١٣

102K 2.7K 186
                                    

لم يستطع آدم إلا أن ينظر إليها عاقداً حاجباه بقلق وخوف.. لم تدرك هي لماذا هو بجانبها ولماذا ينظر لها هكذا؟ شعرت بألم جسيم وصداع كاد أن يفتك برأسها، فقط أوجاعها الجسدية تسيطر عليها وكل ما تريده أن تراه بعيداً عنها.

"قولتلك ابعد عني.. أنا لا عايزة أشوف وشك ولا عايزة لساني يخاطب لسانك.. أطلع بره لو سمحت" صاحت شيرين متغلبة على آلامها لتبكي بهيستيرية ولم يستطع آدم أن ينطق بحرف واحد وتضاعف قلقه عليها ليراها هكذا ليس كالسابق فهي لا تبكي بسبب أحد غيره هو فنهض ذاهباً لينادي أي طبيب أو ممرضة ليطمئن على حالتها فهو لن يسامح نفسه إذا ساءت حالتها أو تدهورت بسبب بكائها.

"دكتور. عايز زفت دكتور" صرخ بعلو صوته غاضباً ليرتعب من حوله جميعاً من العاملين بالمشفى ويذهبوا خلفه لغرفتها.

خلل آدم شعره بغضب وتعالت أنفاسه من القلق منتظراً خارج الغرفة خوفاً من أن يكون هو السبب لإنهيارها هذا "أنا السبب في كل اللي أنا فيه ده عشان غبي ومتخلف!! بس ورحمة أبويا لا ترجعي كويسة وهترجعيلي ومش هتسبيني يا شيرين!! وحتى لو عملتي ايه ولو رسيت إني أغصبك تفضلي معايا هاعملها" فكر وقد فقد القدرة على الإنتظار وما إن قرر الدخول حتى خرج الطبيب ومعه ممرضة ليتساءل "مالها؟ هي كويسة؟"

"هي كويسة والحمد لله عدينا مرحلة الخطر، بس ده مجرد تأثير الغيبوبة أمر طبيعي متقلقش حضرتك، أعصابها هتكون مشوشة ومشدودة شوية الفترة دي، وكمان عشان كدمات دماغها بسبب الحادثة، احنا اديناها مهدئ ومسكنا ت كمان، بس لو سمحت محدش يعرضها لأي حاجة تثير أعصابها أو تضايقها لغاية ما تعدي الأربعة وعشرين ساعة دي"

"تمام" همس بصوت خافت وقد علم أنه السبب كي تثير أعصابها ولكن لم يستطع أن يبتعد عنها وفكر كثيراً قبل أن يدخل لها وحاول أن يهدأ من نفسه ويستعيد سيطرته على أعصابه وهو يجوب أمام الغرفة برواق المشفى ذهاباً ومجيئاً وبعد حوالي ربع ساعة طرق الباب بخفة ثم دخل عليها ليرى ملامحها تتغير من مجرد إلتقاء أعينهما.

"ابعـ..."

"مش هنتخانق متخفيش" قاطعها بصوت هادىء رافعاً يداه مستسلماً ليراها هدأت قليلاً ثم نظرت متفحصاه بغضب "مش هانتكلم ولا هقولك حاجة خالص.. هاقعد جنبك ساكت" استكمل ليجلس على كرسياً بالقرب من سريرها

"أنت ايه مبتفهمش؟! قولتلك مش عايزة أشوف وشك تاني، مش عايزاك جنبي ولا طايقة أسمع صوتك وحتى وجودك في أي حتة قريبة مني بتنرفزني" همست بحزم وإشمئزاز "مش كفاية اللي حصلي بسببك.. عجبك مش كده؟ ربنا يريحك مني بالمرة وتشوفني ميتــ..."

"مش أنا قولتلك متقوليش كده تاني؟!" صرخ بها مقاطعاً اياها لتنظر بعيداً عنه وكأن صراخه وغضبه لن يؤثرا بها بعد الآن

"يا سلام! على أساس إن هيفرق معاك تشوفني ميتة ولا لأ؟" سألته بتهكم ولكن لم تحصل على جواباً سوى غضب تلك الرماديتان "اخرج بره ومتجيش هنا تاني بقا!" همست بوهن بينما ساد الصمت فترة.

ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن