الفصل الثامن الجزء الثاني

5K 210 2
                                    

ياريت لو عجبكوا تعملوا ڤوووت ⁦♥️⁩⁦♥️⁩💋

*********************

لم تستطع وضع أى شئ داخل فمها رغم محاولات أحمد الكثيرة لجعلها تأكل أى شئ إلى أن إنتهى به الأمر لجمع الطعام دون أن يأكل هو الأخر
قالت له وهى تنظر حولها فى تلك الغرفة التى سجنت بداخلها معه :

- هو مفيش هنا حمام ؟

رد وهو يزيح تلك الستارة التى إعتقدت هى أن خلفها شباك :

- الحمام أهوه

نظرت إلى الداخل فوجدت حماماً متواضعاً جدا يكاد يكون بدائى ولا يعزله عن الغرفة سوى تلك الستارة
رأى على وجهها تعبير الإشمئزاز
فقال ببعض الحرج :

- معلش هو مش حلو اوى بس يقضى الغرض

نظرت له بدهشة ممزوجة بالإحتقار وهى تشير إلى ذلك الذى يطلق عليه حماماً :

- وانا هدخل ازاى وهو من غير باب كدة ؟

رد سريعاً :

- متخافيش الستارة مش بتبين اللى وراها

- مش هينفع , لازم تخرج من الاوضة عشان اعرف ادخله

نظر لها فى حيرة ثم قال :

- تمام هستنى برة عشان تبقى براحتك

تابعته بعينيها إلى أن خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه
دلفت إلى ذلك الجزء ونظرت له بإشمئزاز , وهى تقول فى نفسها :

- انا استحالة استخدم الشئ دة

وبدأت ترفع نظرها علها تجد أى طاقة فيه تعينها على الهروب ولكنها لم تجد أى شئ فيه سوى قارورة من الزجاج فارغة وضعت فى أحد أركانه
لمعت فى رأسها فكرة , فأمسكتها وإتجهت بها إلى جانب الباب إستعداداً لدخول أحمد
ظلت هكذا فترة قليلة كان قلبها يخفق بشدة فها هى تلك الفتاة الرقيقة المدللة تخطط لدخول معركة مع ذلك المجنون الذى ينتظرها بالخارج
قطع تفكيرها صوته وهو يدلف إلى الغرفة ببطئ حتى يتأكد من إنتهاءها , وهى يقول :

- بوسى انتى خرجتى ؟

لم يسمع سوى صوت تكسر زجاج القارورة إثر إرتطامها برأسه , إستدار ليجدها تنظر له بفزع وهى ترتعش , ثم رأى ذلك اللون الأحمر الذى يسيل على وجهه , مسحه بكف يده وهو ينظر لها بغضب , إبتعدت عنه حتى تعثرت فى الزجاج المتناثر على الأرض , ثم أمسكت بقطعة مدببة منه ووقفت توجها نحوه وهى تقول بصوت مرتعش وقلب ينتفض رعباً :

- لو قربت منى هقتلك

إنتقل ببصره من وجهها إلى يدها الممدودة إليه بقطعة الزجاج , ثم رفع بصره مرة أخرى إلى وجهها , وهو يتقدم نحوها فى ثبات
هالها جموده وبدأت فى الرجوع إلى الخلف إلى أن إصطدمت فى الحائط وهو مستمر فى التقدم منها
أمسك بيدها الممدودة إليه وفتحها بقوة لينزع تلك القطعة الزجاحية التى تسببت فى جعل يدها تلطخت باللون الأحمر إثر تمسكها بها
ذهل عندما رأها هكذا
فأمسكها ودخل بها إلى الحمام وغسلها , وأخرجها منه وأجلسها على الفراش , وهى لا تشعر بأى شئ ترى أشياء تتحرك حولها وهى تنظر فى ذهول
كانت قطرات بسيطة من الدماء تنزل من رأسه , لكنه لم يرعهها أى إهتمام , كل ما كان يجول بخاطره هو بوسى وكيف له أن يكتم جرحها حتى يتوقف عن النزيف
أخذ يجول فى الغرفة فزعاً ليجد ما يكتم به جرحها , فلم يجد , فخلع قميصه وقطع منه جزءاً ولف به يدها بعناية , وهى مستسلمة تماماً
توقف النزيف , تنهد ببعض الراحة ومد يده يمسح قطرات الدم من على وجهه , وإنحنى على يدها المجروحة يقبلها وبعض العبرات تتوق للخروج من عينيه
لم تشعر بنفسها إلى وهى تميل رأسها مستسلمة لذلك الخدر الذى بدأ يسرى فى جسدها , وأغمضت عينها
عدل من وضعها على الفراش بهدوء , إلا أن تلك العبرة التى نزلت على وجهها جعلتها تفتح عينها قليلاً لتلمح وجهه المغطى بالدموع , ثم أغلقتهما مرة أخرى دون إرادتها

***************
وضع الهاتف أمامه على الطاولة وهو فى قمة الدهشة الممزوجة بالقلق
وهو يقول فى نفسه :

- معقول اللى بتقوله شيرى دة ؟ يعنى هتكون راحت فين ؟

ثم فُزع وهو يستطرد :

- يارب تكون بخير

وأكمل أفكاره تلك وهو يحاول سبر أغوار نفسه :

- وانت قلقان عليها كدة ليه ؟ ما هى لو كانت وصلت الحفلة كنت بعتها لشيرى عشان متفضحش نفسك

- بس انا بجد قلقان عليها

- انت ندل كنت هتبعها عشان تشترى وساختك

- انا فعلاً ندل وجبان , بس بحبها , ايوة بحبها

ثم تجرع ما تبقى فى كأسه من ذلك المشروب دفعة واحدة
وهو يهدأ من ضربات قلبه التى فزعت لأجلها

***************

أطاح بتلك المزهرية بيده لتستقر بالمرآة أمامه وهو يصيح هائجاً فلكم إشتاق لإحتوائها بين ذراعيه إنها ليست مجرد رغبة بل إشتياق
لتلك التى سلبت عقله قبل قلبه
لماذا يعانده القدر ؟ لماذا لم تسنح له الفرصة ليفوز بمن سكنت قلبه ؟
ولكنه سيجعل شيرى تدفع ثمن إبعادها عنه

**************

جلس بجانبها ينظر لها بأسى لفترة إلى أن إستطاع السيطرة على دموعه , ثم قام وغسل جرحه الذى كان بسيطاً مقارنةً بجرحها
وجلس على ذلك البساط أرضاً وعيناه معلقة بمن سلبت عقله وجعلته كالأخرق حتى وصل بهم الحال إلى ذلك الحد

*************

كان كالمجنون يجوب الشوارع بلا وجهه معينة بعد أن فشل فى معرفة أى معلومة تفيده من المربية
كان قلبه يخفق ألماً وفزعاً عليها فقد إتضح له أن الأمر خرج من نطاق معاندتها له وربما تكون فى خطر الآن
قطع حبل أفكاره صوت أذان الفجر , فذهب إلى أقرب مسجد , وصلى وأخذ يدعى ربه كثيراً أن يحميها ويردها إلى بيتها سالمة
ترجل متجه إلى سيارته مرة أخرى وهو لا يرى أمامه أى وجه , أو إلى أين سوف يأخذه الطريق لبحثه عنها ؟
لا يعرف لما قفزت أمامه صورتها وهى طفلة صغيرة حينما جرح أحد أصابعها وكان يداويها وهى تبكى بحرقة فما كان منه إلا أن إحتواها بين ذراعيه حتى هدأت ونامت فى حضنه
خفق قلبه بشدة فهو لازال يحبها كما كان منذ الصغر
فها هى تلك القلوب التى يقلبها الله كيف يشاء معلقة جميعاً ببوسى
التى لا تدرى أن جميعهم ( تامر – ياسر – أحمد – حسام ) الأن يبكى ألماً لها

نهاية الفصل 🚶
يارب يعجبكم⁦❤️⁩⁦❤️⁩

رواية قطة مدللةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن