٧

99K 2.8K 330
                                    

~ قد يخذلك البعض

تاركين ما فعلوا بنا

جروح لها ندبات

علامات لم ولن يمحوها الزمن ~


قاد آدم السيارة بجنون وصوت بكائها يغضبه أكثر وأكثر وذعرها قد سيطر عليها بالكامل فهي قد خالفته ولم يستطع أحد قبلها أن يفعل ذلك، دخن سجائرة بشراهة وملامح شيطانية تكسوه، بل هو بالفعل الشيطان نفسه. لم تقوى شيرين على منع دموعها ولكنها لاحظت طول الطريق عن المعتاد ورعبها ازداد فهي بعمرها لم تكن تتصور أنها ستتعرض لموقف مشابه لمجرد أنها ستعمل مع آدم رأفت

"أنت واخدني على فين؟" همست مرتعبة وسط بكائها الشديد

لم يجيبها ولم ينظر إليها وكأنها لم تتكلم نهائياً وبعد حوالي عشرة دقائق قد توقف لتسمع هي صوت زئير مكابح السيارة لتفزعها أكثر ثم توجه خارج السيارة يؤججه الغضب ليندلع بعروقه ثم جذبها من ذراعها ليفتح بوابة مقبرة خاصة ثم القى بها على الأرض لتسقط هي وتتعالى شهقاتها ولكن لم يكترث بها ليأتي ثم يحكم قبضة يده على شعرها الفاحم المبعثر

"بصي كده كويس للقبر ده، دي أول واحدة خالفتني وسابتني ونفذت اللي في دماغها من ورايا" جذبها يميناً قليلاً ممسكاً بشعرها حول يده "وبصي كده دي تاني واحدة بردو نفذت اللي في دماغها وأنا حاطتها بإيدي هنا"صرخ بها جاذباً أياها مرة أخرى

"آه.. كفاية حرام عليك" صرخت لتتأوه وكادت أن يغشى عليها

"أما بقا ديه فدي أوسخ واحدة فيهم، أنا قتلتها بنفسي وحاطتها بإيدي هنا" ترك شعرها ثم نزل على ركبتاه ليواجهها ممسكاً بذراعيها بقوة لتنظر بعينيه التي قد رآت بهما لهيب جهنم نفسها "ورحمة أبويا لو ما اتعدلتي معايا لأدفنك هنا جنبهم بإيدي، أنا كنت فاكر إن الدور على ميار بس شكلك كده هتسبقيها، عارفة ليه؟ عشان كلكوا شبه بعض، كل واحدة واطية فيكو عايزة تعمل اللي في دماغها وبس، أنا مش لعبة فإيد شوية نسوان أنـ.." صرخ بها مدوياً بصوته الرخيم ولم يوقفه عن كلامه إلا جسدها يرتجف هيستيرياً لتفقد الوعي بعدها.

لم يصدق للحظة كل ما حدث، منذ جلوسه بمكتبه إلي أن نزل على ركبتاه وهو ممسك بها "يلعن أبو الستات على أبو معرفتهم!" صاح غاضباً ليحملها للسيارة ثم لمنزله واستدعى طبيباً ليتأكد أنها لم يحدث لها شيئاً.

جلس بجانبها وكأساً بيده يتجرع منه في نهم نافثاً دخانه بهدوء ليكون حوله هالة عظيمة تزداد وتزداد وكأنها لن تتوقف أبداً ثم حدث نفسه مُفكراً

ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن