أنهى جوزيف يوم إجازته واستقلّ القطار في صباح اليوم التالي ، جلس في مكان ووجود الدفتر ، مدّ يده ليعثر عليه ، كم أصبح العثور على الدفتر في كلّ مرة يُشعره بسعادة غامرة ، قام بعدها بوضع الدفتر في حقيبته ، والاتجاه مباشرة للجامعة ، مضى يومه كالعادة ولكن في تلك المحاضرة التي ينتظر فيها أماندا ،كان قد نسي إحضار دفترها ليعيده لها ، كانت أماندا تبدو مختلفة بعض الشيء ، كانت ترفع شعرها بنعومة وتبدو متورّدة أكثر من السابق ، حتى عندما أخبرها جوزيف أنه نسي دفترها ، ردت بابتسامة أن لا بأس ، وطلبت منه إحضاره في المرة القادمة بكل سلاسة ..
بقي جوزيف يفكر بها وبنعومة مظهرها ذلك اليوم ، حتى عندما استلقى على سريره لقراءة مذكرات أنابيلا كان ما يزال خيال أماندا يرافق كلمات المذكّرة ، حتى قرر أن يجعل خيالها بطل تلك المذكرات ، كان هذا يجعل تلك المذكرات واقعية أكثر من كونها قصة بالنسبة له ..استلّ دفتر مذكرات أنابيلا وبدأ بتقليب عدد المذكرات المكتوبة فوجدها ثلاثة مذكرات ، وبدأ بالمذكرة السابعة ، حيث كتبت فيها ..
مذكرتي السابعة :
"صعوبة نقل الصندوق لدار المسنين الجديدة ، أوه هذا أمر لم أفكر به ، كيف لي أن أنتقل لها بهذا الصندوق ...
بالنسبة للصندوق ، لقد منعوني من الدخول قبل أن يفتشوا محتوياته ، كم أنا غبية ! ماذا لو وجدوا حينها شيئا سيّئا ، من سيصدق أن هذا الصندوق لا يخصني ، ولكن ولحسن الحظ سمحوا لي بالدخول به ، لم يجدوا شيئا ذي أهميّة ..
مكان آخر أبيت فيه قريب من الجامعة ،هذا رائع ، فتحت الصندوق على الفور ، فوقعت عيني على الفور على مبلغ لا بأس به من المال ، بل إنه مبلغ رائع سيساعدني على استئجار سكن خاص ..كانت هناك دمية ملفتة للنظر تملأ حجم الصندوق تقريبا ، ومرفقة برسالة ، كان يريدني أن أقدمها هدية لحفيدته في حال لم يستطع ذلك ، إذا علي الآن أن أقدم لك هذه الخدمة يا عم رودي ، العنوان يشير إلى إحدى المناطق الثرية ، ولكن العم رودي متواضع جدا ، لا يبدو عليه الثراء ، وماذا سأخسر من الذهاب ؟! .. لا شيء .."
أما بالنسبة لباقي المحتويات ، فقد كانت كلها أشياءا في غاية الروعة ، مقتنيات قديمة له ولزوجته كان ما يزال يحتفظ بها ، ساعات يد وساعات رملية وساعات جيب ، عطور بطابع قديم غاية في الروعة وكأنها من القرن الثامن عشر ، بعض الأقلام والمحابر والورق بكتابات مجزوءة ، وغيرها الكثير من الأوراق الرسمية واثباتات الهوية ..
قمت بجمع أغراضه وترتيبها في اليوم التالي وقصدت العنوان المكتوب على الورقة ، بعد أن اشتريت زيّا محترما ، لقد ظهرت كسيّدة ثلاثينية يبدو عليها الوقار والثراء ، وقصدت صالونا وطلبت تسريحة شعر عملية ، ارتديت فوقها قبعة سوداء لعزاء عائلة العم رودي ، وقفازان أسودان ، وحذاء بكعب عال ، واتجهت لذلك المكان ..
أنت تقرأ
مذكرات متشرّدة
Cerita Pendekدائما ما تحمل رسالة الورق مشاعرا وقيمة ، قد تغيّر بها حياة إنسان ، فكيف بدفتر منها ، لا يُكتب إلا بدافع التنفيس والتفريغ عن ظلم على كاهل فتاة لم تجد من يهتم لأمرها ، ويحدث أن تسبر تلك الكتابات عمق أحدهم ..