الفصل 11

1K 30 0
                                    

حست يدها طحنت بيده ..وكأنه متعمد يشد عليها بقوة وبنبره مبتسمه ما توقعتها : اخبارك يا زوجتي الجميله ! 
انحرجت من كلامه قدام الجميع ..وقع نظرها على شذى مطت شفتها بقرف!
ام جواد رفعت حاجب :الله يهديك يمه راجع من طريق وتكذب ! 
بهتت ملامحها من هالكلام ...عفست ملامحها بألم لما شد على يدها بزياده ...حاولت تسحب يدها وهي تكلم خالتها : الكذب على الزوجه يا خالتي جائز ..خالي كل يوم لما نجلس هنا يكذب عليك ....عادي
سكتت لما اوجعها جواد بالضغط على يدها ..وبنبره مبطنه بالوعيد :حاسبي على كلامك ! 
عفست ملامحها ... تحاول تفلت يدها ؛: اترك يدي !
ام جواد همت بالمغادرة والقهرواضح بعيونها ...وقفها جواد :وين يمه! 
ام جواد بنبره غاضبه : اكمل شغل 
قاطعها،: هذي الجازي والبنات يكملون عنك ارتاحي انت
ناظرت الجازي بتوعد : من الصبح وانا اشتغل قدامها ...وحضرتها جالسه هنا مره تشرب قهوه ومره شاهي 
مسك يد امه بهدوء :ارتاحي انت بس ....الجازي رح تكمل عنك
قاطعته بقوة : والله ما تشتغل عني البنات الحين يكملون ..ماابغى احد يتمنن علي بشيء ...اخواتك يكملون لا تشغل نفسك ...اترك المدام مرتاحه ! 
تضايقت الجازي من اسلوبها ....وكأنها ينقصها تحريض جواد بزياده!
ضمت يدها بحضنها ..تحس بوجع بيدها ....كم مره عرضت عليها تساعدها ورفضت ....اكتفت بالسكوت لانه الكلام وعدمه واحد بالنسبه لهم ...
دوم يقهرونها ...الحين كل هالترتيب لان حضرة جواد شرف ..اخخ يالقهر زوجته اخر من يعلم ...تبغى تصرخ بأعلى صوت «يا عالم وين السر بالموضوع ..تراها زوجته ما هي غريبه ...على الاقل خبروها ترتب نفسها» 
سكتت عند هذي النقطه ! 
لحظه الحين كيف شكلها ..رفعت يدها بخفه تعدل الشال وكأنها حركه ما هي مقصوده ...
ابتسمت بعباطه لما ناظرها ...نزلت نظرها بحرج ...ليه مسلط نظره عليها ! 
رفعت نظرها لما نطق اسمها بطريقه غريبه وعيونه مسلطه عليها...ما تدري وش فيه كذا يناظرها :«الجازي ءء اعطيني الكيس ذاك» 
ناظرت مكان ما اشر ...الحين كل هالنظرات علشان الكيس ! 
وليه متردد كذا ! 
صدق غريب هالانسان ! 
تحركت بهدوء تناولته بخفه ...ورجعت له بابتسامة ..اكيد احضر لامه ...واخواته هدايا ! 
واحتمال ضعيف هديه لها ! 
فتحه بهدوء...وكل العيون متسلطه على الكيس ....ابتسم وهو يشوف النظرات مسلطه حتى تعرف وش بالكيس ...استنشق الرائحه بعمق بالكيس : استنشقي يمه رائحه هالقهوة تجنن ! 
ام جواد واعجبتها : ما شاء الله 
شذى واقفه متخصره تناظرهم برفعه حاجب : الحين جيبي الكيس ظنيت احضرت لنا هدايا وبالاخير قهوة !-
طالعها وهو معقد حواجبه: قالوا لك مسافر على تركيا ...
والله عالم ! 
انا كل اسبوع رح اكون هنا ...وش رايك كل اسبوع هديه ! 
الظاهر ناويه تفلسيني فوق افلاسي ! 
اقول روحي كملي شغل أفضل لك ! 
انقهرت شذى لما لمحت ابتسامه الجازي الشامته : هو وقتها الشغاله الزفت ترجع لديرتها ! 
ام جواد بتذكر : اركضي شذى نسيت الاكل على النار ! 
غادرت شذى بقهر ....
رفع نظره للجازي..واقفه تناظرهم :تعالي يالجازي ابغى فنجان كوب قهوة من هذي القهوة ...
مده لها بهدوء ! 
تأخرت لحظات حتى مدت يدها ...تكلم بسخريه : لا تقولي انت بعد تنتظرين هديه !
مطت شفتها بسخريه ...حرام لو خصها بهديه لو مره وحده بحياتها....عمرها ما انتظرت منه هدايا ...اصلا ما تنتظر منه شيء ..انسان بلا احساس وش ترتجي منه ...كرهت نظره الغرور والترفع بعيونه ..وكأنها ميته على هداياه ...وبنبره تحقير له بعد ما رسمت ابتسامه سخريه وهي رافعه حاجب : انتظر منك انت بالذات هديه؟ ! 
زمت شفتها بتفكير لثواني وبعدها ردت بابتسامه بثقه : طبعا لا ولا عمري فكرت بذا الشيء ...
غمضت عيونها بحالميه: تدري لما ابوي كان يبعد يوم عني انتظره بفارغ الصبر وانا افكر بهديته ..مستحيل يفوت فرصه لاسعادنا ..كان ابوي كريم معطاء يحب يرسم البسمه على وجوه كل من حوله ...حتى اولاد الجيران يعطيهم هدايا ....عمره ما فكر بالفلوس لانه شخص غير مادي ابدا ابدا ! 
تدري ابوي شخص تعجز النساء تنجب مثله بهذا الزمن لانه نادر الوجود بزمن الحقد والغدر والبخل والحسد ! 
يا حظ امي فيه ...رجل كل المجالس تقف له ! 
صدق المثل «كل فتاه بأبيها معجبه» 
ناظرته بابتسامة لذكرى ابوها : عرفت ليه ما انتظر من احد هدايا..لانه هدايا ابوي تكفيني وزياده وتغنيني عن العالم كله ...
رجعت تأكد على اخركلمه نطقتها ببطء : كله
كتم قهره من كلامها المقصود ..الحين تأكد انها ما هي مسكينه او هبله ...عندها لسان وش طوله...ابتسم وعيونه كلها توعد ..وبداخله «رح تندمين يالجازي» 
ام جواد عفست ملامحها بقرف من سيره وليد وحنين : اتوقع طلب منك قهوة. ..يا حبك للفلسفه ! 
تكلم جواد بثقه : عقلك الصغير يصورها مثل ما يبغى الحين اذا ما احضرت هديه اكون بخيل ؟! 
انا ما اعرف عقلك كيف يفكر !-
ردت برفعة حاجب بانتقاد.. : يعني وين المشكله لو فرحت اخواتك وامك بهديه 
قاطعها وهو يناظرها بانتصار لانه متأكد من انها رح تنقهر : دوبني الاسبوع إلي طاف مشتري لشذى جوال هديه ...والا هذا ما هو محسوب ..وامي شوفتها لي اكبر هديه ! 
انتفخ وجهها ...وبان الضيق بملامحها متأكده قاصد يقهرها..مطت شفتها بلامبالاه: هذي سوالف المفلس ! 
بس انا كنت ابغى اوصل لك اني ماني مهتمه لسالفه الهديه !
همت بالمغادرة لكن سرعان ما وقفت لما تكلم !
رفع حاجب بابتسامه : وهديتك ما تبغينها ؟! 
ناظرته ما تدري يكذب عليها او لا ..تخاف انه فخ ...حتى توقع فيه...ويمكن صدق هديه وتضيع منها ...وازنت الامور براسها ...وردت بهدوء عكس قلبها إلي انذبح حتى يعرف الهديه : ما ابغى الا سلامتك ...اعطي هديتي لشذى حرام شوي وتبكي تكسر الخاطر 
قاطعتها ام جواد بغضب : قالوا لك ابنتي فضله تأخذ من خلفك ! 
غبيه الحين صدقتي انه جواد يحضر هديه لك انت ! 
واشرت عليها باحتقار ! 
تضايقت الجازي من اسلوبها ..ليه التحقير هذا...ما تدري وش فيها عليها ! 
ردت بنبره جافه و بداخلها حرقه: وليه ما يحضر لي ...تراني زوجته ..وبنبره استصغار لعقل ام جواد تابعت كلامها : على فكره كثير يكون تفكيركم غريب احيانا حتى احيانا اكون جالسه لوحدي واضحك على تفكيركم ! 
نظرتكم لي وكأني 
قاطعها جواد بحده ...حتى ما تخبص بالكلام ..وتقلل من شأن اهله ... لانه ما رح يسكت لها .....وهو ناوي يتعامل معها باحترام : الحازي ممكن تجهزين القهوة ؟! 
هزت راسها بابتسامه لما شافت ملامح خالتها المقهوره : من عيوني ! 
لفت وجهها تغادر..وبداخلها شيء قليل من الفرح انها قهرتهم مثل ما قهروها ....وقفت لما شافت بدر دخل ..كلمته باسلوب مرح : حماتك تحبك ..جواد احضر معه قهوه رائحتها غير ! 
رح احسب حسابك معنا ! 
قاطعها بأسف : للاسف حماتي ما تحبني لاني انتظر ميس ..اشر بيده وهي يشوفها نازله : هذي هي نزلت ! 
التفتت الجازي لميس بحماس : وش رايك تشربين معنا قهوة ! 
هزت راسها بالرفض : مشكوره يا حياتي...لكن اعرف اذا جلس بدر وش يقومه ..رح تتكنسل الطلعه ! 
الجازي بعفويه : طالعين من صباح ربنا ...وش رايكم تأخذوني معكم ...اعتبروني كنترول اجمع اجره الطريق ! 
بدر بضحكه : للاسف الرحله مجانيه يعني مو بحاجه كنترول ! 
ام جواد تكلمت بعبوس : يا حبك للثرثره الظاهر السنه الجايه رح تجهز القهوة ...
روح يا بدر اذا وقعت بلسانها سنه ما تخلص ! 
شايف يا جواد بعينك ...
ناظرت خالتها وهي رافعه حاجب : اكيد رح يشوف بعيونه قالوا لك يشوف بآذانه يا خالتي ! وضحكت ضحكه مالها موقع «ههههههه» 
ابتسمت بعباطه بعد ما حكت رقبتها باحراج من تصرفها لما شافت نظرات الاستنكار متسلطه عليها ...تكلمت تلطف الجو :لا تخافين يت خالتي دقائق وتكون جاهزه ! 
غادرت بخفه ..وهي تشوف نظرات جواد المتوعده ....ما تدري ليه خالتها زايده عليها العيار قدام جواد ! 
الحين عيبت عليها لانها تكلمت دقيقه ....يكفي قلبها إلي طق من الصمت والسكوت ...ما هي متعوده على هذا الهدوء ...تحس صوتها محبوس من شهور ...
دخلت المطبخ بهدوء ...قبل ما تتكلم شذى اسكتتها الجازي بحده : رجاء انت بحالك وانا بحالي ...عندك كلام ابلعيه بحلقك وانتهينا .
وانشغلت بتجهيز القهوة ....ولا كأنه احد حولها .... ما ينقصها الا شذى وفلسفتها ...
شذى تكتفت وهي تناظرها بقرف : تدري وش اكثر شيءاكره بحياتي ؟!
ردت الجازي وهي منشغله : اكيد اللحوم لان البقر ما تأكل الا الاعشاب ! 
التفتت لشذى بابتسامة انتصار مع غمزه : صح؟ ! 
شذى انتفخت ملامحها : اوقح من كذا ما شفت ...انت ناظرتي نفسك بالمرايه يالقزم ! 
تركت إلي بيدها الجازي بتفكير وبعدها تكلمت : تدرين عندكم خرطوم الماء إلي بالحديقه ما هو طويل ليه ما تقصين من انفك وتوصلينها بدل ما تشترون وبعدين نفس اللون احمر ! 
شذى كتمت قهرها ...ردت بانتقاد : اضحكي ووتمسخري مثل ما تبغين لانه ما يهمني ..بس احب اذكرك انك تتمسخرين على خلقة ربنا ..والا انا غلطانه ! 
تنبهت الجازي لذي النقطه ...حست بتأنيب الضمير بداخلها ...هي فعلا جالسه تتمسخر على خلقة ربنا ..ربنا هو إلي خلق اشكالنا ....وما هو بيدنا ...لو كان كل انسان له يد بهذا الشيء لخلق نفسه كامل ...لكن نحمد ربنا على الشكل إلي اختاره لنا لحكمه ما نعلمها ....سبحانه العليم الخبير...تنهدت وبنبره هاديه ردت : وانت بعد تمسخرت على خلقة ربنا لما تكلمت عني قزم! 
شذى بقوة عين: ايه قزم وستين قزم ...
قاطعتها الجازي تقلد صوت شذى : ما ادري وش حظ اخوي النحس ...ما ادري ليه هو غبي وحمار حتى يقبل يكمل معك انت 
رجعت لصوتها الطبيعي وهي تكمل: قولي إلي تبغينه لانه ما يهمني رايك ولا راي غيرك 
انتبهت على شذى المصدومه ...فاتحه فمها والصدمه اخرستها ...كيف الجازي تقلد صوتها وكانها فعلا هي إلي تكلمت ! 
انلجم لسانها بزياده لما دخل جواد بغضب : شذى،! 
انت ما تستحين على وجهك ! 
انا غبي ! 
وحمار !! 
مسكها من كتفها ...هزها بقوة وبنبره توعد همس لها : حسابك عسير عندي يا شذى ! 
هزت رأسها بضعف تنفي التهمه عنها ...وبصوت مصدوم : ما قلت شيء 
هزها بقوه : انا سامعك بإذني ! 
تبغين اكذب سمعي واصدقك ! 
ما في احترام لاخوك الكبير ! 
حاولت تفلت نفسها ..اشرت على الجازي : هي إلي تكلمت ما هو انا !-
ناظرها بحده :بس انا سمعتك انت 
قاطعته والله هي والله 
ناظرتهم الجازي وهم يناظرونها ...ما كان قصدها يصير كذا ...لكن بما انه وصلت لذي الدرجه .رح اطلع الشيب براسك يا شذى ....واذوقك كاس المرار إلي ذقته بسببك ...وبملامح البراءه اشرت على نفسها : انا ؟! 
ضربت جبهتها بخفه ..بتمثيل متقن : يا الله ...اختك هذي وش تبغى مني ! 
الكذب يجري بدمها ! 
يكفي كذبتك يوم العزيمه ! 
يا اختي اتركيني بحالي ..وش تبغين مني ؟!!! 
شذى شوي وتنجن : ما تصدقها جواد والله كذابه ...هي تكلمت ...خليها تعيد الكلام مره ثانيه !، 
واسمع بنفسك 
جواد ناظر اخته ولا مره بحياتها قللت من احترامه ...مستحيل تعملها .بس هو سمع صوتها بإذنه ...ناظر الجازي إلي تناظرهم نظرة لسخافة عقولهم....بنبره هاديه تكلم : الجازي عيدي الكلام إلي سمعته يمكن تداخلت علي الاصوات ! 
ناظرته بقهر سبحان الله مع انه سمع نفس صوت اخته ومع ذلك صدقها وكذب سمعه ...اخخخ على حظك النحس يا الجازي ..لكن يصير خير ...تكتفت وردت بدلع وبصوت ناعم رقيق : بس انا صوتي ناعم رقيق ما أقدر اقلد صوت جعار البقر ! 
اخاف تنقطع اوتار صوتي
قاطعتها شذى بقهر :شفت وش تقول ! 
جواد خزها بعيونه: بعدين معك انت ؟!! 
وبصوت غاضب ارعبها : عيدي الكلام إلي سمعته بسرعه ! 
ناظرته بخوف ...هذي النبره بالذات ما تقدر تعارضها ..يا لطيف كيف يخوف ...لازم يحطونه بمدينة الالعاب مكان الشبح ..ارتجفت لما تكلم بعصبيه : اخلصي ! 
هزت راسها بتورط : انت وش قلت يا شذى بالضبط ..الظاهر اني نسيت 
شذى بقوة قاطعتها: انا ما حكيت ! 
انت إلي قلتي « ما ادري وش حظ اخوي النحس ...ما ادري ليه هو غبي وحمار حتى يقبل يكمل معك انت » 
ناظر شذى باتهام متاكد نفس الصوت ...مسح على وجهه بهدوء ..بعدها ناظر شذى بتوعد ...وبعدها طالع الجازي: تكلمي اشوف
ابتسمت بمكر وتكلمت بصوت غليظ : ما ادري وش حظ اخوي النحس
حطت يدها على حقها بتمثيل متقن : اح اح اسفه اكثر من كذا ما اقدر اقلد صوتها احس اوتار صوتي تقطعت اح اح
شذى ماسكه نفسها ما تضربها : الحين انا صوتي كذا ! 
سمعت يا جواد كيف تتمسخر على صوتي ! 
ترى انت تماديتي واذا ما حد حط لك حد
قاطعتها الجازي بنبره اغاظت شذى : والله انتم طلبتم اقلد صوتك ...انا وش دخلني ! 
صدق انك شين وقوي عين ...فوق ما غلطتي على اخوك الكبير ...هذا العوووود ..يا عيب العيب ...ما هي حلوه ابدا تتكلمين على اخوك بذي الطريقه ...انا اخوي اصغر مني. ومع ذلك احترمه ما اناديه الا « يا هلا بتاج راسي ...يا سندي ...يا فخري » 
ما اقول له «حمار » 
هذي اخرتها....تقولين عنه كذا ! 
لا والمشكله انت جالسه تشتمين فيني 
لانه الحمار ما يتزوج الا حماره ....شفت كيف اختك بتتكلم عني حماره ! 
وفوق سواد وجهها.... صوتها يلعلع ! 
مسك قبضه يده بقوه ما يسددها بوجه الجازي ..استفزته بثرثرتها ...تنفس بهدوء : وش صار بالقهوة ؟! 
ناظرته بجعرفه من تصرفه .. سبحان الله لما تاكد انها اخته قفل على الموضوع ...اما هي لما تغلط يمسح فيها الأرض قدام الطالع والنازل ! 
مطت شفتها على جنب : الحين تجهز ! 
ناظرهم : انا طالع ويا ويلكم لو سمعت لكم صوت ! 
غادر بعد ما اعطاهم نظره توعد ....
شذى طالعتها بقهر : اوقح من كذا عمري ما شفت ! 
الجازي بسخريه : يا لطيف ! 
بعدين جالسه تتهمين فيني ...شفتيني وان اقلد صوتك ...انا وش دخلني اذا في جني بالبيت يقلد صوتك ! 
والله عالم ! 
شذى بلعت ريقها بخوف ...صحيح هي م شافت الجازي وهي تتكلم بصوتها كانت معطيتها ظهرها ...اصلا كيف الجازي تقدر تقلد صوتها ! 
هزت رأسها بالخفيف ..ما تبغى الشكوك تدخل عقلها .....ما في غيرها هالنصابه ...
ابتسمت بنصر الجازي وهي تشوف نظرات عيونها المشتتة ...
مطت شفتها بقهر وهي تشم رائحه الاكل ... 
ما رح تطبخ شيء بالجناح ....اكيد هالاكل لحضرة المهندس ....
ليه تتعب نفسها على الفاضي ! 
هزت راسها بأسف على حالها ...انشغل عقلها بجواد واهله ونسيت اذكارها 
يا الله كم استغفرت اليوم ؟! 
مره او مرتين
كم صلت على الرسول عليه السلام ؟! 
ولا مره 
ولا رددت اي ذكر من الاذكار ...حتى اذكار الصباح والمساء تركتهم ! 
هزت راسها بأسف على حالها ....يا الله كيف تشغلنا الدنيا بهموها واحزانها ....
همست بداخلها «لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين » 
رجعت تجهز القهوة ولسانها يردد الاذكار 
**
•*
**
**
جالسه مستمعه ....كل لحظه ترتشف من القهوة ...هل لازم تبقى جالسه معهم ...والا عادي تطلع للجناح !! 
تخاف ان طلعت ينقدوا عليها بما انه جواد ما زال تحت ...ملت من هالجلوس ...خالتها رابطه على الديوان ...وما اعطت مجال لاحد يتكلم ! 
كم ساعه له واصل ..هي زوجته له حق تجلس معه لوحدهم يمكن ينسجمون مع بعضهم ..تحس هالحق ما هو وارد في حياته ! 
تحس ما لها حق تجلس معه ابدا بالنهار ! 
صحيح اهله لكن هي زوجته ولها ح ! 
حتى ما وجه ولا كلمه لها ...ما في شيء يدل بالواقع على كلامه بصفحته !
بالعكس تشك اذا منتبه لوجودها ...ولا مره ناظرها ولو بالغلط ! 
صرفت نظرها عنه ...والتفكير ذبحها ...ليه دوم يتجاهل وجودها ! 
عفست ملامحها بسخريه ...وقفت على جواد ...كل هالبيت يتجاهل وجودها ! 
هي ملتصقه فيهم ...تنزل كل يوم لهم تشرب معهم قهوة ...تحاول تندمج معهم ...لكن بدون فائده ...
لو تجلس في جناحها ايام ما احد سال عنها ! 
اذا انكسرت وكانت بأعز الحاجه لشخص يساعدها بأمورها ....ما لقت احد ...ما احد اهتم فيها ....
وجودها وعدمه واحد بالنسبه لهم ! 
ما تنكر يؤلمها هالشعور حد النخاع ...لو كان في سبب لهذا التعامل كانت تفهمت سبب هالصد ..لكن بدون سبب .ما غلطت بحقهم ! 
ما رح تضيق خلقها بسببهم .. رح ترجع الجازي البنت الضحوكه....جلست تخطط على شذى وكيف رح تجننها...ضحكت وهي تتذكر شكل شذى ...حتى جواد مثل الاهبل ما قدر يفتح حلقه بكلمه وحده ....حلوه تطلع حرتك وكل شيء بداخلك بطريقه غير مباشره ! 
جالس يتكلم مع امه ....لفت انتباهه الجازي فاتحه فمها وتضحك وتتبسم مثل الهبله الغبيه العبيطه .....متاكد هالبنت فيها عرق جنان ....واحد صاحي يضحك مع نفسه كذا ! 
قبل ما يتكلم الظاهر ام جواد انتبهت عليها وبانتقاد : وش فيها جازي خانم ! 
رفع حاجب باستغراب ...ما ردت على امه ولا عبرتها ...لذي الدرجه متعمقه بالتفكير ....عقد حواجبه لما ضحكت بصوت عالي ...بدون بتفكير مسك الخداديه وضربها عليها ! 
ناظرتهم بفجعه : وش فيه ؟! 
ناظرها بتقييم : ابدا سلامتك...
ام جواد بانتقاد : وش هالحركات جالسه تتضحكين ...ما في احترام 
الجازي بتورط : ها 
لا خالتي تذكرت نكته وضحكت عليها ! 
خزها جواد بتكذيب : قلتي نكته ! 
هزت راسها وهي تبتسم بتورط !
تابع بنفس النبره : احكي خلينا نضحك معك !-
وش هالنكته المضحكه ! 
يلا تكلمي اشوف ! 
عقدت حواجبها تحاول تتذكر نكته تطلعها من هالموقف ...تحس كل النكت طارت ...تكلمت تضيع الوقت لعلها تستذكر نكته : ايه الحين اقولك ..بس ما لي دخل اذا متت من الضحك ! 
جواد هز راسه : ما عليك مني تكلمي اشوف 
ابتسمت بتورط : ءءء 
توسعت ابتسامتها لماتذكرت نكته. مره « مدرس العلوم سأل تلميذ : عرف الخفاش ؟ التلميذ : فار لابس بشت أسود » 
هههههههه 
قطعت ضحكتها وطالعتهم يناظرونها باستصغار ...
رفعت حاجب ...فتحت فمها : ما عجبتكم ! 
جواد ناظرها بانزعاج : صدق سخيفه وما عندك سالفه !
مطت شفتها : الا قول انكم انتم ناس ما بتضحك للرغيف السخن ! 
كشرتكم هالقد
ام جواد بحسره :راحت ايام السعاده والضحك لما دخلت الا
سكتت لما دخلت شذى : الغداء جاهز ! 
تحس الجازي بطنها يقرصها من الجوع لما جابوا سيره الاكل...ميته جوع ..ما طبخت للحين ...
ما هي ناويه تأكل معهم كونها ما شاركت فيه ...ناظرتهم لما وقفوا وام جواد تتكلم : اما عملت لك اكل رح تأكل اصابع يدك ...
جواد بابتسامه : كل شيء تعمليه يمه ما احد ينافسك على المركز الاول ! 
دخل ابو جوادو تحرك قبلهم : ترى معدتي تقرصني من الجوع ..عجلوا واتركوا السوالف ! 
ناظرتهم لما غادروا .....نزلت راسها بأسف ... ما احد حاس بوجودها ولا كأنها موجوده ....
ما احد عزمها على الاكل او تعذر بكلمه ! 
يمكن احد يقول ما هي بحاجه لعزيمه ...بس وضعها غير ...انطردت من الاكل معهم لما طلب منها خالها تنفصل عنهم ...هي تعتبرها طرده ...كان الاجدر بهم يقولون لها تفضلي ! 
وقفت تبغى تروح للجناح تأكل شيء يسد جوعها ..تلاقت مع شذى إلي وقفت لها بنص الطريق وبعيونها لمعه خبيثه : امي تقولك لا تيجي ما حسبنا حسابك بالاكل ! 
حست وكأنه احد صفعها على وجهها ...وش هالتصرف قليل الذوق ! 
والله الشحاده يستحي الواحد يقول لها هالكلام !
شدت قبضة يدها من القهر ...نفسها تفرغ كبتها وحرتها بشذى ...
لكن هالبيت مقلوب حتى لو كان لك الحق انت الغلطانه ! 
ناظرت الجازي جواد إلي واقف خلف شذى بس هي ما انتبهت لجوده ...وبنبره غاضبه : شذى
التفتت شذى برعب لما نطق اسمها : ءءءجواد
الجازي مطت شفتها بسخريه : يلا قولي يا انسه شذى اني قلدتك وحضرتك ما تكلمتي ! 
تدخلت ام جواد وهي متوجه لهم : وش فيك جواد ! 
رفعت الجازي نظرها للسقف بقرف وبنفسها «جاء المحامي » 
جواد وصل حده من شذى ....حاس نفسه بالرغم من طوله بحجم النمله ...كيف تفشلهم شذى قدام الجازي وتصغرهم ! 
وبنبره قهر حاول يكتمها :عجبك تصرف شذى تقول لها انك ما حسبتي حسابها على الاكل وطردتها! 
ام جواد انصدمت لثواني وبعدها استدركت الموضوع لما شافت عصبيه جواد : ايه انا قلت لها تقول كذا ! 
طالعتها الجازي كل شيء ولا كرامتها : لا تظني اني ميته على الاكل ...ترى شبعانه اللقمه في بيت اهلي ...وانا اصلا طالعه لجناحي بس ابنتك وقفتني وتكلمت كلام ما ينقال حتى للمتسوله ما تقولونه...بس على فكره ما كنت اعرف انكم لذي الدرجه وضعكم المادي متدهور كان طلبت من ابوي يعطيكم زكاه أمواله..الاقربون اولى بالمعروف 
تراجعت للخلف خطوات بسرعه لما هجمت عليها ام جواد تبغى تضربها ! 
جواد مسك امه بلوم على فعلها : يمه! 
ام جواد بغضب: ما شفت قليله التربيه وش تقول ؟! 
تبغى نكون خدم تحت رجلينها تشرف حضرتها وتأكل على الجاهز ! 
رفعت حاجب الجازي بقهر من هالتعامل والتفريق بينها وبين سلفاتها : هذي ميس ونغم ما يحركون ملعقه من مكانها ...ومع ذلك تلاقينك بالغصب تجلسينهم للغداء ...بالرغم انهم ما يساعدوكم بشيء ... انا اعرف كل السالفه عباره عن مسأله شخصيه ....انت ما تبغيني انا وما هي سالفه اكل او شغل ! 
على كل حال مشكوره على المعامله الحلوه ...لكن احب انبهكم على شيء ...هذي المره رح اسكت لكن ورب العزة ما رح اسكت ان مديتي يدك علي ...تظنون اني جايه من الشارع ...عندي اهل يطلعون حقي من عيونكم ! 
انا ما ابغى منكم تحبوني بس شوي من الاحترام بس احترام ...ترى انا انسانه مثلي مثلكم ...عندي مشاعر واحاسيس ماني مخلوقه من جماد ! 
ام جواد ابعدت جواد عنها وبنبره غاضبه : يلا نزلي الدمعتين وابكي خلي هالسيناريو يتم ! 
اسمعني جواد هذي البنت ما ابغى اشوفها في بيتي ! 
جواد يناظر امه : يمه
ام جواد بصوت عالي : ما ابغى اشوفها تصرف ...ما ابغى تنزل لي ...هي بحالها وحنا بحالنا ! 
خلاص انتهينا من هالسالفه ! 
تنهد جواد ..ناظر الجازي واقفه تناظرهم متأكد اللمعه بعيونها دموع ...ما يدري ليه ما حب كلام امه ...تخيل وحده من اخواته مكانها ..اكيد ما رح يرضى ...بنبره هاديه كلم الجازي : الجازي تعالي تفضلي معنا على الاكل 
ام جواد بغضب :جواد تبغى تجيب لي جلطه ! 
اقولك ما ابغى اشوفك في بيتي ...خلاص اجلسي بجناحك وانتهينا ! 
ابو جواد واقف يناظر المشهد كامل وهو مكتف يدينه بهدوء : كملتم شجار وصراخ ! 
ام جواد التفتت له : واقف وسامع كلام ابنة اختك وساكت ! 
ابو جواد : ارفعوا اصواتكم كمان شوي ترى ما احد سمعكم !-
وش هالسخافه هذي ! 
اقول الكل قدامي على السفره بدون كلام زائد ما له طعم ! 
ام جواد جن جنونها : ا بو جواد 
رد بهدوء : استهدي بالرحمن ...تراني متت من الجوع ! 
يلا يا جازي تعالي ! 
ناظرت خالها بنظره خذلان ..لذي الدرجة يظنون انهابدون كرامه ! 
يظنون قلبها من ورق يتلاعبون فيه ...يمسحون فيها الارض وبعدها تعالي ..ما في بقاموس حياتهم كلمة اعتذار ! 
ما شاف كيف شذى غلطت عليهاويقول السالفة ما تستاهل ! 
اخخخخ لو كان الموقف بالعكس وهي قالت لشذى كذا ....صابون نابلسي ما خلصها منهم ...وعلى الارجح رح يوصلون السالفه لابوها ! 
يقهرون يقهرون ليه الحق عندهم دائما مقلوب ...ليه ....نفسها تصرخ بأعلى صوتها «ليه» 
اخذت نفس بهدوء ..ردت بنبره مخذوله : مشكور خالي م تقصر ! 
وبخطوات سريعه ركضت باتجاه الجناح !

 احكي غيابا مزق الوجدان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن