٢٤

79.9K 2.1K 284
                                    

"بتعملي ايه بس يا غبية أنتي!!" تمتم آدم في ثم لحق بها حتى يساعدها فقام برص المراجع ثم ناولها أياها متحاشياً أن ينظر لها

" I really shouldn't carry all of these books by myself, Thank you" شكرته شيرين وهو متحاشياً أن تتعرف عليه أو أن ينظر لها وهو متشحاً ومحاولاً أن يخفي ملامحة

هز رأسه لها كإجابة على ثناءها عاقداً حاجبيه ولكن ما إن نظرت له وتقابلت أعينهما رأى الخوف والصدمة بعيناها كأنما تعرفت عليه على الفور وتوقف الزمن للحظة، وبالرغم من أنه لا يريد أن يكون أول لقاء لهما هكذا بعد كل تلك المدة لم يستطع الحراك ولا هي أيضاً، نظرت له بلهفة، افترقت شفتاها من الدهشة، اشتاقت رماديتاه لعسليتاها البريئتان، لم يقدر على أن يغادر، فكرت أن تنزع عنه ذلك الوشاح حتى تتبين هل هو آدم رأفت حقاً أم لا؟!، ظل متجمداً لثوانٍ ولكن بعدها شعر أن شيرين ستقول شيئاً لذا فر من أمامها مسرعاً وتركها فصعدت منزلها وكادت أن تفقد عقلها من كثرة التفكير بأنه الذي ساعدها للتو ربما يكون آدم!

"ازاي فيه حد في الدنيا دي عنيه زي عيونه بالظبط؟ أنا عارفة العيون دي اللي ياما فضلت متنحة فيهم!، أنا عمري ما هغلط فيهم أبداً، ده فعلاً زي ما يكون هو!! وبعدين هو ليه مشي كده بسرعة؟ ممكن يكون آدم فعلاً؟!" تسائلت بعقلها ولكنها فجأة ارتبكت ولم تستطع مجرد تخيل الأمر!

"هو ممكن يكون عرف أنا فين وعرف يوصلي؟! بس لأ، ده لو هو آدم مكنش هيستنى وكان هيتعصب وجنانه هيشتغل، وكان بقا فضل يقول هتلاجعي غصب عنك.. ولا يكونش أنا فاهمة غلط من كتر ما بفكر فيه؟! يمكن عشان اللي ساعدني ده عينيه شبه عيون آدم دماغي فضلت تودي وتجيب وأفتكرت إنه هو! أصلاً هو كمان صعب يتغير كده فجأة ويبقا بيساعد اي حد معدي في الشارع، أكيد واحد بجنانه ده مش هيتغير أبداً.. أكيد مكنش هو وأنا بس اللي مزوداها حبتين.. أكيد ده مجرد شخص عادي وحب يساعدني وعينيه بس شبه عين آدم.. أكيد كل اللي بيحصلي ده عشان بس بفكر فيه كتير وهو وحشني اوي.. يوووه بقا أنا مش عارفة أفكر في حاجة!"

ظلت هكذا طوال الليلة تفكر بما حدث وبالرغم من خططها لأن تنجز الكثير بعد أن تعود من الجامعة لم تستطع التركيز سوى في تلك الثوان، فغداً عطلتها الأسبوعية وبعد أن وضعت كل شيء ونظمته كي تبدأ به أمامها لم تستطع أن تنجز أياً من أشياءها وكان كل ما يدور بعقلها ماذا لو كان هو؟

"بقا كده يبقا بيني وبينك أقل من متر واحد ومقدرش أقولك كلمة، مقدرتش اخدك في حضني ومسيبكيش تمشي تاني، ابقا قريب اوي منك ومقدرش ابوسك، شعرك اللي بيجنني يبقى قدامي وكتفت ايدي عشان ملمسهوش وسيبتك ومشيت!!.. أنا ابقا عيل لو اتفقت تاني مع زينة على حاجة، ليه سيبتها تمشي؟ مش كفاية كل الوقت اللي استنيتها فيه وكنت بعيد عنها؟"

تذكر لما لم يتحدث لها بينما يخلل شعره بعصبية وغضب ولم يشعر بنفسه عندما نظر لثلاث زجاجات فارغة تماماً بجانبه على الأرض "غبي وحيوان!!" تمتم بينما تبسم بمرارة "عمرك ما هتتغير يا آدم يا رأفت إلا ليها وقدامها وبس!"

ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن