١٨

88K 2.2K 121
                                    


ظل يتفحصها وهو يُفكر كيف أستطاع أن يتحمل فراقها عنه لتلك الأشهر؟ كيف أستطاعت هي أن تحرمه من هواءه الذي يتنفسه بسهولة كلما كان بالقرب منها؟ تمنى أن يهرول نحوها ويحتضنها لباقي حياته.. أن يتذوق هاتان الشفتان مرة أخرى..أن يرى منها أي ردة فعل كي يشعر أنها أشتاقت له أيضاً هي الأخرى.

"ده جي يعمل ايه هنا ده؟ عايز يبوظلي شغلي هنا كمان؟ وهو ليه شكله عامل كده؟ شاكله خاسس اوي!! بس زي ما هو مبيتغيرش، نفس الغرور والثقة بالنفس، عمرك يا آدم ما هتتغير!"

شردت تماماً في وجهه ولم تشعر بما حولها ولا حتى لاحظت أن دكتور أسامة يتواجد معهما بنفس الغرفة، افتقدت رائحته المنعشة الممتزجة بالنعناع وقد أشتاقت لرماديتاه التي عذبتها لليالِ.

"آنسة شيرين؟ سمعتيني؟" سألها بغروره المعتاد ليفيقها من شرودها وهو يمد يده لها كي يصافحها.

"ايه.. كنت.. أنت.. هنا.." تلعثمت وفقدت القدرة على أن تستجمع الكلام كي تكون جملة مفيدة لتراه يمسك يدها كي تصافحه

"آدم عرفني إنك كنتي بتشتغلي معاه! طبعاً الكل يعرف ده.. ولكن بيقول أنك ذكية وشغلك معاه مكنش فيه غلطة!" جاءها صوت دكتور أسامه كي تنبه على يدها بكفه كي تجذبها بعيداً

"آه، ايوة.. أنا كنت بشتغل معاه.. صح.. شكراً يا Mr آدم"

"هو بيقول الحقيقة عموماً" صاح دكتور أسامة "شيرين من أحسن تلاميذي هي ذكية ونبيهه جداً"

أومأ آدم برأسه بغروره المعتاد ثم لم يفعل شيئاً غير تفحصه الدائم لشيرين! لم يعجبها نظرته المتفحصة لها بالرغم من إشتياقها له ولكن ما يفعله لا يليق بالموقف فشعرت بالإحراج خاصةً عندما ساد الصمت

"ويا ترى الزيارة السعيدة المفاجأة دي ليه؟" سألت شيرين بإبتسامة مزيفة وقد علم آدم تماماً أنها تتهكم

"أنا اتفقت مع آدم أنه هيلقى ندوة هنا في الجامعة..."

"ندوة ايه؟! ملقتوش غير آدم رأفت؟ ده يعني اللي مثل أعلى عشان يكون قدوة مثلاً ويدي ندوة!!" صاحت شيرين لتقاطعه وقد تملكها الغضب

"شيرين!!" همس بغضب متفاجئاً من قولها ليدنو منها خافضاً صوته "الراجل ضيف في مكتبي ازاي تتكلمي قدامه كده؟" سألها وقد شعر بالحرج "أنا بعتذرلك يا آدم هي أكيد متقصدش.. هي بس.. مرهقة وتعبانة شوية اليومين دول ومش مركزة" حمحم بخجل محاولاً أن يُصلح الموقف

"بجد؟" سأل ببرود وجفاء ليتفحصها مجدداً ولكنه من داخله كاد أن يدفع عمره ليعلم عنها أي شيء بماذا تشعر؟ هل أثر غيابه بها؟ هل عانت مثله؟ هل أشتاقت له مثل ما كاد الاشتياق أن يقتله؟

"معلش بس تقصد ايه بسؤالك؟" تعجب دكتور أسامة

"مفيش مفيش" هز رأسه بإنكار كمن لا يكترث ولكنه على وشك الإنفجار من ما قالته

ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن