04:00

5.3K 333 315
                                    

وقفَ تحتَ شرُوق شمسٍ ترتفِع لتوسِط كبدِ سماءٍ صافِية داعيًا، يلهجُ قلبهُ بالدُعاءِ مُنتظرًا نُورهُ الذِي سيجدُ من شرخهِ طريقًا، تهتزُ كلماتهُ لارتعاشِ صوتهِ وعينيهِ الزائِغة تُراقب القمرَ الراحِل.

"لم أُرد الكثير ولم أتطلَب، كتبتُ لكَ خطابًا بهِ أُمنية يتِيمة في الحادِية عشرَ ولمْ تُجِب، فلجأتُ إلَى الرابِعة ولكنكَ ها أنتَ تذهبْ! طلبتُ فقَط روحًا أسندُ عليهَا ثقلِي، تكُون الحُضن الذِي يسعُ مكنُوني وكتفًا يوارِي دمُوعي فلمَ لا ترُد؟"

لمَ كانَ مطلبُه صعبًا للقمَر؟ أهُو يائسٌ بنظرهِ لحدِ عدمِ الاستجابةِ إليهِ؟

سقطَ جاثيًا، وفِي حديقةٍ مهجُورة بقىَ مجُهولًا يبكِي ولا أحدَ معهُ يواسِيه ولا يحضنُ حُزنه.

لمْ يتحرَك، دمُوعه تساقطَت ولَم تكفْ حتَى بعدَ إحمِرار خديهِ راسمةً خطُوطها الحَارة، ينظرُ لكفيهِ المُتسخين من جذبِ العُشبِ، تنهدَ بثُقلٍ يضعُ بقاياهُ علَى الأرضِ عابسًا يعتذرُ:
"آسفٌ لإيلامكِ أيتُها الأرضْ، لكنِي منهكٌ لحدِ لومِ ما لَا ينطُق"

ضمْ ركبتيهِ يحدُ بصرهُ ببنطالهِ الأزرقُ شاردًا، غيرُ آبهٍ بنسيمِ الفجرِ الباردِ الذِي يضربُ هزل جسدِهِ الهَش.

"لماذَا تبكِي؟"

صوتٌ سألهُ وذِراعٌ دافئةٌ لمسَّته تهزُ يدهُ البارِدة، فرفعَ عينيهِ الدامِعة فرأى شابًا يصغرُه ينظرُ لهُ قلقًا وحُزنًا، ليسأَل ثانيةً:
"ما أبْكاك؟"

فتنهدْ مرةً أُخرى رادًا:
"أنا حزِينٌ، لمْ أجِد ما أبحثُ عنهُ"

"أحقًا؟ لكنكَ كبيرٌ لتبكِي ولَمَ لمْ تطلُب المُساعدة، هيَا قِف ودعنِي أُساعدُك!"
مدَ لهُ يدهُ مُبتسمًا، فبقَى يُراقب صراعْ عينيهِ لتظهَر لوسعِ ابتسَامتهِ اللطِيفة.

أنزلَ يدهُ شاعرًا بالرِيبة، فهُو بقَى ينظرُ إليهِ ثُمْ أعادَ حشرَ رأسهُ بينَ رُكبتيهِ بضيقٍ، تسائل أهُو بسببهِ؟ لكنهُ لمْ يفعِل شيئًا.

"أعذرنِي ولكنِي فضُوليٌ قليلًا..."
تمتمَ جالسًا بجوراهِ، ثُمَ قلدِ وضعيتهِ ضامًا ركبتيهِ يسندُ جانبُ وجههِ لينظُر إليهِ بصَمتٍ وفضُولٍ.

ارتفعَت حاجبيهِ بدهشةٍ لسماعهِ شهقةٍ فانتفضْ هُو رافعًا رأسهُ، وتلبكَ لسماعهِ ثانيةً، فبلَا إنتباهٍ سحبَ رأسَ الباكِي وضمَهُ لصدرهِ الضئِيل يهزُ جسديهِما ويربتُ على ظهرهِ المُنحني مُتحدثًا بتوترٍ:
"لا تبكِي! لا تبكِي! أنا أرجُوك لا تبكِي سأبحثُ لكَ عما تُريد لكن لا تبكِي!"

"لمَاذا أنتَ مُهتم!"
همسَ الباكِي مُستفسرًا وكلماتهُ مُتقطعة، يمسكُ بقبضتهِ قميصَ الآخَر السماوِي ودموعهُ عادَت لتملَأ وجههُ الأسمَر.

"لا أحبُ أن أرَى أحدًا يبكِي، فأرجُوك ألا تفعَل"
أوضحَ يمسحُ علَى شعرهِ الأشقرْ الناعِم
"أنتَ فتًا جيِد، لا بأس"

هربَت ضِحكةٌ منهُ لمواستهِ لهُ، فسحبَ نفسهُ من بينَ ذراعيهِ وندمَ لذلكَ فكَم كانْ يحوي جسدهُ من دفءٍ!

أمتدَت يدٌ سبقَت خاصتُه لمسحِ دموعهِ المُنسابة، نظرَ إليهِ فرأهُ بوجهٍ عابسٍ يبدُو أنهُ أرادهُ جادًا ولكنهُ لمْ يكُن، يُحدثه بصوتهِ الهادئ الذِي يُحاولْ عدمْ إزعاجِ ذرةِ هواءٍ:
"لا شيءَ يستحقُ منكَ دمعةٌ، دمُوعُك دومًا ما يجبُ أنْ تُبقيها آسفًا لذاتِك التِي لمْ تُنقذها من الحُزن"

كفيهِ التِي جُمع بها دفءُ العالمْ رغمْ برُودته، أحاطَت وجههُ المُندهش من لُطفِ رُوحهِ
"ولا يُوجدْ لديْ صديقٌ يشعرُ بالإحباطْ دامْ وجُودهِ أساسٌ فِي حياةِ تشيم تشيم!"

لمْ يتحرَك مُراقبًا لينِ نظرتهِ وجمالِ روحهِ المُنعكِس بداخلهمَا، ولَم يُدرك متَى حُبسَ ثانيةً بينَ ذراعيهِ يُهدهدهُ كطفلٍ لمْ ينلْ كفايتهِ من اللعبِ، كمَا لمْ ينلْ هُو كفايتهُ من البُكاءِ.

فهَل أستجابَت الشمسُ المُشرقةُ لهُ بعدمَا خابتْ من محبُوبها القمَر؟

وماذَا أرسلَت لهُ؟ شخصٌ بحرارتِها مُشرقًا بابتسامتهِ المُنعشة!

"أنا كيمْ تايهيونغ..."
همسَ بعدَ جولةِ بُكاءٍ يستندُ علَى صدرِ الذِي أبَى فكهُ مُتحججًا أنْ برُودة الجوِ ستزيدُ بكاءهُ.

"اسمِي بارك جيمين، يُمكنكَ مُناداتي بما تُريد"

"أأقولُ لكَ شيءٌ، تشيم؟"
أمسكَ بيدهِ التِي كانتْ تضمُ خاصرتهُ وملأ فراغُ كفهِ بهِ، مُستمعًا لهمهمةِ الآخرِ المُنصت، فأكملَ بهدوءِ صوتهِ ينظرُ لكفيهما
"أصابعُك قصِيرة..."

تذمرَ جيمين من فورهِ دافعًا الآخر بمُزاحٍ
"ليسَ أنتَ أيضًا تاي!"

ضحكَ ينظرُ لانكماشةِ أنفهِ ولهجتهُ البُوسانية المُتذمرة، وسرعانْ ما شاركهُ ضحِكهُ سعيدًا لرؤيةِ تعبيرٍ لا تملأهُ العبراتُ عليهِ.

أتعلمُ على ما كنتُ أبحثُ وما ضاعَ منِي؟ كنتُ أبحثُ عنكَ، عن حُلمٍ بهِ شخصٌ مثلُك يتضمننا، فقط أنَا وأنت.

عنْ روحٍ تُشبهُ رفقُك ولينِ ونقاءِة قلبِك!

وذاتَ يومٍ فِي حدِيقةٍ بالرابعةِ فجرًا، بكَت روحٌ مجهُولة الاسمِ بعدَ كتابتِها خطابًا طويلًا للقمَرِ فلمْ يجُبه، فلمْ تجدْ الشمسُ بُدًا من بعثِ طفلِها المُشرق لوقفِ بُكاءهِ المُتعب.

"دعنَا نتجَول قليلًا، حتَى أُعرفك على أفضلِ أصدِقاءك"

___________________________

السلام عليكم!

ون شوت بسيط، مشاركةً بمسارِ الصحراءِ ضمن مُسابقة البرومانس 💙.
عذرًا على إبتذاله، ولكنها تجربة!

-المحتوى ليس شاذ أو مثلي.

🎉 لقد انتهيت من قراءة [K_BROMANCE] Sun | VM. 🎉
[K_BROMANCE] Sun | VM.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن