《المُقدمة 》♤

93 3 0
                                    

قال لي جدي ذات مرة "أن السفر يبدأ من الكتاب."
لم أفهم حينها مالذي كان يقصدهُ.ولم أكن أعرف أن حياتي قد تبدأ من كتاب . اومئت لهُ بمرح وأبتسمت لهُ كانت أبتسامته لذيذة . حتى التجاعيد البارزة حول عينيه الزرقاء  بديعه الجمال .شعره الابيض الذي أضافة لطافة الى شكله ونظاراته الجميلة كلماته الحنونة أشتقت اليها جميعاً.

الجروح العميقة التي تركها جدي آثر رحيلهُ لم تلتئم حتى الآن .لازلت أزور قبره كل يوم أصلي له في قداس يوم الاحد في أنتظام في الكنيسة الوحيدة المتهالكة في قريتنا الصغيرة البائسة تلك .

كنت أشعر ان كل شئ حول كان عابساً مررت بجانب متجر الحلوى الذي تديره السيدة كيت لم تكن قطع الكعك جميلة بل كانت تبكي . حتى الفراولة التي كان يحبها لم تأتي هذا العام ربما علمت بأنه لن يكون هنا .

كان ذلك كل ما يدور في رأسي الصغير وأنا أسير في السوق أمسك  دميتي الممزقة من يدها  وفي طريقة للمقبرة  

جلست قرب قبره بكيت بحرقة حينها أشتقت أليه حقاً خاطبتهُ
"جدي، أين رحت وتركتني خلفك .لماذا لم تأخذني معك ؟ لما لم تقل لي أنك سترحل ؟لما لم تقل أني سأفتح عيني ولا أرك ؟ جدي  لقد أشتقت أليك كثيراً، أرُيد أن أرك الآن ارجوك عدّ ألي أنا أحتاجك ... كل شئ أصبح حزين وبائس ." 

بقيت ألتحدث اليه مطولاً  "وداعاً جدي ،يجب ان أذهب سيحل الظلام.... "  

تسارعت خطواتي عندما رأيتهم يصادرون أغراض جدي يا اللهي أنهم يحملون كل شئ في تلك الشاحنة المنضدة ،الكراسي ،المكتب الخاص به،كتبهُ  كل شئ حتى البيانو الذي أحبهُ بشدة . البيانو لا 

تمزقت حبالي الصوتية وانا أصرخ وأركض خلف تلك الشاحنة الحاملة معها ذكرياتي مع جدي وعبق طفولتي. كانت الامطار تهطل بغزارة في ذلك المساء شعرت بأنها تواسيني وان الغيوم تبكي معي .

لم يمنعني سياج الحديقة ولا الطريقي الملوث بالوحل من متابعت الركض خلفها .قبل ان تسرع عجلاتها الدائرية  سقط شئ منها  تعثرت بحجر لعين كبير وسقط أرضاً  أتسخت ثيابي بالوحل وكذلك دميتي المسكينة . نظرت اليه . كان مجرد غلاف كتاب تمزق طرفه الايسر لم أستطع فهم ماكتب بداخله 《💚》

لكن كانت هنالك فتاة جميلة تزينه أنها كالفراشة ترتدي ثوباً ضيقاً مع تنورة قصيرة وفضفاضة جداً مع حذاء ناعم وجميل زاد من جمالها كانت تقف على قدم واحدة وترفع الاخرى مع رفع يديها الى الجانبين 

أخذت الغلاف ودميتي لأعود أدراجي ،لكن سراعان ما وصلت اضواء المصابيح القوية التي أعمت بصري تماماً .حتى اني رفعت يدي لأحتمي بها . كانت أمي وسيدة ستيرالنج وسيد مارتن جارنا يبحثون عني .

حملتني امي بين ذراعيها في تلك العاصفة لقد كانت موجة امطار غزيزة تجتاح سمائنا وتهدد منازلنا القروية ومزروعتنا شعرت بدفئ شديد ينبعث منهما خبأت الغلاف جيداً  . وبهذه الطريقة لم تأخذه أمي مني .

البَالرينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن