الفصل الخامس عشر

6.4K 101 1
                                    

كانت نائمة على فراشها وبجانبها سهير نائمة هى الأخرى ؛ كان وجهها شاحب ، وجبينها به بعض قطرات الماء مع ان المكيف مشتعل ، وشفتيها تتحرك بكلمات مكتومة ، بدأت رأسها تتحرك بأماءة رافضة وعينيها مشدود اعصابها ، كابوسها كان اكبر من قدرتها على التحمل وهى نائمة فهى تفارق حبيبها ، بل تفارق اباها وأخاها ، التى لم تذوق طعم حنينهم لها ، فتح باب الغرفة ببطئ شديد إلا أن ظهر هو من ورائه ، دخل بخطوات هادئة ، تصلب جسده بصدمة عندما شاهدها هكذا ، ما بها ، لم هى متعرقة هكذا ولم هى متشنجه بتلك الطريقة بالتأكيد يراودها كابوساً ما ، تنهد بحنق ثم أسرع لسهير وايقظها بهدوء شديد وحذر من اجل عدم استيقاظ أسيل ، فأنه لا يريد التكلم معها وسهير بجانبه ، استيقظت سهير ووقفت تعدل من روبها ،ثم نظرت لعبدالله قائلة بهمس هو سمعه :


- خلى بالك منها .. .

اومأ برأسه موافقا ، لتخرج هى من الغرفة لغرفتها ناوية الأتصال بحمزة لتعلم ماذا فعل مع عبدالله وماذا قال له .

***

بغرفة أسيل وعبدالله ، جسىٰ عبدالله امام أسيل التى مازالت تهذى بالكلمات وحالتها كما هى إلا أن عبراتها تراكمت على جانب عينيها ، اغمض عينيه بقوة على افعاله المسببه لها ذلك ، لوهلة نسىٰ انها طفلة فعلاً ، فتح عينيه ونظر لها بندم وحب ، رفع يده يمسح بها على شعرها والأخرى على وجنتها يمسح تلك العبرات التى نزلت وهو يوقظها من كابوسها :

- أسيل حببتى ، اصحى ، متخفيش مفيش حاجه حصلت ، انا هنا جنبك ، اصحى يا حببتى ، متخفيش اصحى .

كان يتمعن بعينيه فى وجهها ، ليرىٰ ملامحها استكانت وهدأت ، ثم فتحت عينيها فجأةً بقوة وهى تنظر له بصدمة ، انه امامها ، ويداعب وجنتها وشعرها بيده ، لم ينفصل عنها ولم يتركها ، شقيقها و حبيبها و والدها اتىٰ لها ويقف امامها ، أبتسم عبدالله لها بندم وحنان يكمنه بداخله لها ، وفجأةً ارتمت أسيل بين ذراعيه تعانقة وتتمسك بسترته بقوة وهى تقول ببكاء نادم عصر قلبه :

- انا اسفه يا عبدالله ، والله انا مكنتش اقصد ، انا اسفه ، بالله عليك متسبنيش .. .

مسح على شعرها وهو يقول بحب حانى متفهم :

- شششششش .. اهدى يا حببتى انا هنا جنبك ومش هسيبك .. اهدى .. .

تعالت شهقاتها وهى تقول بصوت متقطع آلم قلبه :

- آااا... انا بحبك يا عبدالله .. آاا... بالله عليك متسبنى ... انا مكنتش فاهمة حاجه والله ... صدقنى ... بس خلاص سهير فهمتنى ... انا اسفه .. انا اسفه .. .

اعتدل عبدالله فى وقفته وهى مازالت بين ذراعيه ، ليجلس بجانبها عندما افرغت له مكاناً ، اخذها وأجلسها فوق قدميه ووضع رأسها على صدره يمسح على شعرها بيد والأخرى على ظهرها يلمسه صعوداً وهبوطاً لكى يهدأها ..، استكانت هى بين ذراعيه ككل مرة بل ولفت يديها على خصره بقوة ، أبتسم هو لذلك ، ليقول بنحو :

حكايه اسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن