الحلقة ( 24 )
ارتج شريف الذى كان نائما فى الكرسى الخلفى بشده و صدم راسه بمسند الباب، مما اصابه بالاغماء ، اما جنى فقد انفتحت الوساده الهوائيه امامها هى و بسام فى نفس اللحظه .فلم تصب فى الحادث لكن حدث لها ما يشبه الصدمه
و اضطر بسام ان يقطع الوساده الهوائيه بنصل صغير فى ميدالية مفاتيحه حتى يحررها من ضغط الوساده الهوائيه على صدرها ، اذ كان كرسيها قريبا جدا من المقود واصبحت من جراء هذا الضغط فى حاله يرثى لها و عاجزه عن التنفس بصوره طبيعيه .
نزل بسام مسرعا من السياره و كانت السيارات قد بدات فى التوقف للمساعده ، فحمل جنى حملا ، و وضعها فى الكرسى
بجوار السائق ، و اغلق الباب ،و فتح باب السياره الصغيره عنوه ، و اخرج منها المصاب ،و ساعد بعض الشباب فى وضعه فى احداها ، وفى اثناء ذلك وصلت سيارة دوريه للشرطه كانت فى المنطقه ، و سالوا عمن كان يقود
السياره الشيروكى وقت الحادث ، فاجاب بسام بانه هو قائدها ، و طلب الاسراع فى انقاذ المصابين الذين نظر لهم الضابط فى لحظتها و حمد بسام الله انه نقل جنى الى المقعد
المجاور للسائق ، و ساعده رجل الشرطه فى نقل شريف الذى كان لازال فاقداً الوعى ، و جنى التى كانت فى حاله يرثى لها ، و انطلقت سيارة الشرطه و خلفها سياره احد الشباب التى كانت تحمل
المصاب لاقرب مستشفى لاسعافهم ، و كان يبدو على قائد السياره الصغيره انه نزف الكثير من الدماء و حالته خطره
.و فى اثناء ذلك اتصل بسام بهشام بك ، و اخبره ان حادثا بسيطا قد وقع ، و انهم كلهم فى الطريق للمستشفى ، هلع الرجل على ولديه و امر سائقه بعكس الاتجاه و العوده لمكان المستشفى كما وصفه له بسامو فى المستشفى ، دخل شريف غرفه عاديه للكشف و كذلك جنى ، اما المصاب فدخل العنايه المركزه و كان تشخيص الطبيب لحالة جنى ، صدمه عصبيه ، اما شريف فاغماءته
كانت بسيطه و قرر الطبيب انه بسبيله للافاقه منها و سال الضابط بسام عما حدث ،حكى له بسام ما حدث بالتفصيل،
و زاد عليه رقم السياره النقل التى فرت من مكان الحادث ، وكان الشاب الشهم الذى ساعده قد التقطها و دونها على موبايل بسامالضابط : انت اللى كنت سايق
بسام : ايوه يا فندم انا
الضابط : فين رخصك ؟
تذكر بسام هذه اللحظه ان رخصته فى سيارته بالقاهره
و اجاب : هى مش عربيتى انا ضيف و صاحب العربيه تعب
و كان عايز ينام ،فسقت مكانه و رخصتى مش معايا انا كنت سايبها فى عربيتى فى مصرلم ينتظر الضابط اكثر من ذلك ، و قبض على بسام ، و طلب منه التوجه معه للقسم فاستسمحه بسام ان ينتظر حتى يصل اهل جنى لانها كانت ذاهله تماما و عاجزه عن النطق .
ارسل الضابط للدوريات و البوابات مواصفات السياره النقل، لضبطها و احضارها ، و قررالانتظار قليلا مع بسام وخلال ربع الساعه كان اهل جنى قد وصلوا جميعا ، و امها فى حالة انهيار
هشام : ايه يا بسام بنى ، جنى وشريف جرالهم حاجه ؟ و انت رايح فين ؟
بسام: ان شاء الله خير ، الدكتور طمنا انها بسيطه باذن الله ، انا هاضطر امشى مع الضابط عشان الاجراءات
هشام : ليه يا بنى انت مالك ، مش شريف اللى كان سايق ؟
رد بسام متلعثما و كان الضابط الى جواره : لا لا يا عمى ، انا اللى كنت سايق ، و ..
لم تدعه ام جنى يكمل اذ هجمت عليه و خمشت وجهه باظافرها و صاحت :
موتتهم الاتنين ، منك لله يا شيخ ، و انا اللى كنت باقول هاتسعد بنتى ، تقوم تقصف عمرها هى و اخوها كمان ، حرام عليك ، حرام عليك
ذهل هشام مما فعلت زوجته و اضطر لتكتيفها و ابعادها عن بسام الذى تركها تهاجمه و لم يرفع اصبعا لرد هجومها عليه ، فقد كان هو الاخر خائفا على جنى ، و لا يهتم بما قد يحدث له ، قدر اهتمامه بها .
و مضى بسام مع الضابط وهو يتصل باحد اصدقائه فى القاهره ، طالبا منه احضار رخصته من داخل السياره ، دون اشعار امه بالقلق و لكن هيهات ، لقد كانت امه تعلم ان لديه
ميعادا مع رئيس القسم بالكليه ، لاستيفاء اجراءات البعثه ، و تعلم انه قادم اليوم لا محاله ، و اعدت له الغداء و البذله التى طلبها ، ليجرى بها المقابله مع الدكتور لذا تضاعف قلقها عندما
طلب صديقه المفتاح لاحضر الرخص، لكن صديقه كذب عليها و اخبرها ان بسام كان يقود السياره بدون رخصه و انه موجود قريبا من المنزل فى لجنه مرور عاديه و يريد رخصته .
ازداد الامر سوءً بوفاة المصاب فى الحادث ، و اصبح لزاما على بسام العرض على النيابه ، و تحقيقات طويله لذلك كان لابد من الاتصال بوالدته لطمانتها ، و هذا ما فعله و طلب اليها ان تسال عن جنى و اخاها و كذلك ان تحدث رئيس القسم
فى الهاتف و تطلب ارجاء المقابله يومين حتى يفرج عنه ،
و قضى ليلته فى القسم ، لا يدرى ماذا حدث لحبيبته ، و لا ماذا سيكون مصيره و مصير بعثته بعد هذه القضيه التى لم تكن فى الحسبان ......وردة ✍️