٣٦

75.5K 2.1K 258
                                    

لم تُصدق أنه يطلب أن يتزوجها، تشعر وكأنها بحلم، كم تمنت أن يتوقف الوقت بهما، لا تريد شيئاً أكثر، تذكرت ذلك الرجل الذي دلفت مكتبه وهي آبية أن تعمل معه، تذكرت كل وقت كان به قاسياً، تذكرت ذلك البارد المغرور، تذكرت وقاحته وجفاءه، ثم تذكرت تلك المرات التي تركته بها لتجده يبحث عنها، تذكرت أيامهما معاً بلندن واسكتلندا، تذكرت منذ أن عادت له وبقيت معه ليأججها غيرة .

الآن يجثو أمامها، يسألها أن تتزوجه، أن تشاركه بحياته، أن تمتلك قلبه، أعترف بأنها روضته، تذكرت كلام حبيبة لها يوماً ما بأن تروض ذلك الشرس لتجده يُصبح حنوناً، مُحباً، تغير ليُدهش قلبها الذي خفق بجنون كلما رآته..

ظلت تنهمر دموعها، لا تستطيع أن تتحدث، عقلها يصرخ بنعم، أقبل أن أكون لك وحدك، أقبل أن تكون زوجي حتى يفرقنا الموت، أقبل أن أنام كل ليلة لأستمع لضربات قلبك الذي احتواني، أقبل أن أكون بجانب الإنسان الوحيد الذي أشعر بالأمان معه، أقبل أن تكون آخر قطرة دماء ينبضها قلبي لأخبرك أنني أحبك..

"شيرين.. أنا بلعب رياضة كويس بس فعلاً ركبتي بدأت توجعني.. تقبلي تتجوزيني؟!" أخبرها لتبتسم بسعادة وسط دموع الفرحة بينما أومأت له، حاولت أن تقول نعم ولكن لسانها لم يكن حليفها.

"اف.. افتكرت انك ممكن ترفضي" تمتم بينما أحتضنها وكانت تلك الإماءة له ككنز وجده بعد أن بحث عنه لعمرٍ بأكمله.

"كفاية بقا احضان ورومانسية، قدامكوا سنين بحالها ابقوا احضنوا بعض فيها.." سمعت صوت حبية من خلفها تتحدث لتتسع عيناها في دهشة وتلتفت لها لتندهش أكثر بحضور يوسف وزينة.

"ايه ده.. ازاي أصلاً.. أنتم" تلعثمت من دهشتها لتحتضنها حبيبة بلهفة

"مبروك يا شيري يا حبيبتي.." أخبرتها بحب ثم تمتمت في أذنها "متأكدة أن آدم معندوش أخ كده ولا كده مستخبي في حتة؟" وما إن سمعتها شيرين حتى تعالت ضحكاتهما معاً ليتعجب آدم ثم أمسك بيدها

"شيرين.. Congrats" أحتضنتها زينة لتهنئها "وأخيراً، أنا كنت فاكراه هيستنى عشر سنين كمان عشان يتقدملك" أخبرتها لتتعالى ضحكاتهم جميعاً ثم أحتضنت آدم لتهنئه

"مبروك يا شيري.. مبروك يا آدم" تبسم يوسف وهو يهنئهما

"أنتم جيتوا امتى؟ مين اللي قالكوا أصلاً؟" تعجبت بدهشة لتعقد حبيبة ذراعيها

"ابو عيون رمادي ده حب يعملهالك مفاجأة، احنا هنا من يومين.. ودلوقتي بقا أنا هموت وأنام" صاحت ليبتسم آدم لطريقة حبيبة بينما تبادل يوسف وزينة نظرات الإعجاب التي لاحظتها شيرين في صمت وتلك الإبتسامة التي لم تفارق ثغرها لتعلم أن هناك قصة أخرى على وشك البدأ

"هو أنتي ليه كده بتخربي كل حاجة حلوة، أنتي مش هتتغيري بقا" صاح يوسف ليضحكا جميعاً ثم توجها للمكوث بالفندق

ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن