الفصل (30)

4.9K 119 4
                                    

الحلقة ( 30 ) قبل الاخيرة


بعد ايام كانت جنى تنزل فى المطار بامريكا ، و ينتظرها هناك ،  اختها شاهى و زوجها ،و ......

بسام

فى ذاكرة الانسان تحفر صور وجوه و اشخاص واحداث لكن بالتاكيد ذاكرة جنى ، حفر فيها هذا اللقاء مكاناً غائراً ، لا يمحوه الزمن مهما طال

وكم كانت تتمنى فى تلك اللحظه للزمن ان يطول..نظرت جنى اليه ، غير مصدقه ،انه هو ، امامها ، كم استحلفته بلسانها الا ياتى معها و قلبها يكذب لسانها ، و يحلم بوجوده الى جوارها ، حتى النهايه

بيده تمسك بيدها حتى باب حجرة العمليات..يا الله ، كم انت كريم ورحيم لم تقل أى كلمات ، كان انفعالها وانفعاله اقوى من اى كلمات ، فقط دست جسدها الضئيل بين ذراعيه الممدودتان و صوته يرن

فى اذنها منذ اخر لقاء ، فداكى عمرى يا جنى

اما هو ، فأحس انه فى بيته رغم الغربه و البرد والظروف انها فى احضانه الان ، اذن هو فى بيته حيث توجد...... حبيبته زوجته..حملها كطفله صغيره و دار بها حول نفسه ، و عيناه مغلفة بالدموع و توقف لينظر اليها مليا ، و هى الاخرى نظرت الى عينيه ، و لم تقل اى كلمه وكل منهما بوجه

نصفه ابتسامه و نصفه عينان تدمعان ووجدت نفسها لاول مره فى حياتها تفعل شيئاً لم تفعله قط ، مع اى انسان ، وجدت نفسها

ترفع يده الى شفتيها وتدفن وجهها فى كفه وتقبلها مما جعله ينهار على يداها تقبيلاً و هو غير مصدق انها لم تأبه للناس حولها ولا لوالديها ، فقط عبرت عما بداخلها

و لم يكن بداخلها فقط حب فى هذه اللحظه ، كان نوع من العرفان ، كانت تريد ان تبلغه بغير كلام ، كم تقدر وقوفه الى جوراها ، و قطعه لنصف الكره الارضيه ليكون معها

لم يكن يدرى كيف كانت ستسير به الايام ، لو فقد هذه المخلوقه ،لو اختفت من عالمه

لكن جنى كان وجودها مثل العطر قد يختفى الشخص
و يبقى عطره للابد ،دليلاً دامغاً على وجوده

دليلا يقول : كان هنا انسان جميل ، نبيل ، لاتمحو ذكراه السنين

اندهش والدا جنى نفسيهما عندما وجدا بسام ، لكن وجوده اورثهما الكثير من الارتياح ، احسا انه سيسهم فى ارتفاع معنويات جنى للسماء ، خاصةً بعد ما لمسا تبدل حالها تماماً بمجرد ما رأته .

كان ميعاد المستشفى فى اليوم التالى ، وامامهما ليله باكملها
ليله من العمر ، قد تكون اخرلقاءهم طلبت جنى من امها ان تتركها مع بسام تلك الليله .

نظرت الام نظره ذات مغزى لبسام ، الذى طمأنها بنظره واحده، انه لم يكن ليؤذيها او ليجهدها تحت اى ظروف

و لم تقل الام غير :انا واثقه فيك يا بسام يابنى

ابتسم بسام ابتسامه حزينه قائلاً :اطمنى يا طنط ، انا باخاف على جنى اكتر من نفسى

هذا هو العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن