الفصل الخامس

7.4K 109 0
                                    

بذلك الحى داخل بيت شهد ، كانت جالسة بغرفتها نائمة وعيونها للسقف تنظر له وهى شاردة ، كانت نظراتها حزينة بعض الشيء ، لم لا يشعر بها ، لم لا يراها أمامه ،لم هو كذلك ، بارد المشاعر وعديم الأحساس ، أنها رفضت الكثير من الرجال بسببه ، لأنها تحبه وتتمنى فى يوم أن يبادلها شعورها ، لكنه يخلف توقعاتها وآمالها كلما تراه ، وضعت يدها على شعرها ترجعه للوراء وهى تزفر بحنق ، نامت على جانبها الأيمن وهى تكمل تفكير به ، إلا أن غفت وذهبت فى ثبات عميق .

***

فى صباح اليوم التالى ، بقصر الأحمدى ، بداخل الحمام ، كانت جالسة وضامة رجليها إلى صدرها وواضعة ذقنها على ركبتيها ، كانت تبكى و ترتجف من الخوف ، لم يغمض لها جفن ، لم تنم من خوفها أن يكسر الباب ويدخل لها ، وجهها شاحب ومرهق ، لونه اصفر كاللمونة ، عيونها قليلة الحمرة من البكاء ، شفتيها ترتجف من شهقاتها ، لمٰ يحدث معها ذلك ، لماذا هى من بين هؤلاء الفتيات ، لماذا هى ، لماذا القدر اختراها هى لتكون زوجته ولتكون ابنة والدها ، لماذا هى ولدت بين أسرة ضعيفة الأرادة ورب منزل متسلط وصارم ، لماذا ولدت من الأساس ، لماذا يعاملنى الجميع على انى سلعة للبيع ، من يلمسنى ومن يهيننى ومن يألمنى ، ومن ومن ومن ...، اننى فتاه لم اتجاوز سن رشدى ، لا افهم شىء بتلك الحياة المؤلمة ، لا اعلم كيفية التعامل مع من بالخارج ، لم والداى لا يردانى معهم ، هل هم انجبونى غلطة ام ماذا ، وضعت يداها الأثنان على شعرها وهى تضغط عليها بقوة ، ألم لا يطاق يكاد يفتك برأسها ، أطلقت آه واهنه كبيرة تحمل مدى ألمها ، اغمضت عينيها بقوة مع الصراخ بـ آه من شدة الألم الذى يزداد شىءً فشىءً ، فتحت عينيها على صوته من الخارج وهو يسألها ما بها ، لكنها لم تجيبه ، اغمضت عينيها مرة أخرى لتسمع طرقاته على الباب وصوته القلق وهو يأمرها أن تفتح له الباب ، صرخت به بألم :

- بس... بس ، ملكش دعوة بيا ، ملكش دعوة .

***

بالخارج كان قد استيقظ عبدالله ليرى نفسه كما هو بملابسه ونائم على الأرض ، قام وجلس على السرير ليرى الأريكة خالية من أسيل ولكن الغطاء مبعثر عليه ، امسك رأسة محاولاً تذكر ما حدث ، ضرب رأسة بقوة وهو يلعن نفسه مئة مرة :

- غبى غبى ، ايه اللى هيبته ده ، يا رباااى .

وقف وبدل ملابسه ثم اقترب من باب الحمام ليطمأن عليها ، لكن تأوهاتها جعلته يقف مكانه والقلق يرتسم على ملامحه ، اتجه الباب مسرعاً وطرق عليه وهو يقول :

- أسيل ... ممكن تفتحى الباب ، مالك طيب فى إيه .

لم يسمع منها أى اجابه بل زاد صراخها من الداخل ليكمل قوله بقلق :

- أسيل افتحى الباب ، بقلك افتحى .

أتاه صوتها وهى تصرخ به وتعنفه ومازال الألم يوجد بنبرة صوتها ، أشتعل شيء بقلبه ، قلق ينهش بقلبه من بكائها ذلك وصراخها ، قرر انه سيفتح الباب بالعنف ، اتجه لخزانته وفتح درجاً بها يوجد به مفاتيح ، أنه يحمل من كل مفتاح يخصه أثنين للطوارئ مثل ذلك الموقف ، اخذ مفتاح الحمام واتجه له وفتحه ليراها نائمة بوضعية الجنين كما كل مرة ويديها تعتصر رأسها من هذا الألم الحاد ، هرول عليها وجلس على ركبتيه يعدلها وهو يقول بقلق :

حكايه اسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن