الفصل الثالث عشر

4.9K 187 3
                                    


********************
مثل كل صباح يرتدى ملابسه ليذهب إلى عمله , لم يلتقى بها منذ ليلة أمس عندما تركها وغادر المنزل لينهى حديثه معها بكلماته الحادة وبأمرها بتنفيذ ما يمليه عليها دون نقاش
كان يعلم أنها لن تستسلم بسهولة , وأن المعركة بينهم لم تنتهى ولكن كان عليه أن يتوسم بالصبر والمثابرة وقوة التحمل
لكنه لم يتخيل أبداً ما فعلته تلك القطة المشاكسة
فقد كان فى إجتماعه مع مدراء الشركة , وكان جميع الموظفين على مكاتبهم منشغلون بالأوراق أمامهم
حينما إنتبهوا جميعاً لهذا الصوت المنتظم لقرعات كعب حذاءها وهى تمر أمامهم متوجهة إلى غرفة زوجها
كان أثر عطرها فقط قادر على إفتان العشرات , كانت تمشى غير مبالية بقلوبهم التى تركت صدورهم وراحت تركض خلفها , ولا بأعينهم التى تأكلها
سحرتهم جميعاً النساء قبل الرجال بثوبها الأحمر الخلاب الذى يكشف عن ساقيها لتشق الطريق بكبرياء أنثى تعلم مدى قوة تأثيرها عن من حولها
إستقامت تلك الفتاة النحيلة من على مقعدها وهى تنظر لها فى ذهول , لم تكد تتحدث حتى باغتتها بوسى قائلة باستعلاء :

- الاستاذ حسام موجود ؟

ردت الفتاة وهى لازالت على دهشتها قائلة :

- موجود , بس عنده إجتماع

قالت وهى تهم بالدخول إليه :

- اوكى

إعترضت الفتاة طريقها وهى تقول :

- يا فندم مينفعش , قلت لحضرتك عنده إجتماع

قالت دون أن تهتز لها شعرة :

- انا مدام بوسى صاحبة الشركة

وتركتها تائهة فى حروف كلماتها ودخلت الغرفة
نظر الجميع إلى من يدخل عليهم الإجتماع هكذا دون إستئذان
صدم حسام لرؤيته إياها أمامه داخل الشركة , وكاد أن يفقد عقله من شكل ملابسها
إستوعب الأمر سريعاً , وأصرف الحاضرين
أما هى فجلست فى ترفع على المقعد المقابل لمكتبه وهى تضع قدماً فوق أخرى غير مبالية بالشرر الذى يتطاير من عينيه
قال وهو فى قمة غضبه وهو يضغط على حروف كلماته :

- اية بدلة الرقص اللى انتى لبساها دى ؟

خفضت رأسها لتنظر إلى ثوبها وقالت بسخرية :

- دة فستان يا حسام مش بدلة رقص

قال وهو يجمع أشياءه من على المكتب ليهم بمغادرة المكان :

- اطلعى قودامى دلوقتى حالاً عشان هنروح

لم تتحرك وقالت ببرود :

- بس انا لسة جاية ومش عايزة امشى دلوقتى

إنحنى على مقعها وهو يقول بحدة ونبرة لم تختبرها منه مسبقاً :

- سمعتى انا قلت اية ؟

أفزعتها نبرته , وألهبت وجهها تلك النار التى تخرج من أنفاسه
حاولت أن لا تظهر خوفها أمامه , قامت وعدلت من خصلات شعرها بطريقة متكبرة ومشت أمامه بقلب يرجف وخطوات كادت أن تكون متعثرة لولا أنها حاولت أن تثبت أمام هجومه
كان يحاول أن يبعد بصره عن الموظفين حوله حتى لا يرى أنظارهم المصوبة نحو زوجته
أما هى فرغم خوفها منه لكنها حينما وصلت إلى الجراج إستدارت بتجبر مصطنع قائلة :

رواية قطة مدللةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن