Chapter 9

10.2K 371 44
                                    

عاد دانيال إلى المنزل في منتصف الليل وتوجه مباشرة إلى القبو ....فتح ذلك الباب الحديدي العملاق المخيف ...توقف أمام ذلك الذي غرق في دمائه ....الغريب أنه هادئ جدا !! ... ولكن ليس ميت
فصوت تنفسه يملأ الفراغ الساكن ... جلس دانيال امامه ..
دانيال بصوت مخيف : اعطني سببا واحداً لعدم قتلك الآن وسبب اصابتك لوالدتي ...
الرجل بهدوء : عائلتي ... رفع دانيال حاجبه ....
دانيال : من ارسلك ؟؟ ..
الرجل : لا أعرف ...
دانيال : وعلي تصديقك الآن صحيح ؟؟
الرجل : في الحقيقة سيد دانيال أنا آسف لهذا ولكنني كنت مجبرا لأجل عائلتي ... قاطعهم صوت حارس وراء دانيال ...
الحارس : سيدي لقد وجدنا هذه في جيبه ... أخذ دانيال المحفظه والهاتف من الحارس ...
دانيال : هل هذه لك ؟؟ ... يقصد المحفظة ...
الرجل : نعم ...فتح دانيال المحفظة فوجد بها ورقة مطوية و صورتين ..واحدة لطفلة صغيرة .. والثانية لذلك الرجل ومعه تلك الطفلة وامرأة جميلة يبدون سعيدين .. إنها زوجته .. وأيضاً وجد بطاقة " جاك ايستوود جندي في الجيش البريطاني (قناص)في ال27من عمره " ...
دانيال : ولماذا يقوم جندي محترم بهذا العمل المشين !! ..
جاك : من ارسلني لقتل والدتك قام بخطف زوجتي وابنتي ... وهددني بقتلهما ... كان الرجل يتحدث بهدوء كأن حياته ليست على المحك ..تعجب دانيال من أمر هذا الرجل ...
دانيال : اعتقد أن ورائك قصة جاك ... لما لا تخبرنا بها ... تنهد جاك بهدوء ثم قال :  كنت في لندن قبل اسبوعين .. وكان عيد ميلاد روزي الخامس ... ففكرت بأخذ اجازة من العمل واخذهم في رحلة لقضاء بعض الوقت معهم .... توقف لوهلة ثم أكمل : وقبل ثلاثة أيام ذهبنا إلى الملاهي  ...وجدت بعضاً من اصدقائي هناك مع عائلاتهم ... اخبرتني ليلي أنها ستأخذ روزي إلى لعبة وابتعدت ... كنت اتسامر مع رفاقي إلى أن تأخر الوقت ...فتسآئلت عن سبب ابتعادهما كل هذه المدة ..فاتصلت على هاتفها للاطمئنان عليها فوجدت هاتفها مغلق ... فبدأت وساوسي  بالاستيلاء على تفكيري ...فبدأت بالبحث عنها في أرجاء المكان ... بعد زمن ليس بطويل اقترب مني رجل قدم لي رسالة وذهب ..ففتحتها وقرأت ما بها  " لا تقلق زوجتك وابنتك بخير ..ولكن لدينا لك مهمة مقابل عودة عائلتك إليك .... ثم أخبره
بمؤامرة قتل والدته .. أن رجال ذلك الشخص يقومون بالهجوم على السيارة لتشتيت انتباههم عن السيدة ... وأنا أكون بعيد عنهم وأصيب السيدة  ....
ولكنني لم أرد أذيتها .. لقد فكرت بالذهاب للشرطة واخبارهم عن الأمر ولكن إتصل بي أحد على هاتفي وكان رقما مجهولا .. قال لي أنه إن عرف أحد بما قاموا به لن أرى عائلتي مجدداً ... كان جاك يتحدث بهدوء ولكن تلك الدموع الساخنة تنزل من عينيه .. تذكر دانيال تلك الورقة التي لاحظها داخل المحفظة ..ففتحها مجدداً وأخرج الورقة وقرأ ما بداخلها ...كان نفس كلام جاك !! ..خطف زوجته وطفلته ..وتهديده بقتل والدته ..وكان هناك صورة داخل الورقة تعود لوالدته ... قام بضغط قبضته بقوة إلى أن ابيضت مفاصله ....
حارس : وكيف تريدنا تصديق أنك لم تكن تريد قتلها
...فنظر له دانيال لكي يصمت .... سمعوا صوت ضحك سخرية من جاك ....
جاك : بحقك !!... أنا قناص في الجيش أتعرف معنى هذا .... أعني لو كنت حقا أريد قتل والدة السيد دانيال لكنت قتلتها حقاً !! ... فكر دانيال في ما قاله جاك ... ووجد أن كلامه صحيح .... بعد لحظات
رن هاتف جاك  ... فنظر دانيال إليه ..فأومأ له جاك
يخبره أنه هو من خطف زوجته وطفلته ومن أمره بقتل والدة دانيال ... قام دانيال بإشارة بيده فخرج إثنان من الحراس وبقي إثنان معهما ... قام دانيال بفتح مكبر الصوت ليسمع ما يقول الآخر وأمر الحارسين الأخرين ألا يصدرا صوتا واحداً فاومآ له ..
الرجل : أيها القناص هل قمت بالمهمة ؟؟ .... أشار دانيال إلى جاك أن يخبره بالايجاب ... فكان دانيال يعلم أن هناك مؤامرة وراء الهجوم على والدته ..فقام بإخفاء نتيجة إصابتها لأنه يعلم نوايا أعدائه وسوف يفيده هذا يوم من الأيام .. وأتى هذا اليوم ...
جاك بهدوء : نعم قمت بها ...
الرجل : لم يرك أحد .. أليس كذلك ؟؟
جاك : لا لم يروني ...
الرجل : هل أنت متأكد أيها القناص هل ماتت فعلا ؟؟
جاك : أنت قلتها بنفسك ..قناص ..هذا يعني أنني أعرف ما أقوم به ... والان أين زوجتي وابنتي ؟؟
لقد قمت بما قلته لي .. والان أعد لي عائلتي ...
الرجل :  سوف افكر بالأمر ...
جاك بصدمة وصراخ : ماذا تقول ايها الحقير !! .. لقد
أخبرتني أنك ستعيدهم إلي أيها اللعيييين !! ..
الرجل : أتعرف لقد غيرت رأيي !! ... إن زوجتك مثيرة حد الجحيم !!! .. سوف أحتفظ بها ... وبالنسبة إلى ابنتك سوف تكون سلعة رائعة لتجار الاعضاء .... فتح جاك عينيه على وسعهما ثم قال بصراخ وغضب شديد : أيها العاهر !!! ... إذا مسستهم بسوء سوف اقتلك ايها الحقييير !! ... دوى صوت الرجل من الهاتف وهو يضحك بصوت عالي ثم أقفل الهاتف ...
كان جاك متصنما في مكانه ودموعه متحجرة في عينيه ....
جاك : س..سسيد دانيال .. أرجوك ساعدني في وجودهم ..لن استطيع العيش بدونهم ارجوك اتوسل
اليك ....
دانيال بهدوء : لا تقلق سوف تعود زوجتك وابنتك إليك .... دخل أحد الحراس الذين كانوا معهم في الغرفة ...
الحارس : سيدي وجدنا الموقع .. ليس ببعيد من هنا
اومأ لهم دانيال ثم هبّ واقفا ...
دانيال : أحضروا ملابس نظيفة لجاك .. وضمدوا ذراعه ... اومأ الحراس ثم خرجوا ومعهم جاك ....
بعد فترة خرج دانيال ومعه جاك في سيارته وورائهم
عشرات السيارات بها حراسه .... نصف ساعة ووصلوا إلى المكان ...كان يبدوا منزلا  كبيراً مهجورا ..ولكن من الداخل لم يكن سوى مقر لعصابة مافيا خطيرة ..
معروفة بتجارة الفتيات والاعضاء ... اقتحم رجال دانيال المكان ... ولم يكن الاخرين يعرفون ما يحدث
فلم يكونوا مستعدين .... دخل دانيال ومعه جاك بعد دقائق من هجوم رجاله ... بحثوا عن أي شيئ يوصلهم إلى زوجة جاك وابنته ... حتى سمعوا صوت أحد الحراس يناديهم للمكان الذي هو به ....
وصلوا جميعاً إلى مكان أشبه بالقبو .. ممر طويل به العديد من الابواب على جانبيه  وكان به الكثير من الاصوات !! ... تقدم أحد الحراس من أحد الأبواب
بعد أن أمره ... قم بفتحه فوضحت بعد الاصوات ...
الحارس : سيدي أن هناك الكثير من الفتيات !!!...
تقدم دانيال ومعه جاك من الباب وتوجه باقي الحراس إلى الأبواب الأخرى .... نظر دانيال إلى
الغرفة فصدم من المنظر .... العديد من الفتيات !! ...
كن يرتجفن بخوف وبعضهن يبكين بقوة !! ...كن مكبلات ومتصلات مع بعضهن بسلاسل حديدية ...
" سيدي إن هناك فتيات أخريات هنا !! ... كان هذا صوت أحد الحراس من الخارج ... أمر دانيال حراسه
بإخراج الفتيات من هذه الغرفة ...خرج من الغرفة مع
جاك الذي كان أيضاً مصدوما من المنظر .... تجمدا الإثنان من هول ما يراه الآن ...عشرات الفتيات بكل الاعمار ... مراهقات ..شابات .. اطفال .. وحتى التي تحمل بين يديها طفلها الرضيع !! يخرجن من كل غرفة !!! ... ومكبلات بأغلال ومتصلات بسلاسل حديدية أيضاً !! ... صحيح أن السيد دانيال رئيس أكبر عصابة مافيا ..ونعرف أن عصابات المافيا تتاجر بالممنوعات ... ودانيال عصابته تتاجر بالأسلحة ...الاسلحة فقط !!! ... نعم الجميع يعرف
دانيال بشخصية الباردة والمخيفة والقاتلة !!! ...
ولكن ليس الجميع يعرف شخصيته الحقيقية طبيعته التي لايعرفها إلا من عاش معه أي ماريا وبراين ... يحترم العائلة والأصدقاء ... فهو يقتل و يعذب من يخونه ويكذب عليه ويخطئ معه فقط  ... حتى حراسه يعرفونه بصرامته ولكن في وقتها حتى بروده في بعض الأحيان يختبئ ورائه بعض الاهتمام لمن يستحقونه ... ويمقت تجارة الأعضاء والفتيات .. خصوصاً تجارة الاطفال !! .... أمر حراسه أن يقوموا
بتحرير أغلالهم بسرعة .... صار جاك يسير بين الفتيات حتى توقف أمام مجموعة من الفتيات الصغيرات .... تجمد مكانه عندما سمع ورائه صوت اشتاق له حد الموت !!! .." أأ أبي !! " ... التفت ورائه بسرعة تزامنا مع نزول دموعه .... ركض بسرعة و توقف أمام تلك الصغيرة ... انحنى على ركبتيه أمامها ...
جاك بصوت منخفض من الصدمة : صغيرتي روزي ..
هل هذه انتي ؟!!! .... اومأت له تلك الصغيرة وهي تحرك رأسها بقوة ودموعها تنزل بغزارة ... اقترب منها معانقا إياها بقوة وصار يضحك بسعادة غامرة ودموع الفرح والشوق تنزل منه ....
روزي بصوت مخنوق من البكاء : أبي ..ظننت أنك لن تأتي لتساعدنا وتخرجنا أنا وأمي ...
جاك : أنا هنا الآن حبيبتي لا تقلقي .. سوف نخرج الآن ونعود إلى المنزل ...حسنا ؟!! .. قال كلمته الأخيرة وهو يبعدها عنه وينظر لها ...
روزي بابتسامة : حسنا ... قام بتقبيل خديها وانفها المحمر من البكاء ... ثم قال : صغيرتي سوف اذهب لاحضار والدتك عليكي الذهاب والوقوف بجانب ذلك الرجل ..حسنا ..وهو يؤشر على دانيال ... ابتعد عنها والدها بعد أن أوصلها بجانب دانيال وأخبره بذهابه لاحضار ليلي ..فأومأ له دانيال بهدوء .... نظرت روزي
إلى فوق بقوة نسبة لفارق الطول الشاسع بينها وبين دانيال فحتى بطول جاك الفارع  لا يصل لطول  دانيال  .... قامت بجذب بنطاله فنظر لها دانيال وهو يعقد حاجبيه ... ففهم أنها تريد أن تقول له شيئاً ما ... فانحنى على ركبة واحدة وهي أمامه ...
دانيال : نعم ؟!!
روزي : هل أنت ساعدت أبي في العثور علينا ؟؟...
كانت تتحدث بطفولية وتحرك أهدابها بطرقة لطيفة
فابتسم دانيال لها بخفة ...
دانيال : نعم لقد ساعدته ... لحظة وكانت روزي في داخل حضن دانيال ... تعجب دانيال منها فهي لم تخف منه ...أحس بشعور غريب ..لم يشعر بنفسه  إلا وهو يلف ذراعيه حولها فقام بتغطيتها بهم لصغر حجمها مقارنة بذراعيه ... مربتا عليها بهدوء وهو يبتسم ...
روزي وهي مختفية داخل أحضانه : شكراً لك سيدي
دانيال : لا شكر على واجب صغيرتي روزي ... أحس بتململها داخله فابعد ذراعيه عنها ...
روزي : ما اسمك سيدي ؟؟
دانيال : دانيال .... قامت بتقبيله على خده !!! ..
روزي : شكراً لك عمي دانيال .. ابتسم لها بهدوء ..
لقد أحب هذه الصغيرة حقاً !! ... يستطيع رؤية البرائة على عينيها وعلى ابتسامتها ... وهذه أول مرة يقترب منه طفل بهذه الطريقة ...
دانيال : أوو لقد نسيت ... كل عام وانت بخير روزي
روزي بابتسامة عريضة : حقاً !!
دانيال : نعم ...فقامت بالقفز عليه لافة ذراعيها الصغيرتين حول عنقه ... فضحك بخفة عليها .... كان
الحراس يقفون متصنمين من ما يروه .. صحيح دانيال هادئ وطيب  بعض الأحيان معهم .. ولكنهم أول مرة يروا ابتسامته أو حتى ضحكته !!! ... لم يشعروا بنفسهم إلا وهم أيضاً يبتسمون معهم ... كان دانيال في صغره طفلاً مرحا جدا وسعيدا ..ولكن الظروف أجبرته على التحول لهذا الوحش ... بعد دقائق اقترب منهم جاك ومعه زوجته ليلي ...ركضت روزي بقوة نحو والدتها .. قامت بمعانقتها وسط بكائهم .. وانضم إليهم جاك في عناق عائلي دافئ
وجميل ...
جاك : سيد دانيال .. لا استطيع شكرك كفاية على مساعدتي لإيجاد عائلتي ... حقاً أشكرك من كل قلبي
... وأيضاً آسف على اصابتي لوالدتك ... اومأ له دانيال بهدوء ثم قال : لا بأس جاك ... وأيضاً أنت كنت مجبرا لفعل هذا ... لاجل عائلتك ... وأيضاً إن كنت قتلتها حقاً لم أكن ساتردد في محوك ...ابتسم له جاك بامتنان ... خرج دانيال ومعه جاك وعائلته بعد أن ارسل عدة سيارات لنقل الفتيات من مقر العصابة إلى بيوتهم .... وواحدة لجاك وعائلته للذهاب بها أيضاً .... عاد دانيال إلى القصر بعد اطمئنانه على والدته بمروره بالمشفى .... ذهب إلى غرفته وأخذ حماما منعشا وبعدها ذهب إلى النوم مباشرة ....

كارثة شيطان المافيا ( متوقفة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن