الجزء الرابع

524 29 6
                                    

"هنا صنعنا العهد ، وبكأس السم سُقينا ، على العهد سنبقى والى ان تفنى كل قطرة سمّ فينا" .



تتردد الجملة في رأسها ، تتكرر في لا وعيها ،


احساس بالدوار يجتنبها ، تسمع صوته يقول:

_"لقد مضى على وجودك في العالم السفلي أسبوعان ،سأعيدك الآن الى المكان الذي جئت منه ، وتذكري دائما أنك أصبحت زوجتي ، نحن الآن روحان في جسد واحدة ، سوف ألازم جسدك ، سأكون في عقلك ، وسأتجسد أمامك حين تنادينني باسمي في مكان مهجور عن العيون ، اوامرك طاعة بالنسبة الي."



ازداد شعورها بالدوار ، صداع عنيف يعتصر رأسها ، احساس بالغثيان يعتريها ، وألم فظيع في جانب صدرها الأيسر ... في مكان كان يسمى قلبا.



صوت ارتطام قوي مصدره القبو ... أيقظها ، لم تشأ إيقاظ زوجها الحبيب ، من أسر قلبها باسمه ووصمه به الى الأبد ، ترجلت من سريرهما دون اصدار صوت ، تطلعت الى الساعة المعلة على الحائط ...استغربت ،



انها الثانية بعد منتصف الليل ....

طبيعتها الفضولية حثتها على معرفة ما حدث ،


توجهت الى الصالة ومنها الى غرفة التخزين ،


رفعت البساط العجمي الذي اخفى تحته لوحا خشبيا ، في منتصفه حلقة دائرية حديدية ،


امسكت بالحلقة ورفعت اللوح فاصدر صريرا اوحى اليها انه لم يفتح القبو احد منذ زمن....


اضاءت الكشاف الذي حملته معها الدرج الموصل الى الغرفة السفلية ....

ثم توقف الزمن عند تلك اللحظة بالنسبة اليها ....

جحظت عيناها وعزفت الطبول انغاما صاخبة في قلبها ...

لم ترى بحياتها شيئا مرعبا أكثر من ذلك ،


فتاة سوداء الشعر ، باهتة البشرة واقفة على بعد امتار منها ،

و....بلمح البصر اصبحت تقف امامها ،


رفعت رأسها ونظرت الى "أسية"...


ا
حتدت نظراتها وقالت لها بما يشبه فحيح الأفعى :

_"أسية ابنة سلطان" ، زوجة "آسر ابن ملاذ" ، ... أخذتِ مني كل ما املك ، انتِ السبب في كل ما يحدث لي ، انتِ السبب فيما اقترفته يداي... لن ابرح حياتك حتى احيلها جحيما ،


لن أكون "عيناء ابنة نُعمان" ان لم انفذ عهدي لك ِ ، مع اول ِ مولودٍ أنثى لكِ ستحلُّ لعنتي على وليدتك ، سأذيقك من نفس السم الذي سقيته بابنتك ... لن تريني بعد الآن إلا عند مولدها ....


ستأتي "أيسِل الى الحياة ومعها لعنتها"....



#يتبع


#خديجة_الشريف


#لعنة_أيسل.






لَعْنَةُ... أَيْسِل    بقلم خديجة الشريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن