بارت 1

52.3K 442 49
                                    

مقدمه :
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما!

فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما

أتراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟!

يا صاح لا خطر على شفتيك أن
تتثلما والوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
متلاطم ولذا نحب الأنجما
إيليا أبو ماضي
البارت الاول :
الجو كئيب الجميع يلتف بسواد لا يقطع شهقاتها سواء بكاء رضيع تحمله بين يديها تنظر اليه بحزن وقلبها يتقطع على شقيقها الذي لن يرى والديهم لن يحس بدفئهم ولا حنانهم ضمته لصدرها وشهقاتها تعلو
قربت منها واحده من الحريم : خلاص يالجوهره قولي اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خير منها اخوانك مالهم غيرك شدي حيلك
بكت اكثر كيف تتحمل كل هذا وهي بنت ال15 سنه فقدت ابويها واخوها والثاني الي في المستشفى مايندرى عن حاله والثالث ابو4 شهور الي بين يدينها بكت الخوف والوحده والحزن والفقد واليتم وقلة الحيله هذا ثالث ايام العزاء بعد العشاء طلعت غرفتها واخذت اخوها معها سوت له حليب ونومته وغمضت عيونها بتعب ودموعها مانشفت
الجوهره فهد الفاضل ...... 15 سنه
____________________________
جالس وغضب الكون يعصف فيه من داخله ومن خارجه برود وجمود وابتسامه مخيفه لا يعرفون غيرها : هذا اخر كلام عندكم وبسخريه يا اخوان ابوي
عمه الكبير : ابوك ما اعترف فيك ومتبري منك والدليل ماشفنى وجهه اليوم وكلامنا ماتغير ياولد الكافره مالك حق عندنا ولا نبغى نشوف رقعة وجهك مره ثانيه
مازال البرود هو قناعه وابتسامته لم تتغير كأنها نحتت على وجهه : لا يا عمي راح تشوفني وراح تشوفني كثير وحقي راح اخذه بطيب خاطر لاننا اهل وما ابغى نزعل من بعض
ضحك عمه الثاني بإستخفاف من تهديده : مالك حق عندنا ابد انت احمد ربك ضافينك ومعطينك نسبنا يا ولد الكافره الله اعلم من اب...... سكته الجد
الجد الي دخل وقف الكل بإحترام ماعدا الضيف الغير مرحب فيه : اسمعني يا ولد الكافره انت مانت منى ولا لك حق عندنا والله لو تطول الشمس ماتطول شعره من حلالنا واقطع الهرج وبيوتنا لا عاد تدوسها محرم عليك لموتك
وقف وهو يدعي من قلبه ان ينصره وينصفه والغضب والحقد يكوي فؤاده منهم ومن والده الذي قتله بغيابه ركب سيارته وذهب وهو يتوعد من استخف به واتهمه واتهم امه بأبشع صفات من حرموا دخوله لمنازلهم بأن يحرمهم من اغلى مايملكون
يوسف عبدالعزيز البراق ..........27 سنه
_____________________________

رمت نفسها على فراشها البالي بتعب تكسر ظهرها من شغل البيت : ياريتني شغاله واخذ راتب واجازه على الاقل ههههههههههههه اهههه يا قلبي علي صرت اتنمنى اصير شغاله . انفتح الباب بقوه الين صك في الجدار ودخل رجل في نهايته الاربعينات بعيون حمراء وبعصبيه مفزعه : من تكلمين يا كلبه
فزت من فرشها وقلبها وقف من الخوف : والله والله اكلم ننفسي يبه والله . مسك شعرها وغطت وجهها عشان تتجنب الضربات : ليه مجنونه انت لو سمعتك مره ثانيه تسوينها ذبحتك وهزها بقوه وهو يصرخ ساااااامعه
: سامعه والله سامعه ، فكها وخرج وهو يدعي عليها : تبغى يقولون مجنونه وتطيح بكبدي الله ياخذك ويريحني منك ومن همك
جلست على فرشتها وطالعت حولها في المخزن الصغير الي مخلينه غرفه لها مسحت دمعه عنيده ومسحت شعرها الي وقف من مسكت ابوها وانسدحت ونامت وقلبها مليان قهر وحقد على ابوها واهلها كلهم
وعد عبد الخالق الجاسر ...... 16 سنه
_______________________________
دخلت قصر عائلتها المليان بكل حاجه ماعدا الناس وحيده دائما وخائفه دوما صعدت لجناحها ونزلت الاكياس والاغراض الي اشترتها دق باب الجناح نظرت لثواني بإستغراب واتجهت للباب بسرعه فتحت وفوجئت بوجود والدتها سلمت عليها بحب ودخلت معها وهي مبتسمه بغرابه
: هلا ماما ماقلت لي انك راجعه من السفر الحمدلله على السلامه
امها : الله يسلمك المهم عندي لك خبر
: خير اللهم اجعله خير
امها بإبتسامه عريضه : خير خير يا عيون ماما انت احممم تعرفي صحبتي سهاد ؟
ببرود وهي عاقده حوجبها : ايوه اشفيها
امها : خطبتك لأخوها ألف مبروك حبيبتي
سكتت بصدمه من اسلوب امها الي محسسها انه ا ماصدقت احد خطب بنتها من جهه ومن عريس الغفله الي اهلها بيرفعوا ضغطها فيه من جهه بس قررت تتصرف بعقلانيه ماله داعي تعاند وهما راح يجبروها على اية حال : ومن اخوها ايش اسمه كم عمره ايش وظيفته كيف اخلاقه ؟
امها بحماس مراهقين ما كأنها ام وعندها اولاد كبار اصغر واحده هي ليان وعمرها 17 سنه : يهبل يا ليون شفته مره او مرتين اسمه مشعل عمره 27 اظن مهندس قد الدنيا وضحكت ابتسمت على كلام امها كملت امها : اخته تمدحه مرره طيب وكذا انا قلت لبابتك وهو موافق احنا مانبغاك تظلي هنا لوحدك واحنا مسافرين
ليان : اقعدو معايه طيب
امها عفست وجهها ماعجبها الكلام : الخميس راح يجوا ويتفقوا على كل حاجه وتعملوا النظره
ليان بسخريه : يعني بكره ماعليكم اصلا انا موافقه عارفه استخرت وارتحت سبحان الله
ماردت امها وقامت لدولاب تشوف الملابس عشان تختار للنظره انقهرت ليان : ماما تعبانه وابغى انام رجاء خليني فحالي الان
خرجت امها بعصبيه وتركت ليان لدموعها استخارت وماحست بحاجه دعت ربها يكتب لها الخير وحطت راسها ونامت بعد عناء
ليان عبدالله البراق ........17 سنه
___________________________
صحي على صوت جواله اخذه ورد بسرعه : هلا والله بالغالي
: يا هلا فيك وينك مارجعت من امس
بحزن : كنت نايم وماحب ارجع البيت وهذاك فيه افهمني يا خالد
خالد بحزن اكبر : الله يهديك يا عز الحين انا قلبي نار عليك من امس وربي مانمت وانا احاتيك وانت طالع عشان العله هذا ارجع خلني اشوفك واتطمن وابشرك استأجرت شقه وراح نطلعها اليوم ولاعاد اسمعك تقول بتنام برى
نزلت دموعه فرحه وحب : الله يخليك لي يا خالد الله لا يحرمني منك والله ماحد مصبرني على العيشه غيرك انت وعمير
ابتسم خالد : وانا ما حد بيموتني ناقص عمر غيرك يا سربوت بروح انام انا احاتيك واسهر وانت نايم ولا يهمك
ضحك ومسح دموعه : سربوت في عينك روح نام جعلني فدى لعيونك يا قلبي وروحي انت
ضحكك خالد : والله ماتنعطى وجه انت يالله مع السلامه البيت امان ترى اذا حبيت ترجع زوج امك راح لدوامه
عز : اجل برجع ألم هدومي واغراضي واحطها في السياره قال بحزن قلت لامك
خالد بحزن مماثل : قالت اهم حاجه لاتنسون تاخذون عامر معكم
عز مارد خالد : لاتزعل انت ماتقول انك مو محتاج غيري انا وعامر ولا غيرت رأيك الحين
عز : لا ابد يالله روح نام وراك دوام باي وقفل وبكى امه الي ماشافوا منها الا القسوه والقهر قام ودور احد الشباب الي تعودوا على نومته في الاستراحه عندهم يوديه للبيت يلم اغراضه
خالد جابر الراشد ......26 سنه
عز جابر الراشد ......19 سنه
عامر جابر الراشد .......14 سنه
____________________
الجوهره ...........
قامت على بكاء اخوها شالته وطلعت للمطبخ وشافت عمها في الصاله مع زوجته يتكلمون وسكتو لما شافوها : السلام عليكم
رد عمها : وعليكم السلام ايش صحاك الحين
استغربت اسلوبه بس يمكن تعبان رفعت اخوها : بسوي له حليب
عمها : طيب سكتيه وتعالي ابغاك بموضوع
الجوهره : ان شاء الله راحت المطبخ خلصت الحليب وراحت لعمها وجلست واخوها في حضنها ويشرب الرضاعه : امرني يا عمي
عمها : اسمعي انت بنت كبيره والي صار مكتوب ومقدر قاطعته ودموعها تنزل : عمي تكفى لا تقول انه فارس صار له حاجه
عمها : لا لا مافيه شئ على حاله استهدي بالله انا ابغى اقولك تجهزين اغراضك واغراض اخوانك عشان مايصير تقعدون هنا بتجون تجلسون في بيتي
مسحت دموعها ماعرفت ايش تقول : بس يا عمي فارس ماطلع من المستشفى كيف نسافر ونتركه هنا
عمها بحده : ليه هو بزر انا ماقدر اقعد هنا ولازم اخذك معاي تبغين الناس تاكل وجهي وانا تارك بنت لحالها وبعدين اذا طاب جاء ماحد ماسكه
كانت بتعارض بس زوجة عمها قاطعة كلامهم : خلاص لا تعاندين كلام عمك بيتنفذ رضيتي ولا غصبن عليك سكتت وهي خايفه من المستقبل
عمها بنفس الحده : اسمعي انا عندي عيال كبار وانت بنيه ماينفع تقعدين عندنا كذا لازم تحلين لواحد منهم
طالعت فيه وهي مو فاهمه ايش قصده عقلها الصغير ما استوعب ولا فهم مقصد الكلام : يعني ايش يا عمي
زوجة عمها : الله يعين واحد من عيالي يتزوجك ويستر عليك مع اني كان ودي اختار له على ذوقي بس عاد ايش نسوبي في المصايب ذي
انصدمت ونزلت دموعها ايش زواج ايش يقولون هذولاء : عمي كيف تبغاني اتزوج واهلي مالهم اربع ايام ميتين خلاص انا بقعد هنا وفارس بيطلع ويقعد معنا مالي طلعه من هنا
عمها بعصبيه وحده : انطمي واليوم تمشين غصب عنك فاهمه وليلة وصولنا لحايل بتكون ملكتك ولا تبغين تقعدين هنا وتصيعين على كيفك واخوك الي مايندرى بيقوم ولا يفطس ونخلص منه
انصدمت من عمها ومن وجهه الجديد الي ماعمرها شافته طلغت غرفتها وهي تبكي ودموعها على حزنها وصدمتها وقلة حيلتها اااااه يا قل الحيله ما اوجعك شاركها اخوها البكاء كأنه حاسس في اخته
__________________
وعد...........
صحيت على الباب الي انفتح كأنه مداهمه عسكريه : قومي الله ياخذك هذا الي فالحه فيه نوم واكل وقلة صنع قومي الله لا يبارك فيك يا زفت
قامت وراحت للحمام متجاهله الكائن المزعج الي تسب وتدعي عليها توضت وراحت لغرفتها لبست عبايتها وصلت لبست مريولها ورتبت شعرها وخرجت جهزت الفطور وحطته في الصاله واخذت خبزه وحشتها جبنه ولبست عبايتها على راسها وغطاها الكامله وطلعت تنتظر الباص شافت سيارة اولاد جيرانها يحملون اغراضهم اخذت نفس عميق وقالت في نفسها تلاقونهم بيسافرون وينبسطون مو انا استغفرالله ياربي ما باقي الا اصير حساده اعوذ بالله حالهم اردى من حالي او زيه الصريخ والسب الي اسمعه من بيتهم مو خير ابد مشت لاخر الشارع عشان لو طلع ابوها وشافها بيصفقها ويرجعها للبيت قعدت واقفه شافتهم طلعوا وركبوا وهما يضحكوا ابتسمت تحسهم نفس معاناتها يعني يمكن لها امل تفتك من الي هي فيه تنهدت بألم ودعت ربها يفرج عنها جاء الباص ركبت وجلست جنب سلوى صديقة عمرها : يا هلا يا هلا اليوم افرج عنك
وعد : خلينا من الغثاء يكفيني في البيت كيف الدوام امس بدوني
سلوى : نكد والله لو تسمعين مني وتوافقين على جمعه بس انت عنيده
وعد : خليني على الي عندي ارحم لي من حمعتك هذا
سلوى : سمعت انه حنون واجد
وعد : خليه لك المهم ايش الواجبات خليني احل
___________
يوسف .....
نزل لبيته بحزن حصلها جالسه تنتظره قدام الباب : ايش صار
يوسف جلس على الكنب وفك ازرار فميصه العلويه كتفت ايديها على صدرها وعضت شفايفها بزعل : ولا حاجه صح زي العاده تطلع اقول بيجي بحاجه تبرد القلب وترجع لي يديك فاضيه انا الحين ايش اعمل قولي خلاص انا طفشت من العيشه الزفت هذي انا في بيت ابوي قبل لا اطلب تكون طلباتي مجابهه وهنا وسكتت وهي تلف عيونها بقهر ساكت يطالع فيها كيف كان مخدوع فيها وين حبها وغرامها شوقها له ماعاد يشوف منها غير التذمر وقلة الصبر والقرف
: ايش فيك ساكت بعد لا يكون انطرمت عشان تكمل حياتنا المثاليه قطع كلامهم بكاء طفل غطت أذانها بعصبيه الزفت هذي ماتصحى الا في اوقات غلط زي حضرتها انتهى بروده واشتعلت ناره الا طفلته وقف في وجهها وبلعت ربقها لانها تعرف عصبيته وبإرتباك رووح انت شوفها انا تعبت مسك ذراعها بقوه وفكها وراح لبنته اميرته شالها واذابت ثلوجه واحزانه باس خدودها وعيونها ويدينها اخذ رضاعتها وسواء لها حليب وهو يهزها بين يديه جلس على الكرسي الهزاز واعطاها رضاعتها وتنهد وطالع فيها وابتسم بحزن بعد ماخلصت راح لسرير وانسدح وسدحها على صدره وغمض عيونه وهو يحس حركتها الي خفت وانفاسها الي انتظمت ناموا وترك الي في الصاله تبرق وترعد دخلت وهي لسا بتبرد قلبها بس شافتهم نايمين وخرجت جلست في الصاله وقعدت تبكي وهي تندب حظها وغبائها الي خلاها توافق على واحد زي يوسف

أنت أختارك القدر ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن