عيناه كالصقر حادة.. حين انظر لهما أشعر بخوف.. قامته الضخمة ترهبنى منه.. عنفه وقسوته تهيننى.. كلماته وأفعاله تدعس كرامتى.. كلمة واحدة توصفة .. وهى الشيطان .. .
***
اقترب منها اكثر ويداه تضغط على يدها اكثر وهى تتألم منه ، نظراتها له كانت كالأطفال ، مرعوبة من نظراته الغاضبة تلك ، أطلقت آه صغيرة عندما اشتدت يداه على يدها ، بدأت بهز يدها تحاول سحبها منه لكنه اقوة منها بكثير ، رفع حاجبه بغيظ يقول لها :
- لسانك دا ميطولش عليا تانى يا أسيل فاهمة .
أنهى جملته وهو يشدد على كل حرف من كلمته الأخيرة ، تراقمت الدموع على باب عينيها تطرقه للخروج على وجنتها من خوفها منه ، انها تلك الفتاة البريئة بل إنها طفلة لا تعلم كيفية التكيف مع الحياة ، أن فكرة الزواج كبيرة عليها ، لم تجد أحد يعلمها أو يعطيها بعض النصائح ، حتى والدتها لم تتكلم معها وكل ذلك بسبب والدها الله لا يسامحه ، اغمضت عينيها لتهرب منهما الدموع وهى تقول :
- ابعد عنى .
شدد على يدها اكثر للتأوه بألم ، ليقول بغضب :
- مش هبعد يا أسيل .
ضربت قدمها بالأرض من شدة ألم مسكته ، لتقول بصراخ :
- أبعد بقااا ... ابعددد .
ترك يد واحدة ليضعها على فمها وهو يقول بحذر :
- ششششش هتودينى فدهية يخربيتك .
عضت أسيل يده ليتأوه ويبعدها فوراً وهو يقول بغيظ :
- اااه .. ايه متجوز كلب .
شعرت أسيل بتحرر يدها الأخرى لتدفعه بعيداً عنها وهى تقول :
- الكلب دا يبقا انت على فكرة .
لتتجه لباب الغرفة تخرج منها بسرعة قبل أن يصل لها ، ذهب وراءها عبدالله ليراها تنزل من على السلم للأسفل ليقف وهو يقول بصوت منخفض قليلاً :
- اطعلى يا اسيل ، بلاش لعب العيال دا .
رفعت رأسها للأعلى تنظر له لترفع حاجبها و تقول :
- مش طالعة عايزنى انزلى .
لتنظر امامها وتكمل نزولها ، اما عنه فأستفزه ردها عليه ، ليدخل الغرفة ويقفل بابها بحذر لكى لا يستيقظ والده وينتهى كل شيء .
***
سارت أسيل بداخل القصر تراه وتكتشفه إلىٰ أن خرجت للحديقة ، وقفت على الزرع الأخضر الذى يدغدغها بقدمها البيضاء ، اغمضت عينيها وفردت كفيها فى الهواء وهى تستنشق الهواء الطلق ذات الرائحة العطرة بفعل الأزهار ، فتحت عينيها بعدما نالت الهواء الكافى لرئتها وأتجهت للمجلس المخصص للحديقة المكون من أريكتين ومقعدين من الخشب بهما وسادات قطنية وطاولة خشبية تشبه الأريكتان والمقعدان ، جلست على أريكة منهم وسندت ظهرها للخلف ونظرت للسماء مصوبة عينيها بالتحديد للقمر الهلالى ، هنا شردت فما يتعلق بها ، شردت بحياتها مع ذاك المريض ، حياتها ستصبح جحيم معه ، أنه متعرجف يجرح كرامتها ويزلها ويهينها بسبب طبقتها الفقيرة التى تقل عنه بكثير ، أنها لم تختار أن تولد وسط أسرة فقيرة ، لم تختار أن تقتن بحى ضيق وبناية من يراها يقول عليها مهجورة ، لم تختار ذلك ، كتفت يدها إلى صدرها ونظرت للأرض الخضراء تحت قدميها وهى تقول بداخلها بألم وحزن على حظها وقدرها :
أنت تقرأ
حكايه اسيل
Romantikسئلوا هذه الفتاة ذات السادسة عشر عاماً " هل تلومي والدك علي ما فعله لكِ " قالت " انني لا ألومه بل اشكره لأن لولاه ، لما قابلت ابى واخي وزوجى وحبيبى " ثم تبتسم إبتسامة مشرقة وهي تكمل " هذه حكايتى ... حكاية أسيل " .