فنجان سريع من القهوة ، إنارة خافتة على سرير مريح ، والمذكرة الضائعة، ودفتر أماندا ليقارن الخط ، يحب جوزيف بالرغم من فضوله وشوقه لمعرفة الحقيقة أن يرتب لكل شيء حتى يشعر بكل كلمة وحرف يقوم بقراءته ..
اتكأ برأسه وفتح الدفتر ، وقارن الكلمات ، إنها ذاتها ، ذات الخط ، ليصبح أكثر تيقنا هذه المرة من كونهما ذات الشخص، ليبدأ عندها بقراءة المذكرة الثامنة :
المذكرة الثامنة :
" لقد كان شابا لطيفا ، صحيح أنني كنت أتجاهله باستمرار ، أعرف أنه لا يستحق ذلك ، ولكن ماذا لو عرف بكل شيء ، سأعيد تجربة مارسيل ، سيتصرف معي بذات الطريقة ، الجميع يبدون لطيفين في البداية ، ثم تبدأ بتلقي الصدمات منهم ، وقلبي لن يتحمّل شرخا جديدا ، لذا لم أحاول التحدث عن نفسي ، أو حتى أن أجعله يسأل ، كنت أقاطعه وأغير الموضوع دون أن يشعر ..."
توقف جوزيف عند هذه الكلمات ، شعر عندها بحجم ارتباطه بالقصة ، لقد أصبح جزءا من الدفتر إلى الدرجة التي دفعته ليذرف الدموع واضعا يده على عينيه ، يتمتم بألم :
" لا أنابيلا ... أماندا ، أعرف كل شيء الآن ، ولن أكون كمارسيل "
ثم تابع القراءة وكان يظن أن هذا أكبر ألم قد يقرأه في هذه الأسطر ..
" ولكن الأمر الآخر الأكثر روعة ، هو بأنني قد أعطي أخي هذا الأسبوع مبلغا كبيرا بالنسبة إليه ، سيكون سعيدا جدا ، أشكر العم رودي ، لا أجد كلمات تصف هذا الشخص الرائع الذي أنقذني بهذا المبلغ ،ولكن وبذات الوقت لن أعتمد على وجود المال معي ، يجب أن أجد عملا "
قلب جوزيف الدفتر ، نسي عد المذكرات في البداية ، ليجد ، أن اثنتين تبقيتا ، ليقرأ المذكرة التاسعة :
المذكرة التاسعة :
" لا أعرف لم كانت السماء ماطرة لهذا الحد عندما خرجت لأبحث عن عمل ، قمت بشراء قطعة خبز محلّاه لأنني شعرت ببعض التعب ، وزجاجة من الماء ، أكتب الآن وأنا على سرير المشفى ، آخر ما كنت أتذكره أنني شربت من الماء حتى يذهب الدوار ،ولكنني سقطت ، سقطت بقوة ، بعض الأصوات حولي من الناس في ذروة صخبها اختفت ، وها أنا ممددة ولم أتعافى ، الجميع ينظر إليّ بريبة ، وكأنني أقرأ بعيونهم التردد في التحدث ، « أنخبرها أم لا » ،إذا هناك شيء خطير لا أعرفه ، سريري بجانب النافذة ، وما زالت السماء تمطر ، أشعر بالمجهول يختلط بغيمها الأسود ، السماء مستمرّة وستصفو في يوم من الأيام ولكن هل سأعيش لأرى سمائي تصفو هي الأخرى ، هه لا أظن ، ولكن لا بأس على أقل تقدير أستطيع البقاء في المستشفى ، لدي القدرة على دفع تكاليف العلاج هذه المرّة ، أحمد الله على ذلك "
تمتم جوزيف متلكأً في انتقاله لآخر مذكرة أن يقرأ شيئا لا يسرّه :
" غبية ، تفكر بدفع التكاليف أكثر من قلقها بحالتها الصحية "
أنت تقرأ
مذكرات متشرّدة
Historia Cortaدائما ما تحمل رسالة الورق مشاعرا وقيمة ، قد تغيّر بها حياة إنسان ، فكيف بدفتر منها ، لا يُكتب إلا بدافع التنفيس والتفريغ عن ظلم على كاهل فتاة لم تجد من يهتم لأمرها ، ويحدث أن تسبر تلك الكتابات عمق أحدهم ..