سعادة روح

5.6K 204 43
                                    

يمنى تلك الجميلة التي وجدت الحب والعشق والامان بين ذراعي عمر الرجل العاشق الذي عشقها بعقله قبل قلبه وملكت عليه كيانه
رسما حياة جديدة ومسارا مختلفا بنيا صرحاً من العشق والوله والحب
--------------------------------------
تعالت صرخات يمنى من حجرة الولادة وعمر يقف بالخارج متوترا وقلقا بشكل هستيري
والده ووالدته يجلسان بهدوء يتطلعان اليه بتسلية ويتهامسان ضحكا على منظره
التفت اليهما قائلا بتوتر
-ماذا !!! لماذا تنظران إلي هكذا ؟
ابتسمت والدته بمرح وحب ووقفت لتلف ذراعيه حوله وتحتضنه الى صدرها الدافئ
- اهدا يا عمر انها بخير وهذه ليست تجربتك الاولى يا بُني
دفن عمر وجهه في عنق والدته بقلق يبحث عن الطمأنينة
- اعلم يا أمي ولكن مع يمنى اشعر بأنها المرة الاولى انني خائفٌ عليها جدا
رفع رأسه ووضع كفيه على كتفي والدته وقال
- كما تعرفين لقد اتعبها الحمل في الفترة الاخيرة ووترها لانها ليست معتادة على قلة الحركة
يمنى فراشة حرة يا أمي ملأت قلبي وحياتي بحبها وعشقها وحيويتها وشبابها
اقتربت الام من عمر واحتضنته بحنان
- عمر يا بني  هل تعلم بأنني في أروع حالات السعادة !
نظر عمر الى والدته في استغراب وقال وهو يغرز انامله في شعره  بحيرة
- لماذا يا  امي
ربتت امه على خده بحنان وكأنه طفل في العاشرة من عمره وقالت
- لم أراك بهذه السعادة وهذه الراحة منذ زمن بعيد  لقد ملأت الفرحة قلبك وعيناك تلمعان ببريق العشق كلما نظرت الى يمنى
اشعر بأن الله قد استجاب دعواتي في شكل هذه الفتاة التي ملأت روحك  زوجتك يمنى
ابتسم عمر برقة ومال على والدته يحتضنها قائلا
- انت محقة يا امي يمنى كانت حمامة السلام التي حطت على اغصان حياتي فغيرتها
تعالت صرخات مولود جديد من خلف باب حجرة الولادة  فنهض والد عمر وصفق بيديه بسعادة وهو يقول
- لقد شرفنا ولي العهد الصغير اخيرااا
ضحكتك والدة عمر على منظر الجد السعيد ومنظر الاب المذهول المتوتر وهو يترقب انفتاح الباب  بينه وبين  زوجته وابنه
وماهي الا لحظات حتى خرجت الممرضة تطمئنهم على سلامة يمنى والطفل
انتظر عمر بقلق صعود يمنى الى غرفتها في المشفى  وعندما ابلغوها انه يستطيع رؤيتها ركض بإتجاهها بلهفة وشوق
ليدخل الى تلك الحجرة الهادئة فيرى زوجته تجلس على سريرها مستنده الى ظهر السرير تحمل بين يديها طفلا كقطعة السكر ملفوفا برداء ابيضا جميل
رفعت يمنى رأسها لتلتقي نظرتها بنظرات زوجها الحبيب
ابتسمت له بخجل وهمست
- اقدم لك فارس  يا بابا عمر
اقترب عمر بهدوء وخلفه والدته ووالده والسعادة تتراقص على ملامحهما
مد عمر يديه الى الطفل ليحمله من بين يدي يمنى
احتضنه بهدوء وتوتر الى صدره 
كم هو صغير صغير جدا
لقد تذكر ابنه الاول وكم كان سعيدا بوجوده وكيف كان فراقه مريرا على قلبه
فتساقطت دموعه غزيرة وبدأ بالبكاء المختلط مابين الفرح والالم 
كان منظوه مؤلما امه واباه ويمنى يعلمان تماما كم عانا في فقدان ابنه الاول
لذا التزموا جميعا الصمت  وهم يشاهدون عمر يحتضن فارس ابنه الرضيع بحنان ويقبل جبينه وارنبة انفه بحب ووله
ثم رفع راسه لينظر الى حبيبته يمنى ويقترب منها ليجلس الى جانبها وهو يلف ذراعه حولها حاضنا لها ولابنه الصغير سويا
قبلها على جبينها بشغف وهمس لها
- شكرا شكرا حبيبتي على اجمل الهدايا  شكرا لانك حبيبتي وزوجتي وروحي شكرا لانك ام طفلي ام فارس عمر 
ابتسمت يمنى بخجل ودفنت وجهها في صدر زوجها  وفي داخلها تعلم يقينا ان ابواب الفرح في حياتها لن تُغلق ابدا  لانهما اخيرا وجدا بعضهما البعض  واصبحت الراقصة البكماء   راقصة في سماء عشق عمر 
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

الراقصة البكماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن