٣٧

80.8K 2.2K 242
                                    

لماذا حظهم عثر دائماً هكذا؟ وكأنما القدر يجبر كليهما على ألا يرى أحد منهما الآخر؟ إلي أين ذهب هو؟ ألم يكفيه كل تلك السنوات من الفراق والإبتعاد؟ لماذا لم تجده بمنزله؟ 

لم تعد تريد أن تتركه أو أن تبتعد عنه بعد الآن.. إذا لم يكن متواجداً اليوم ستأتي له بالغد، وإن لم يكن متواجداً غداً ستأتي له بعد الغد، ستأتي له كل يوم وستحاول مرة واثنان وآلف حتى تقص عليه كل ما حدث، لن تتركه مرة أخرى أبداً.

توجهت واستقلت سيارتها بعدما منعها الأمن بعدم الدخول لأنه ليس متواجداً بمنزله وبداخلها قد توهج شعاع أمل بسيط كي تعود له مرة أخرى وقررت ألا تستسلم مهما حدث فهي ستأتي غداً أيضاً.




"مش كفايانا نوم لغاية كده؟.." همس آدم وهو لازال يتفقد ملامحها المحببة لقلبة وهي تتوسد صدره محاوطاً اياها بذراعه

"آدم!" همست بخفوت

"على قد ما أنا ما مضايق إني صحيتك وأنا كنت عمال أبص للجميلة دي اللي في حضني بس خلاص الطيارة هتنزل، اقعدي بقا كويس وجهزي نفسك" أخبرها ثم أقترب منها مقبلاً جبينها

"ايه ده بجد قربنا نوصل؟ أنا محستش بالوقت" صاحت بنعاس واضح

"من الواضح إن مراتي كسولة" اخبرها ليحاول العبث معها كي يستفزها قليلاً

"أنا مش كسولة.. أنا اللي اتجوزت راجل عنيد ومتحكم زيادة عن اللزوم ومسابليش فرصة أنام من يومين" تململت في كرسيها وأحكمت ربط الحزام أستعداداً للهبوط "وليه اصلاً كان لازم نرجع النهاردة؟" تعجبت شيرين لتحصل منه على صمت تام فشعرت أن هناك شيئاً ما خاصة وأنه أشاح بوجهه بعيداً وهناك لمحة من البرود ظهرت به.

"آدم هتقولي فيه ايه ولا لأ؟" تسائلت بقلق واضح

"هتعرفي كل حاجة لما نرجع" أجابها بإقتضاب ثم أطبق بيده على يدها بقوة فتعجبت لفعلته، تصرفاته الحادة بهذه الطريقة تدل على أن هناك أمراً هاماً وإلا لما عاد بتلك السرعة فأمتثلت الصمت فهي متأكدة أنها ستعلم عاجلاً أم آجلاً.

أنتهى كل شيء بسرعة بالرغم من عقل شيرين الذي أججه القلق والتفكير بسبب عودة آدم المفاجأة فهي لم تتوقع أنهما سيعودا بهذه السرعة، حتى تصرفاته ونظراته عادت للغموض والبرود مرة أخرى، لابد أن هناك شيئاً ما ولكنها لا تريد أن تتجادل الآن.

ما إن وصلا منزله وهنئهما كلاً من فاطمة وزوجها إبراهيم توجهت للأعلى لغرفتها القديمة التي اعتادت أن تمكث بها حتى تبدل ملابسها بعد أن تستحم وما إن أوشكت على الدخول حتى أوقفها صوته "رايحة فين يا شيرين؟!" صاح متسائلاً وغابت المشاعر بنبرته فابتلعت بصعوبة ثم التفتت له لتجد تلك الوقفة التي عهدتها دائماً، نفس الغرور، ذلك الزهو، وكأن لم يتغير شيئاً به.

ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن