INTRO

81 12 58
                                    

•°•

لم يحدثْ أن تكيّف طائِرٌ
مع قَفص،مهما طاَل به الأمدِ
⠀ ┄┄༻༺┄┄

⇣⇣

1995
↜9 ديسَمبر↜

04:55 صَ

الخامسةُ إلا خَمسُ دَقائق
عقاربٌ تتجهُ إلى الوراء،ثائرةً عَلى
أنظِمة العالم أجمَع

السماءُ الصافِية الَتي كانَت تُغَطي
أرضَ أنكِلترا قَد تَخَلت عَن صَفاؤها
منذُ بِداية ديسَمبر،وَحل مَحلُها غيومً سَوداء
مُتراكِمة فَوقَ ريف أنكِلترا

ليلٌ نائِم وأصواتٍ سامة
تُمَزق كُل أذانٍ صاغِية لِما تَرويه قَطرات
كانِ مُحتم عَليها حَمل ثُقل أرواء تِلكَ القُصة
لأرض تَشققَ سَطحُها لِمرارة ما رَوته سَماء
ديسَمبر عَن الفَتاة ذات البُندقيَتين
فَتاة السَبعةِ أعوام

منَاخٌ مُكتئِب وأجواءّ مَمطرة
تَحملُ بَين قَطراتُها ذلكَ الماضي المَرير
ذُكرىَ ثَمُلة لا تَحملُ سِوا حُزن وَمُعاناة
ذاتَ البُندقيَتين

جَسدٌ مُتعَب وأنفاسً مُضطَربة
جارَت قَطرات المَطر بسرعتُها

ألامٌ هائِجة وأطرافٌ مُرتَجفة
بسَبب ذاكِرة تَهوى عَذاب صاحِبتُها
مُذَكرة أياها بِماضي لَم يُمحى
أثرهُ بَعد من قَلب فَتاة
السَبعةِ عوام

تَحديق باللاشيء
بُهتان ، لا مُبالاة ، أنعِدام
دموعٍ تَقف عَلى أعتابِ وَجنَتيها
المُحمرة ،تَطلبُ الاذن باِلخُروج

وَكأنها لَم تَخرُج مُسبًقاَ
مُسَببة أنتفاخ شَديد،قَد أحاطَ
بِبُندقيَتيها ؟ !

تَتَكئ بِجَسَدُها عَلى الحائِط خَلفُها
يَديها مَلفوفَتان حَولَ جَسدها الهَزيل
المُبتل بالكامِل،تُحاوِل تَدفئة نَفسُها

أطرافُ اصابِعُها المُبتَلة
تَلَونت بِالَون الأحمَر،أثَر تَجمُد الدِماء
بأنامِلُها الصَغيرة

قَطرات المَطر أمتَزَجت
مَع كريستالات كانَت قَد تَسَللت
مُسبقاً الى وَجنَتيها،تَحكي عَن مُعاناة
بُندقيَتُها وَالحُزن الَذي أمتَزج مَع
جَمالُها ليُعطيا مَنظَراً خَلاباً

عَندَ نَظرُكَ بتِلكَ البُندقيَتين
لَن تَرى سَوادُ حزنُها وَما تُخبئه تلكَ
العَدَستين خَلف سور جَمالُها

سَترى عَدَستين
قَد تَمَيزتا بِبُندقيَتيها الفَريدة
من نَوعُها،عَدَستين أختَلفتا مَع خالقُها
وَطغى عَليها الحُزن لِيتَمركز داخلَهُما
ناثِراَ سَوادهُ فيهُما

فأصبَحَ لَونُهما كَـلون القَهوة

تَضمُ قَدميها لِصَدرُها، تَسندُ رأسُها
الَذي أمتَلئ بِأفكارً أثقَلته عَلى قَدمَيها
مُغَطية بُندقيَتيها بِجفونها المنتَفخة

عَسى أن يَرأف النَوم بِحالُها
وَيُساعدُها عَلى تَخَطي هذا الوَقت

المَكان مُظِلم تَماماً حَولُها
وَ لا شيء يُسمَع سِوى تِلكَ القَطَرات
الَتي تَسقُط لتُبَدد صَمتَ هذا المَكان

تَردد الصَدى في الاجواء
وَ تَحرك ذلكَ الجمود الصامِت
كأنَها تَحدثُ شيء،وَ تتَلاشى بعدَها
بِصَمت اخَر

اصواتٌ صاخِبة تَصدحُ في رأسُها
كَـصُراخ طفلٍ في يَومهُ الاول
في هذا العالَم وَفَقد والِدتهُ

الكَثير وَالكَثير من الاصواتّ في رأسُها
تَدفعُها للصُراخ،تَصرخُ بأعلى صَوت

لا جَدوى من الصُراخ
اذ لَم يَكُن هُناكَ من يَسمع

يَشبهُ ذلكَ داخِلُها تَماماً
يَشبهُ عَقلُها الفارِغ

الَذي تَسقُط اليهِ كُل دَقيقة
او كًل ثانية صوَر من الماضي

تُشعل حَنين بِداخِلُها
كَـمَوجة صَغيرة تَبدد في اطار
واقِع ضحل لا يَحملُ اي شيء من
ذلكَ الماضي

كُل ما في الامر
هوَ انَها تَبقى تتَذَكر
وَ تتَذَكر وَحَسب

كَأنَها سَجينةَ لِذلكَ الماضي
يَبدو انَها تائِهة جِداً بِدونه
تَتسائل،كَيف سَتبدو الانَ لو
نَسيت ذلِكَ الماضي ؟ !

↜°↜°↜•↜°↜°↜

The End

🎉 لقد انتهيت من قراءة 9 ديسَمبر 1995 🎉
9 ديسَمبر 1995حيث تعيش القصص. اكتشف الآن