الفصل السابع عشر

6K 98 1
                                    

فى المساء ، وبمكتب أسيل ، كانت جالسة هى على مقعد مكتبها ، ومارى جالسة على مقعد جلدى لونه وردى ، وحور جالسة ايضاً على نفس المقعد ، يذاكرن لأختبار الغد ، تنهدت حور بحنق ووضعت الكتاب بقوة على قدميها وبمنتصفه القلم وهى تقول ببكاء طفولى من هذا الشرح :


- لا انا مش فاهمة حاجه ، مش فاهمة يا بنااات ... .

تركت أسيل القلم من يدها على الكتاب المفتوح امامها ووضعت يدها على رأسها تقول بضيق :

- هو انتِ كل مادة نيجى نذاكرها تقولى الكلمتين دول .. .

نظرت لها مارى قائلة وهى تضع القلم بمنتصف خصلات شعرها:

- بس حور المرادى عندها حق ، الفلسفة صعبة اوى ، واسألتها غير مباشرة .. .

زفرت اسيل بحنق وهى تقول :

- يوووه بقاا وهنعمل ايه يعنى ، مين هيذاكرلنا طيب .. .

وضعتا حور ومارى راحة كفيهم على وجنتهم عابستين ، لتتسائل حور أسيل :

- طب مفيش حد هنا يقدر يساعدنا يعنى درس ادبى .. .

نفت أسيل برأسها وهى تقول بخيبة أمل :

- لا كلهم علمى رياضة ، حتى سهير وبابا سيف ... .

صمتن قليلاً وهن ينظرن فى كتبهن عابسن ، تغيرت ملامح أسيل فجأة وهى تهتف بحماس :

- ماما فاطمة ، انا أزاى نسيت .. .

نظرتا الفتاتان لها فجأة مبتسماتان ، ليقولا لها :

- طب روحى بسرعة يا أسيل ، عايزين نلحق نفهم حاجة قبل ما نمشى .. .

- طب هى الساعة كام .. .

نظرت مارى فى ساعة يدها ، ثم نظرت لها قائلة :

- سبعة وتلت .. .

- تمام كدا .. .

وقفت من على المقعد وأرتدت حذائها المنزلى وهرولت للخارج .. .

***

برواق الطابق الأعلى ، كانت أسيل تسير بخطوات كبيرة شبه راقضه متجه للسلم المؤدى للحديقة الخلفية ، اثناء نزولها من على السلم تعثرت خطواتها بسبب نزولها السريع ، لكنها لم تقع ، بعد نزولها اتجهت راقضة للجلسة التى فى الحديقة حيث يجلسون دائماً ، وللمرة الثانية لم تنتبه أسيل لتلك الآلة الموضوعة فى منتصف الحديقة ، لتصتدم بها وترتد للخلف واقعة على العشب ، لينجلط مرفقها الأيسر من اثر اصتدامه بالأسفلت ، لتتأوه بألم وهى ترى مكان اصابتها .. .

***

بالحديقة الخلفية ، كان عبدالله يقف امام شرفة مكتب والده المغلق بابها الزجاجى ويتحدث فى هاتفه ، اثناء حديثه رآها ترقض بسذاجة وعدم انتباه ، هز رأسه بقلة حيلة من سذاجتها وأهمالها ، عاد للنظر للجانب الأخر وهو يكمل حديثة عن العمل مع حمزة ، ليسمع صوت صراخها بألم ، نظر بإتجاهها ليراها جالسة على الأرض ويدها موضوعه على مرفقها بحذر تتفقد اصابتها ببكاء وانين خفيض ، اقفل مع حمزة سريعاً ووضع هاتفه بجيبه ثم هرول عليها سريعاً ، جسى على ركبتيه ووضع يده على شعرها يمسد عليه قائلاً بلهفة وخوف :

حكايه اسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن