كانت تنام في فراشها مثل الملاك عندما دخلت عليها تلك السيدة الزينة وفتحت الشباك لتدخل أشعة الشمس إلي الغرفة لترسم خيوطا من النور في أرجاءها وهي تقول :
-اصحي بقي يا بوسي الساعة بقت 2 أنا مش عارفه هتصحي أمتي يعني؟
لترد من كانت نائمة بالفراش وهي مغمضة العينين
-حرام عليكي يا دادة سيبيني نايمة شوية
- اصحي يا حبيبتي بابي مستنيكي تحت عايز يسلم عليكي قبل ما يسافر
- مش مهم بقي يا دادة يوووه- بقي كده ؟ طيب أنا هنزل أقوله وأنتي بقي حرة
فتقوم لتجلس في الفراش بشعرها المتناثر بعشوائية علي وجهها وهي تقول :
لا خلاص نازلة عارفه بابي هيزعللتقترب منها المربية وتقبلها وهي تقول :
يلا يا قمر يا جميل أنا حضرتلك هدومك ادخلي خدي الشاور بتاعك والبسي وأنا هقول لبابي أنك نازلة حالا-أوكي دادة
وتدخل إلي الحمام وتنزل المربيه ذلك الدرج المؤدي إلى هذا البهو الرائع الذي ينم عن الفخامة والرقي وتدخل غرفة بها مكتب وثير يجلس خلفه رجل يبدو عليه الوقار وقد نمت على استحياء بعض الشعيرات البيضاء برأسه وقد أنزل نظارته الطبيه قليلاً عن عينيه وهو ينظر في الأوراق أمامه
تحدثت بأدب قائلة :- بوسي صحيت يا فندم ونازلة لحضرتك حالا
رفع وجهه عن الأوراق قائلاً :
ماشي يا دادة مش هوصيكي عليها وأنا مسافر ولو حصل أي حاجة تبلغيني علطول
- تحت أمرك يا فندم
- روحي قولي لعم حسين يجهز العربية
- حاضر يا فندم*****************
شكري وهو يحتضن ابنته :
- خلي بالك من نفسك يا بوسي
- حاضر يا بابي
- ومتغلبيش دادة
- اوكي يا بابي متخافش
ثم يعطيها قبلة على جبينها ويركب السيارة وهو يوجه حديثه لحسين السائق:
- يلا يا حسين علي المطار
تدخل بوسي إلى الفيلا وهي تعبث في خصلات شعرها المنسدلة وتصبح :
- يا دادة هاتيلي التليفون
فتأتي المربية به مهرولة وهي تقول :
- اتفضلي يا ستي التليفون اهوه
- مرسي يا دادة يا قمر
- ههههه ماشي يا بكاشة
تضغط بوسي وهي جالسه على الأريكة علي بعض أزرار هاتفها ؛ ثم ترفعه إلى أذنها وتقول بدلال:
- صباح الخير يا روحي
ليأتيها الصوت من الطرف الآخر:
- حبيبة قلبي وحشتيني من امبارح
- وأنت كمان يا تامر وحشتني أوي
- طيب ماتيجي
- أنت فين؟
- أنا في البيت ورايح النادي دلوقتي يلا تعالي واقابلك هناك
- اوكي تمام يا حبي سلام
***************
المربية:
- إنتي خارجه يا بوسي ؟
- ايوه يا دادة
- طيب خلي بالك من نفسك يا حبيبتي
- عيوني يا دادة سلام
لتخرج من الفيلا لتركب سيارتها لم تكد تغلق بابها فإذا بها تسمع صوت يقول :
- أنسه بوسي
فتنظر خارجها لتري أحمد ابن حسين السائق فتقول بلامبالاة:
- أيوة يا أحمد في حاجة؟
أحمد بقليل من الارتباك
- أنا أنا....... كنت عايز بس أقول لحضرتك لو محتاجه اي حاجه اعملهالك
- لا شكراً يا أحمد
وتنطلق بالسيارة وهي تقول:
ماله ده؟
وتنطلق مسرعة بسيارتها؛ أما هو فظل ماكثا في مكانه كالتمثال ينظر لها بحب وهو يقول في نفسه
- فوق يا أحمد من الوهم اللي أنت عايش فيه
ثم يزفر بأسي ويعود إلي تلك الغرفة التي تقع بالحديقة المرفقة بالفيلا التي يقطنها مع والده
