...
واليوم يرى أنه حين يسلم صغيرته لمن يستحقها سيقطع آخر خيط في لعنتها ....
لن تستطيع بعد الآن فرض سيطرتها....كانت تلك آخر كلمة كتبتها في هذا الفصل من قصتها أغلق الهاتف
وشر في البعيد محدقا ....
مرت ست سنوات منذ عقد قرانها عليها....
لم يمل يوما من علاقته معها....بل حارب الظروف حتى يظل الى جوارها....
قطع عهدا على نفسه أن يفعل المستحيل كي يستطيع بعد اذن الله شفاءها....
وها هي اليوم ، لم يعد يفصل بينها وبين الشفاء الا القليل .....
بقيت آخر مرحلة وأصعبها.... مواجهة أبشع مخاوفها، حينها فقط ستتحرر روحها وسينقشع الوهم عن مخيلتها...طرقات خفيفة على باب غرفته تقطع عليه شروده ، بصوت خافت رد:
_تفضل الباب مفتوح.
يدخلان اليه وعلى شفتيهما ابتسامة جميلة....
يمان وإيمان ...كالشمس والقمر هما، تنتقل عدوى الابتسامة الى شفتيه فتصيبه....
ينتبه الى ما تحمله يديها، فيضحك ضحكة خافتة...
تبدأ الحديث بنبرة رقيقة :_انظر يا أيمن ها قد ازهرت جميع البذور في الحوض الصغير الذي اهديتني إياه انها فعلا رائعة.
تقولها بشغف كبير وابتسامة مشرقة، فيحلق قلبه طائرا من السعادة.
تتذكر هي جيدا وقت فاجئها بهذه الهدية....
دائما ما كان استثنائيا في حبه، مميزا في عطاياه ، وغريدا في هديته...لقد كانت في اول طريق علاجها وقتها ، دخلت الى غرفتها في المشفى وجدت علبة جميلة مغلفة بإحكام والى جوارها ظرف معطر بالعد العربي مع عطر أجنبي أخاذ... لم تكن لتخطئ رائحته...
وحده من يمزج رائحة الشرق بالغرب مخلفا ورائه عطرا فريدا من نوعه...
امسكت الظرف وفتحته ، ابتسمت حين مررت عيناها على ما كتبه ....الى إيماني وتيني ونبض وقلبي...
الى تلك فتاة القمر أيسل....
تلك التي نطق لساني اسمها بعد كلمة أمي...
أحبك وبعد...
ستجدين في الصندوق المجانب لك، ظرفا به بذور صغيرة لأزهار فريدة ونادرة مثلك....
اعتني بها جيدا واعلمي انها حين تزهر سيزهر معها قلبك ..
ومع تفتح براعمها سيكون موعد زفافنا اقترب.
المخلص لك دائما وأبدا ....
أيمن القلب وأيسره....لقد جعله الله لها عوضا وجبرا لقلبها....
هكذا حدثت يمان نفسه...قاطع أيمن ذكرياتها قائلا في جدية تامة:
_إيماني ، ركني الثابت الذي لا يهتز...
تعلمين انني اتابع ما تكتبينه وانني اول مشجع لك ،
يجب ان تعرفي انك تتخلصين من اوهامك على الأوراق...
المارد رعد ما هو الا امتداد لخيال مرعب قامت بتغذيته زوجة أبيك عيناء....
كانت تستغل صغر سنك وتخوفك به...وانت كنت تصدقين ما تقوله....
ولبراءتك وهشاشة تفكيرك حينها، ظننتها تلك الساحرة الشريرة التي تشاهدينها في افلام الكرتون ، تلك صاحبة القلب الأسود والدم المسموم.
كنت ترين دائما من والدك البطل الهمام الذي ينقذك من توبيخها وعقابها...وهو حاول دوما حمايتك منها....
ربما قراءتك لمذكرات والدتك جعلت اوهامك حقيقة ...لقد كتبت في دفترها ان عيناء تكون ابنة عم زوجها ...والدك آسر ، ولقد كانت دائما ضد زواجكما نظرا لأنها كانت تحبه وتريده لنفسها...
حين توفيت والدتكما عند الولادة.... كانت عيناء تهدد بأن تأخذكما من والدكما وتؤذيكما .... ولقد فعلتها يوما واختطفتك في الخامسة من عمرك...
حينها لم يكن لدى والدك خيار آخر غير الموافقة على شرطها والزواج منها منعا لها من الاستمرار في ايذائكما...
![](https://img.wattpad.com/cover/197699259-288-k868285.jpg)
أنت تقرأ
لَعْنَةُ... أَيْسِل بقلم خديجة الشريف
Mystery / Thrillerفتاة ليست كغيرها من الفتيات ، أصيبت بلعنة لازمتها مدى حياتها .... فماهي هذه اللعنة وكيف ستتحرر منها...