشى ..خلاص معدتش ينفع أنا منفعهوش وياريت كان هو أول بختى بس نصيبى كده أعمل إيه
ام خديجة بغضب..أنت أتجننتى يمشى إزاى يعنى
مش ده ال كنتى هتموتى عليه لما أتصاب من المجرم فى المحكمة .وكل يوم كنتى راحة تزوريه
وكنتى مستنياه من شوية ومتزينة ..فهمينى يا بنتى إيه حصل لأن قلبى خلاص مبقاش مستحمل وجع .
خديجة بحزن ..انا مش عيزاه لأنى خايفة عليه يحصله حاجة تانى وهو كفاية ال حصله
فهسيبه من حبى ليه ..
أم خديجة ...لا انا مش فاهمة حاجة خالص وهبعتلك اخوكى يمكن يفهم عنى .ألا انا ضغطى على وممكن يحصلى حاجة
خديجة تكمل نحيب...
وتطلع ام خديجة لخالد..تغمزه عشان يفهم يرحلها

ادهم قاعد ينتظرخروج خديجة بفارغ الصبر ومش فاهم ليه التأخير ده كله لغاية محس بالقلق
...يقوم خالد لولدته ...وهنا احس ادهم بمزيد من التوتر ..وشعر به والد خالد فربت على فخذه برفق .
ابو خالد بحب .... نورتنا يا ابنى والله ...وألف حمدلله على سلامتك
أدهم بعين زائغة ..ده نورك يا عمى....الله يسلمك
..تستوقف ام خالد ابنها...ادخل يا ابنى شوف اختك شكلها أتجننت وعملة مناحة وبتقول مش عايزة تطلع للعريس ومش عيزاه وفى نفس الوقت بتقول بتحبه
افهم ازاى كده ..جننتنى والله ..ادخلها انت يمكن تفهم وعقلها خليها تطلع .الراجل بره على اخره وعينه بتدور عليها .
خالد متعجبا...حاضر يا امى .لما اشوف حصل إيه
ودخل خالد بعد ان طرق الباب وهذا من الادب وسمحت له خديجة بالدخول..
ووجدها كما قالت والدته تنتحب وحزينة
خالد برفق...مالك يا خوخة حصل إيه .مش عايزة تخرجى ليه
ده ادهم مستنيكى على نار ومش عارف عجبه فيكى إيه (قالها ممازحا حتى تبتسم )
ولكن خديجة لم تبتسم ..واعطت له جوالها كى يقرء الرسالة ويفهم سبب حزنها ورفضها الخروج له
....صدم خالد عندما قرأ الرسالة ..ولكن ضم اخته الى صدره ..بحنان
خالد...متخفيش يا حبيبتى ..طول منه عايش محدش هيقدر يمسك بسوء .وسبهولى انا هتصرف معاه وانتى متشغليش بالك واخرجى لخطيبك ولا كأن فيه حاجة ومتقلهوش حاجة ..
خديجة بحزن....لا بلاش انت الا يعمل فيك حاجة ده متهور ..ومش عرفة اخرج ازاى لادهم وأبص لوشه ..
خالد بعطف....قلتلك متخفيش ..وادخلى اغسلى وشك .الا لو خرجتى بمنظرك ده ..مش بعيد ياخد ديله فى سنانه ويهرب ..
فضحكت خديجة
خالد بأبتسامة اخيرا شوفت ضحكتك الحلوة ..يلا اغسلى وشك وأنا مستنيكى بره بسرعة
...ابتسمت خديجة..وفعلا غسلت وشها وعدلت هدومها وطلعت لادهم ...
أدهم اول مشفها ارتاح وخصوصا لما شاف ابتسامتها ال سحرته من اول يوم شافها فيه والنغزات الجميلة
..خديجة بخجل...السلام عليكم
ام خالد بابتسامة وتحمد الله فى سرها..وتدعى لخالد ابنها أنه قدر يعقلها
أدهم بابتسامة...وعليكم السلام ..ثم نظر لها بحب وشوق وسرح فى جمالها الطفولى البرىء
..ابو خالد ..مهمهما ....ليخرجه من حالة السرحان .
ها يا ابنى كنا بنقول إيه ..
ادهم تدارك بحرج ونظر لوالد خديجة.....كنا بنقول نقرأ الفاتحة بقه
...فضحك الجميع على تسرعه والحب الظاهر فى عينيه لخديجة ..وتمنى الوالدان لهما بالسعادة..
....وقدم أدهم لها خاتم من الألماس فانبهرت والدتها به ولكن هى كانت فى عالم اخر من الخوف على حبيبها (أدهم )
وقامت والدة خالد باطلاق الزغاريد مرة اخرى ...
ولكن كان هناك من يقف تحت منزلهم (حسام ) وعندما سمع الزغاريد هاج واخبط رأسه فى الحيطة ..وتسبب بشق رأسه وتجمع حوله الناس ...وطلبوا له عربة الاسعاف ....
وخرج على صوت العربة من النافذة خديجة وادهم وخالد وتفأجئوا انه حسام هو من ينقل فى عربة الاسعاف .
فبكت خديجة..فتعجب أدهم ..فحاول خالد ألا يشغل باله بهذا
خالد بحرج...معلش اصل هى بتخاف ديما من منظر الدم ...حساسة شوية . معلش
وطلب منهم خالد الدخول وتكملة ليلتهم السعيدة..
.......فمضى ادهم بعض الوقت ثم استأذن للخروج على وعد بزيارة قريبة جدا ...

....أما خالد فطلب من والدته أن ترتدى ملابس للخروج لتأتى معها لزيارة الطبيبة من أجل جويرية.
وطلب خالد من خديجة انه تحاول ان تنسى حسام فمن الواضح أنه فقد عقله ولن يستطيع ايذائها .وتفرح بخطبتها ...
..وطلع خالد لشقته عند قرة عينه (جويرية ) فوجدها نائمة ..فجلس بجوراها متأملا ملامحها الرقيقة ويلمس بحنان شعرها المسندل على الوسادة
ثم يلمس شفتاها الكرزتين وقبلها قبلة تفوق على اثرها ...فتحضنه بذراعيها ..
جويرية بحرج...انا شكلى نمت كتير ..هو العريس جه ولا لسه ..اقوم ألبس
فيضحك خالد.....هو انتى هتلبسى بس مش عشان العريس ال جه ومشى ..لا عشان نروح للدكتورة
جويرية بتعجب..ليه مين تعبان كفله الشر
خالد مبتسما....مفيش بس عشان نطمن عليكى واشوف حكاية النوم ال وخدك منى ده ..
فتبتسم جويرية....اه معلش يا حبيبى والله معرفة دماغى تقيلة وكل ما اجى اقوم الاقى نفسى نمت تانى..
وفعلا يذهبوا لزيارة الطبيبة وهو يمسك بأحدى يديه جورى بحب
والاخرى بحنان والدته
( ونعم العقل ان يهتم بتلك السيدتين فالام التى حملت وسهرت وولدت .والاخرى هى بضع قلبه بل كل قلبه
عظيمة انتى إيها الانثى عندما تحظى بزوج او ابن كهذا )
.تطمئنهم الطبيبة وتقول لهم مبروك .المدام حامل.. وتلزمها الراحة حتى يثبت الجنين ..
....فرح خالد وجويرية بعطاء الله لهم وفرحت والدته وتمنت ان يكون المولود ذكرا كعادة الشعوب العربية 😂😂
خالد مبتسما لوالدته...بنت ولا ولد كله نعمة من عند الله ..المهم جويرية تكون بخير والمولود يجى كامل الخلقة ..بل على العكس خيركم من بكر بالانثى والبنت نعمة كبيرة من عند ربنا
وتمر الايام ..ويصر خالد قبل ان ينزل الى عمله كل يوم ان يقوم بإحضار الفطار لجويرية ..
(كوب من اللبن والبيض ) من اجل صحتها وصحة الجنين ونوع من اظهار الحب العملى فالحب بالمعاملة وليس مجرد كلمات..
ويوم عن يوم تفتن جويرية بحب زوجها اكثر واكثر فهو فعلا مثال للزوج الصالح .وهى تتفنن ايضا لارضائه بقدر ما يراضيها ..
فهو دائم الابتسام كما كان يفعل رسول الله صل الله عليه وسلم حيث كان يحمل هم الجبال ولا يرى ألا مبتسما حامدا لله على السراء والضراء ..
ويراضيها خالد بطيب القول ودائما باظهار حبه حتى امام اهله ولا يخجل من ذلك
فقد سئل رسول الله صل الله عليه وسلم
من احب الناس إليك قال عائشة وكان يلاطفها ويكنيها عائش ويلاعبها بل استندت على ظهره مرة لترى من الشباك بعض الصبيه وهم يلعبون
بأبى انت وامى يا رسول (طبت حيا وميتا) وجزى الله كل خير من يعامل زوجته على هذا النهج (فهنا حقا تكتمل الرجولة)
......على جانب اخر كانت هناك اشجان التى تسبق جويرية فى الحمل وكانت حالته الصحية حرجة لحملها ولذا من رحمة الله عليها قضت فترة الحمل فى المستشفى وليس فى السجن ومن الكشف كان نوع المولود ذكرا وتمنت فى نفسها ان تسميه خالد وليس كحبا ولكن كالنور الذى ابصر طريقها الى الحق ولكن اخفت هذا عن معاذ حتى لا يغير
.......
ساعد أدهم معاذ كثيرا لعلمه انه فعلا تغير واصبح انسان جديد على خلق ودين وأصبح يشبه خالد فى كثير من الصفات
حيث سمح له ان يستكمل تعليمه فعندما ألتحق بالجماعة كان فى السنة الاخيرة من كلية الطب
وعندما طلب معاذ من ادهم ....ان يساعده فى احضار الكتب وما يلزمه ..بمساعدة اهله ايضا
فوافق ادهم ليقضى فترة السجن وهو يذاكر دروسه ويحفظ كتاب الله
....والاجمل انه سمح له كل فترة بزيارة اشجان ليطمئن عليها وسط حراسة مشددة ...
وفى احد الزيارات
معاذ بحب وشوق ...وحشتينى اوى حبيبتى
عاملة إيه وصحتك والجنين ..
اشجان بعيون تملؤها الحنين..الحمد لله ربنا يهونها علينا أيام ونخرج للدنيا بإبننا .
معاذ بابتسامة...ابننا يعنى ولد
أشجان بضحك..اه منه عرفة الرجالة كلها بتنبسط لما يكون الجنين ولد
معاذ....لا والله مش قصدى كله خير ونعمة وإنما انا اتمنيت يجى ولد وأسميه خالد عرفانا بالجميل الذى منه الله علينا عن طريقه
فدمعت عين أشجان ...بجد والله هتسميه خالد انا كمان كنت عايزة أسميه خالد بس خفت ...
فوضع يده على فمها...مفيش خفت ..انا واثق فى حبك ليه زى مواثق فى حبى ليكى
...........
انفطر قلب والدة حسام عندما اتصلوا بيها وابلغوها ان ابنها بالمستشفى ولا تدرى كيف هرب من غرفته وذهبت إليه على وجه السرعة متألمة على حاله الذى وصل إليه بسببها ...
وبعد زيارته والاطمئنان عليه وسمعت بتوبيخه لها وانها هى السبب فى تركه لزوجته خديجة ..
حسام بغضب...انتى السبب ضيعتيها من إيدى واهى هتجوز واحد تانى
ام حسام بحزن...يبنى كل شىء قسمة ونصيب
فيهيج حسام ويحاول القيام .
فتصرخ الام لتأتى الممرضة والطبيب على وجه السرعة ويعطونه الحقنة المهدئة فينام على آثرها .

فبكت ام حسام على حال ابنها وصممت ان تذهب لخديجة فى منزلها .تترجاها بنفسها لترجع لحسام .
.......
خديجة تسمع صوت لطرق الباب
فترتدى اسدالها وتقوم بالفتح فتفاجىء بأم حسام
ام حسام باستعطاف ..ايه هفضل كده وقفة على الباب كتير مش هتقوليلى اتفضلى ...
خديجة بحرج ...اتفضلى
ام خالد تأتى على صوتهما معا فتصعق لرؤيتها
ام خالد وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا...ست ام حسام مش بعادة يعنى نشوفك تتنزلى وتيجى لغاية هنا برجليك اول مرة...ويارب يكون خير
..ام حسام ...خير يا حجة
تسمحولى اقعد بس
ام خالد بغيظ...أقعدى اتفضلى
ام حسام وهى تنظر لخديجة ...يا بنتى جوزك اولى بيكى وهو بيحبك .فالاحسن ترجعوا لبعض ..وهو احسن من غيره ..
ام خالد ..جوز مين يا حجة..انت نسيتى انه ابنك المحروس طلقها غيابى
ام حسام..مهو عايز يرجعها عشان لسه بيحبها
خديجة بحزن...لا انا عمرى مهرجعله وانا قلتلك ده قبل كده ..
ام حسام...ليه وتبص على ايديها وتشوف الخاتم
..اه شكلك اتخطبتى لواحد مبسوط
ما ابننا حسام احسن ويجبلك اكتر من كده بكتير .ال تطلبيه وعمره مبخل عليكى بشىء
خديجة بألم....البخل مش فى الفلوس ..البخل فى المشاعر والاهتمام والتقدير اصعب شىء
ام خالد بشماتة..والحمد لله ربنا عوضها بانسان يتمنلها الرضا ترضى ..
وايه كمان ظابط
ام حسام بتوتر..ظابط
ام خالد...ايون مقدم ادهم فهمى
ام حسام وقد أصفر وجهها وشحبت ..بتقولى ادهم مين
ام خالد ....يوه..قلتلك ادهم فهمى
...فلم تشعر بنفسها ام حسام وغابت عن الوعى...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يارب تكون عجبتكم حلقتنا النهردة
متنسووووش لايك وكومنت
ام فاطمة

.

احببت ملتحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن