الفصل التاسع والعشرون

31.9K 1K 132
                                    

#الفصل_التاسع_والعشرون
#ملكة_على_عرش_الشيطان

لا تذهب ، لا تحضر ، لا تقترب ، لا تبتعد
لا تهجرني ، لا تلتصق بي ، لا تُضيعني ، لا تؤطرني
ولنطر معًا في خطين متوازيين
لا يلتقيان
ولكنهما أيضًا لا يفترقان...

صعد الدرج بـ خُطىٍ تكاد تكون ملحوظة بسبب إصابته إثر سقوطه فوق الأرض القاسية..إتكئ إلى الحاجز يلتقط أنفاسه ثم أكمل الصعود

أخرج مفاتيح شقته وفتح الباب ثم دلف ليتفاجئ بـ تلك التي إنطلقت توبخه دون ملاحظة حالته

-كُنت فين!..قلقتني يا قُصي...

وإلتفت قُصي..وليته لم يلتفت فما أن نظرت إليه وإلى جراحه حتى إنطلقت صرخة أفزعته ليركض إليها دون أن يأبه لـ الألم ثم كمم فمها وهمس بـ إستنكار

-بس يا رحمة مالك!..الله شوفتي عفريت؟
-أبعدت يده ثم تساءلت بـ خوف:إيه اللي عمل فيك كدا!...

إبتعد عنهت ثم توجه إلى الأريكة يرتمي بـ ثقلهِ عليها لتخرج أهه قوية من بين شفيته فـ أغمض عينيه قليلًا

توجهت إليه رحمة بـ عينين هلعتين تنظران إلى جراحه بـ رهبة لتجثو أمامه مُتساءلة بـ تلعثم

-هو..هو..إيه..اللي حصل..ولا إتخانقت..مع مين!
-إبتسم قُصي بـ سُخرية وقال:أنتِ متجوزة ظابط يا رحمة مش مكوجي...

تجاهلت سُخريته لتنهض مُتساءلة بـ قلق ظهر رُغمًا عنها بـ نبرتها المُرتجفة

-أنا هجبلك هدوم نضيفة وأجي أنضف جروحك...

تحركت عدة خطوات قبل أن تقف وتتراجع مُتساءلة بـ تشكك

-مش محتاج تروح المستشفى أحسن!
-إبتسم بـ تأوه قائلًا:لو كنت محتاج مستشفى كنت رحت..متقلقيش أنا كويس...

أومأت بـ تردد بعد أن نظرت إليه لعدة لحظات ثم ركضت إلى غُرفتهِ لتُحضر ثيابه وبعض المواد المُطهرة

عادت لتجده قد تجرد من ثيابه لتُخفض رأسها بـ خجل هامسة لنفسها بـ عتاب

-وبعدين بقى يا رحمة!..ما تثبتي كدا دا جوزك يعني مش حد غريب
-أنا فعلًا مش غريب..ما غريب إلا الشيطان يا رحومي...

وصلها صوته العابث لتشهق وهي تعي أن صوتها قد وصله..ضربت جبهتها بـ كف يدها ثم توجهت إليه مُخفضة الرأس غيرُ قادرة على مواجهته لذلك الموقف الذي وضعت نفسها به

حمقاء..همست بها لنفسها متى ستكف عن عادة الحديث وكأنها بـ مفردها فـ دائمًا ما يخونها لسانها وينطق بما لا تُحمد عُقباه

تنحنت بـ حرج ثم جثت أمامه وبدأت بـ مسح جسده الأول بـ الماء تُنظف الجروح من الأتربة ثم بدأت بـ تعقيمها

تأوه قُصي حينما إشتدت يدها فوق أحد الجروح المُؤلمة تقول بسرعة مُتداركة الأمر

-آسفة..آسفة مكنش قصدي
-تحسس مكان الجرح وقال:ولا يهمك..أنا اللي بقيت خرع من الركنة...

ملكة علي عرش الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن