بعد اعلان الحكم على خالد بالبراءة عمت قاعة المحكمة بالزغاريد من والدة خالد
وصار بعد الكلام من الناس وعمت بعض الفوضى فأنتهز صهيب الامر واخرج سكينه محاولا طعن معاذ الذى كان السبب فى القبض عليه وايضا اخذ منه حبيبته اشجان ...ولكن لم يعلم صهيب ان هناك عين تراقبه
فقد شعر أدهم ان صهيب مرتبك ووجده يتحسس قدمه كثيرا ورآى الشر يتطاير من عينيه فشعر انه مقدم على شىء خطير
لذلك فى اللحظة التى اخرج فيها السكين هرول إليه بسرعة البرق أدهم محاولا السيطرة عليه وانقاذ من يريد ذبحه
وعندما دخل وجد ان صهيب فى طريقه ليطعن معاذ ..فعلى صوته ادهم لكى ينبه معاذ ( خد بالك يا معاذ ) فباغته صهيب وبدل ان تنفذ الطعنة فى صدر معاذ .جاءت فى ادهم فخر ساقطا متألما وينزف دما ..
فما كان من الضابط الا ان اطلق على صهيب النار وأرداه قتيلا حتى لايقوم بطعن احد اخر
وسبحان الله (من قتل يقتل ولو بعد حين )انتفضت خديجة وهى ترى ادهم يسقط ارضا وجرحه ينزف دما فلم تشعر بنفسها وهى تجرى صارخة ( ادهم .....ادهم ) حتى وصلت إليه
واجلست رآسه على ركبتيها وانسدلت الدموع من عينيها فشعر بها أدهم فأفتح عينيه ليجدها خديجة (حب عمره ) فابتسم رغم ألمه ..
قائلا بصوت ضعيف ..مش مصدق ان دموعك دى عشانى وان حياتى غالية عندك كده ونطق اسمها
خديجة...انا بحب......ولم يكملها واغشى عليها
وصاحت خديجة...ارجوكم بسرعة الاسعاف .
معاذ بخوف ان يكون مات ..فانحنى ليتحسس نبضه .فوجده مازال حيا ففرح ووضع يده على الجرح ليحاول كتم النزف ..كما ساعده فى التنفس من فمه ليبقيه على وجه الحياة مرة اخرى ..
أما خالد فكان ما بين قلقه على ادهم الذى ساعده فى اعلان برائته وما بين موقف أخته ...
متعجبا وثارت الغيرة فى قلبه على اخته ( من اين تعرفه ويعرفها )فهو لا يعلم عن زياراته له لبيت ابيه وايضا خاف على اخته منه لانه يعلم انه فظ غليظ ..
( ولكن عندما يقع اقسى الرجال قلوبا فى الحب يتحولون سريعا ...فالرجل بيد امراة يحبها وتحبه كالطفل الذى يحتاج لامه )
.....جاءت الاسعاف سريعا لحمل أدهم ..ودموع خديجة لا تتوقف وتهدىء من روعها والداتها لانها ادرى الناس بابنتها وتمنت من قبل ان يكون هذا الشاب من نصيبها ليعوضها عن هذا الندل الذى تركها
....
ولا تعلم ان هذا الندل حسام ....الذى اغراه منصبه انه سيندم ندم عمره ..
وانه أحن واشتاق لخديجة مرة اخرى وطلب من والداه الرجوع لها ولكنهم رفضوا .فأهمل فى عمله وانكب على الشراب المسكر...ومصاحبة فتيات الليل حتى ينسى خديجة ...ولكن هيهات ...فالمرآة الصالحة لا تعوض قط ..وسيعيش بذنبها طول حياته ..
ولم يجد المسئول عن عمله فى السفارة سوى قرار فصله لتهاونه ولانه اصبح نموذج لا يشرف من جراء سمعته ( حيث اصبح مدمن خمر وسلوكه غير سوى بمصاحبة فتيات الليل )
وسبحان الله ( كما تدين تدان ) وكل ساقى سيسقى بما سقى ....والدنيا دوائر ......
والخلق لهم نهاية الا الخالق فأنه حى لا يموت ..
.......
اما جويرية ...فخافت ان يؤجل خروج خالد بسبب ما حدث ولكنها اقسمت الا تبرح من امام المحكمة حتى يخرج إليها
وحاول معها والد خالد ان تنتظره فى البيت ولكنها رفضت واصرت على انتظاره فلم تجد والدته سوى ان تنتظر معها ( لوعة الحب والاشتياق لقرة العين بعد الغياب الطويل لا تضره انتظار بضع ساعات او حتى يوما بكامله تحت اشعة الشمس او ظلمات الليل فكله يهون فداء لحظة اللقاء
.....
اما والد خالد فاضطر يذهب مع ابنته خديجة للاطمئنان على حالة ادهم وقد صدق ظنه لانه كان يشعر من تصرفات ادهم انه يميل إلى خديجة ولكن خديجة كانت تكابر يمكن بسبب ما مرت به ولكن انهار هذا الكبر وظهرت مشاعرها عندما طعن ...
...وطمئنهم الطبيب ان الجرح ليس نافذ ولكنه محتاج رعاية على الاقل اسبوع فى المشفى حتى يلتئم الجرح ويبقى تحت الملاحظة تحسبا لاى تدهور ....
.....أما معاذ فكان بين فرحته لانه سيأتيه طفل من حبيبته وزوجته أشجان ..وما بين حزنه على الفراق وظلمات السجن ..وسئل الله ان يصبره وأن يرعى بعينيه التى لا تنام زوجته وجنينها وان يخرج بسلام للدنيا ..
........
وها هى جويرية تعد اللحظات وعينها على الباب الذى تنتظر خروج خالد منه ..
ورفضت حتى ان تأكل اى شىء حتى بمرور عدة ساعات من الانتظار
جويرية بحب ...خروج ادهم وانى اشوفه حر طليق وألمسه ده كفيل يشبعنى العمر كله .(هييييح 😂)
....حتى ان والدته شعرت بالتعب ولم تجد سوى كتف جويرية الحنون لتتكأ عليه وتنام لبعض الوقت
وهما جالسين على الرصيف منتظرين خروج خالد
ولكن جويرية لم يغمض له جفن ....
.....
ثم بعد انتظار ساعات طوال ودخل الليل واذن للفجر وبدء فى وسط الظلام الحالك اشعة من نور الشروق
ظهر خالد ليضىء سماء جويرية ..
وخرج وقلبه يكاد يسقط من فرحته ..فقلبه يحدثه انها ستكون فى انتظاره ام تراها غادرت هل يمكن ولكن لمح طيفها من بعيد واستنشق عبير ريحقها كأنها وردة من على بعد ..
ورأته جورى من بعيد ..اخيرا ظهر قمرى ليضىء ظلام قلبى الدامس ..
وهرول الاثنان كل منهما فى اتجاه الاخر ممدد اليدين مستعدا لعناق طويل حار كحرارة الانتظار...
ونادى كل منهما الاخر ( خالد ♥️جورى )
ليسمعا العالم كله انهم على موعد مع السعادة
أنت تقرأ
احببت ملتحي
Romanceالالتزام ليس بعد الحياة وحب العزلة والتشدد والتكشيرة وتكفير المخالفين ولكن هو خلق حسن وابتسامة طيبة ومعاملة بالمعروف وحب الحياة لإرضاء الخالق والتعايش وفق كتاب الله وسنة رسوله بعيد عن التشدد المنبوذ او التسيب الهالك .بل وسطية جميلة. تتدفعنا للجنة...