الجزء الأخير

383 25 5
                                    

من رحم الألم ...يولد حلم وأمل...

دائما ما كانت تتفاءل  وتحمل شعار الأمل في قلبها ....

رغم كل الألم الذي عايشته لم تيأس وكيف تيأس وهو القائل سبحانه وتعالى في سورة يوسف على لسان سيدنا يعقوب:

"يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)"

دائما ما كانت قصة يوسف عليه السلام تبعث الأمل في نفسها، كيف لا وهي التي سميت بأحسن القصص.

كانت تحب مشاهدة القمر من شرفة غرفتها، خرجت اليها لتستنشق عبير الليل وتأخذ من القمر سلواها، فالقمر يذكرها به ، ككل شيء في حياتها ....

لقَّبَها بضوء القمر فأحبته وعشقت لقبها ... 

ولكم ناداها من مرات بفتاة القمر...

انتبهت لوجوده تحت شجرتهما المفضلة ،

ارادت مفاجئته فنزلت اليه ، سمعته يدندن أنشودة لمست احساسها وعرفتها ...

كان ينشد بصوت عذب كلماتها :

"قلبي اشتكى
طول البعاد
بالدمع قد بلغ الجواب"

فأكملت هي من بعده :

"عمري حياتي
كالرماد
فالذنب اورق وارتوى"

وبنفس الاحساس ... بنفس الوهن ... وبأمل جديد قالا معا:

"يا رب أرجوك الدوا.... يا رب أرجوك الدوا..."

نظر اليها وابتسم ... فابتسمت لابتسامته...

استجمعت قواها وقالت له :

"قلبي مال اليك ، فهلّا سندته"

رد عليها :

"قد جعلت من قلبي لكِ مسكنا... فمتى تسكنين منزلك"

كانت رسائلهم مبطنة ، علم انها مستعدة للزواج به فأراد طمأنتها وبثها شوقه على هيئة كلمات...

اتفقا على موعد العرس المؤجل من ست سنوات مضت ...

لكنه قبل ذلك اراد ان يطمئن لآخر مرة عليها ...

كم كان خائفا من هذا اليوم ...

لكن لا بد له من ذلك ، فالكَيُّ اقوى علاج للجراح...

اخذ بيدها وسألها :

" أتثقين بي؟"

اسرعت بالرد عليه دون تفكير:

"لا أثق بغيرك."

حاسمة وقاطعة قالتها ...

"اذن هيا بنا"...

لَعْنَةُ... أَيْسِل    بقلم خديجة الشريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن