تغير جذرى 2

6.5K 116 1
                                    

نوفيلا.... هواجس العشق 💔
الفصل الثامن ( الجزء الثاني )
_______________________
تسمرت مكانها و شعرت بشلل كلي في جسدها وهي ترى والدها يقف امامها نزلت دموعها و تحركت متجهة نحوه في نفس الوقت الذي ذهب فيه بيجاد اليه فغطى جسدها كادت تندفع اليه لكن محمد أمسك يدها و دفعها لتترك المكان فورا ! وقفت ملاك خلف الحائط تستمع لصوته و تكتم شهقاتها بيدها فهي رغم اشتياقها الشديد لوالدها لا تستطيع جعله يراها او حتى تحتضنه و تنعم بحضنه الدافئ !!
اما في الجهة الاخرى كان بيجاد قد ذهب اليه و قبل جبينه ثم احتضنه بقوة هامسا :
- عمي حسن... ازيك اخبارك ايه.
بادله الحضن بحنان ابوي قائلا :
- انا كويس الحمد لله يابني المهم انت عامل ايه.
ظهر الحزن على وجهه ف اجابه :
- انا.... انا كويس ، حضرتك جاي ليه في مشكلة انت محتاج حاجة قولي يا عمي.
ابتسم حسن :
- لا يابني مفيش مشكلة وانا مش محتاج غير سلامك بس السيد عادل اتصل بيا و طلب مني اجي ضروري عشان عايزيني في موضوع مهم.
جز على اسنانه و نظر الى عمه بغيظ فقالت انعام بابتسامة :
- اه هههه عادل اتصل بيك عشان تجي تحتفل معانا انت كنت في يوم من الايام ابو مرات ابن العيلة و حضورك مهم ، نظرت لمكان لارا ولم تجدها فقالت باستغراب مصطنع :
- الله هي مراتك لارا فين من شويا كانت هنا.
اندهش حسن و تمتم :
- مراته ؟ ليه انت اتجوزت ؟
لم يجد بيجاد ما يقوله ف التزم الصمت اما سليم فتحدث اخيرا :
- متسألش امتى اتجوز عشان احنا عرفنا قصة جوازه النهارده و انا ك ابوه كنت اخر من يعلم بس غريبة انك مش عارف هه اقصد يعني ابني ييجاد متعلق فيك اكتر مني المفروض يكون قالك انت على الاقل.
تنهد بيجاد بقوة و اردف :
- عمي حسن القصة حصلت بسرعة و مكنش عندي فرصة اقول فيها لحد يعني....
ابتسم بهدوء و قال :
- مفيش مشكلة يابني انا مبسوط لانك رجعت شوفت حياتك و ده احلى خبر بسمعه و ايه يعني مكنتش عارف عادي المهم انت تبقى فرحان صحيح فين مراتك عايز اتعرف عليها.
نظر بيجاد لفراغها ثم لمحمد الذي اشار له بأنه تدبر الامر تنفس بارتياح لكن لم يدم طويلا حيث قال عادل :
- غريب كانت قاعدة معانا ليه اختفت فجأة كده انا عزمتك عشان تشوفها و تتعرفو على بعض خاصة ان مرات بيجاد الجديدة و بنتك ااا....
قاطعه بيجاد بسرعة :
- عمي حضرتك واقف ليه تعالى اقعد تتعشا معانا بقالنا زمان مقعدناش على سفرة واحدة.
نفى حسن برأسه و اردف بابتسامة :
- معلش يابني مرة تانية انا مقولتش ل ام ملاك اني جاي و بالها هيتشغل عليا لازم اروح دلوقتي.
فيروز بأدب :
- سلملي على ام ملاك يا سيد حسن و ابقو شرفونا في اي وقت تحبوه.
هز رأسه و خرج و معه بيجاد و عندما اصبحا بمفردهما امسك يده و تمتم :
- عمي اتمنى متزعلش مني لاني.... لاني اتجوزت تاني والله جوازي مبيعنيش اني نسيت ملاك بالعكس مكانتها في قلبي لسه زي ماهي و مش هتتغير ولا هحب غيرها و جوازي ابني كنت مضطر عليه.
ابتسم و ربت على كتفه بتريث :
- يا بيجاد انا مستحيل الومك على جوازك التاني انت عندك حق تعيش حياتك و انا كان نفسي اصلا تتجوز عشان كنت شايف حالتك بعد ملاك.... يابني انا عارف انك لسه بتحبها بس ملاك خلاص ماتت و الحي ابقى من الميت انساها و.....
قاطعه وهو يهز رأسه بأسف :
- مش هنساها.... مش هقدر انساها ملاك هي حبي الاول و الاخير يا عمي و انا عمري ما هحب غيرها حتى لو اتجوزت مليون مرة مكانتها في قلبي مش هتتغير ابدا عارف انا احيانا بحسها جمبي موجودة في المكان اللي انا موجود فيه و واقفة قدامي بتكلمني صوتها مش بيفارقني و ذكرياتي معاها كأني عشتها امبارح ، دمعت عيناه ف ضمه الاخر بقوة وضع بيجاد رأسه على كتفه و دموعه تنزل بصمت ف حسن هو الوحيد الذي يكون صريحا معه لأقصى الحدود و معه يشعر بحنان الأب الذي لم يعشه مع والده نفسه لذلك لا يضع حدودا بينهما و لا مانع لديه بأن يضعف امامه فهو يعتبره والده حقا.... بعد دقائق ابتعد عنه وودعه و دخل كانت العائلة بانتظاره ف اقترب من عادل و عيناه تشع شررا و غمغم بحدة :
- انت كان قصدك ايه من انك تجيب عمي ها ؟ عايزه يشوف شبيهة بنته و يفكرها ملاك و تلعب بمشاعره صح ولا عايز تلعب بمشاعري انا.
لم يتكلم فتابع بتهديد :
- ديه اخر مرة تلعب فيها الاعيبك ديه والله لو شوفت اي تصرف تاني بيضايق هنسى انك عمي فاهم !!
في هذا الوقت خرجت ملاك بعدما جففت دموعها نظرت اليهم و تمتمت بسخرية :
- عشان كده اخوك زقني و خباني كله علشان الاستاذ اللي كان هنا هو يبقى ابو مراتك الاولانية صح ؟
رمقها بحدة اخافتها و اشار لها برأسه بالصعود فحمحمت و امتثلت لأوامره و ذهبت لغرفتها و بمجرد ان دخلت جلست على سريرها تبكي بهستيريا وهي تتذكر ملامحه لقد اشتاقت اليه و اشتاقت لأمها اشتاقت لعيشها معهما تلك الحياة البسيطة و اشتاقت لكل لحظاتهم سويا لكن للاسف لا تستطيع اعادة الزمن للخلف مهما فعلت.
في الاسفل تحدث محمد بجدية :
- خلاص يا بيجاد متتنرفزش انا خبيت لارا او ما دخل و مشافهاش.
اجابه بعصبية غاضبة :
- بس كان ممكن يشوفها ساعتها هيفتكر انها بنته زي ما انا و الكل افتكروها كده هيحس ب ايه لما يعرف انها مجرد بنت بتشبهها واني اتجوزتها بس علشان وشها ده !!
عادل بعبوس :
- مفيش داعي تعلي صوتك متنساش انك بتكلم عمك يا بيجاد و انا مش هسمحلك تتجاوز حدودك معايا و بعدين انا كنت عايز اتأكد ان كانت البنت ديه لارا بجد ولا هي ملاك و بتضحك علينا.
ابتسم بسخرية و قرف ليقول :
- لو كانت ديه ملاك بجد انا مكنتش هفكر ارجعها للقصر ده يا سي عادل و لا اسمحلها تعيش وسطيكم في شركم و حقدكم على بنات الناس تعرف حاجة اكتر حاجة بندم عليها ان ضميري مش مطاوعني و مش هاين عليا اعاملكم بنفس المعاملة رغم اني بقدر بس اقول ايه انا مش زيكم ، نظر ل انعام و رفع يده في وجهها :
- وانتي ياريت متتذاكيش تاني والا هعمل حاجة مش هتعجبك لا انتي ولا جوزك و انا بحذرك ديه اخر مرة تدخلي فيها في حاجات مش بتخصك مفهوم !!
طالعته بغيظ و ذهبت لغرفتها و خلفها زوجها و محمد بعدما ربت على كتفه بمواساة و حرج من تصرفات أمه و أبيه بقي سليم و فيروز واقفان فرمقهما بيجاد بسخط و قبل ان يتحرك ليذهب اوقفه صوت والده الهادئ :
- هو احسن مني في ايه عشان تعامله كأنه ابوك الحقيقي و انا بتعاملني كحد غريب مش شايف ده ظلم يا بيجاد ؟ انا اللي ربيتك و تعبت عليك سنين طويلة و دايما بتتجاهلني انما هو....
قاطعه مبتسما بقهر :
- اللي انت معملتوش في 30 سنة عمي حسن عمله في سنتين يا سليم نصار الحنان اللي انت كنت شايفه هيضعفني لو ربيتني عليه انا شوفته في عيلة مراتي الصدق و الثقة و انه بيسمعني دايما لقيته مع عمي حسن مش معاك و بعد ده كله بتقولي ظلم ؟ ده انا اللي اتظلمت و اوي كمان يا.... يا بابا.
تركه و رحل فدمعت عيني فيروز و لم تستطع هذه المرة مواساة زوجها فذهبت ايضا تاركة سليم شاردا في كلامه محتجزا الدموع في عينيه....
______________________
صعد بيجاد لغرفته ودخل وجدها قد نزعت ثيابها و ارتدت منامة خفيفة و اسدلت شعرها فكانت جميلة و ساحرة بحق.
زفر بضيق و اقترب منها و عندما رأته ابتسمت :
- جيت اخيرا كنت عايزة اسألك على اي جهة من السرير هنام.
امسكها بيجاد من ذراعها بقوة و ضغط عليه فتأوهت بألم مكتوم نظر اليها و تمتم من بين اسنانه :
- فهميني بس انتي عايزة ايه من كل ده ها ليه التصرفات الغبية ديه انتي بتقصدي ايه من اللي بتعمليه عايزة توصلي ل ايه ؟!
قالت وهي تحاول سحب ذراعها :
- ممكن افهم ليه العصبية ديه انا عملت ايه لكل ده ؟
بعصبية صاح بيجاد :
- قربك مني و حبيبي و جوزي و طنط و ايدك اللي بتلزق فيا كل شويا و انا قولتلك مليون مرة جوازنا ده قدام العيلة بس فممكن افهم ليه كنتي بتعملي كده ؟
زفرت ملاك و اجابت بتوتر :
- اهو انت قلت قدام العيلة و احنا كنا قاعدين معاهم اكيد انا هقرب من جوزي و مش هكلمه زي حد غريب طبعا و بعدين مش انت اللي طلبت نمثل ليه بقى جاي تتكلم دلوقتي مرة مثلي انك مراتي و مرة مثلي قدام العيلة بس و مرة متمثليش قدام حد ما ترسى على رأي واحد اوف.
ابعد يده عنها و رمقها بسخط فهي محقة في ما تقوله يجب ان يظهرا كزوجين حقيقيين و ليس كغرباء هو من طلب منها ذلك اذا لماذا غضب الآن هل من قربها ام لأنه يشعر بشيء جميل عندما تقترب منه شبيهة زوجته ؟! تركها و دخل للحمام ف ابتسمت بحزن هامسة :
- انا اسفة يا بيجاد بس لازم تتأكد اني لارا فعلا انا عارفة انك لسه شاكك ولو بنسبة 1٪ اني ملاك ولو اتصرفت بطبيعتها بعد ما شوفت بابا كلهم هيشكو فيا انا دلوقتي بشبه ملاك في الشكل انما التصرفات مختلفة تماما و ده اللي انا عايزاه مش لازم حد يعرف الحقيقة قبل ما تخلص مهمتي.
تنهدت و استلقت على السرير و اغمضت عيناها بعد دقائق خرج بيجاد و طالعها لثواني ثم اخذ وسادة و وضعها على الاريكة و اغمض عيناه كذلك ليغرق في النوم سريعا من شدة التعب ، فتحت ملاك عينيها و نهضت جلبت غطاء من الخزانة ووضعته على جسده هامسة :
- بــــحبــــك.
طبعت قبلة رقيقة على وجنته و ذهبت لتغلق الخزانة لكنها لمحت شيئا فضيا يلمع و كان تلك القلادة التي تحمل صورتهما ابتسمت بسعادة لانه لا يزال يحتفظ بها ثم اخرجت قلادتها المشابهة للاخرى تماما و تمتمت :
- حتى الهدية اللي اديتهالك و كانت سلسلة عادية اوي لسه محتفظ بيها يا بيجاد يااه نفسي دلوقتي اترمى في حضنك و اتروى من حبك و حنانك بس مش قادرة الظروف بتمنعني بس احنا هنرجع نجتمع تاني يا حبيبي صدقني و لما تعرف ليه خبيت هويتي هتفهمني المهم اعرف اجيب اللي يخصني من عادل و اعرف سبب عداوته مع عمو سليم وبعدين كل حاجة هتتحل.
______________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت و دلفت للحمام و استحمت ثم ارتدت قميص نوم و فوقه الروب الخاص بيه طويلة باللون الاحمر و صففت شعرها ثم نزلت للاسفل بأريحية فهي تعرف ان محمد و البقية ذهبوا للشركة بعد ان بعث لها رسالة يخبرها فيها ان لديهم صفقة مهمة سيتناقشون عليها ، دخلت للمطبخ وكانت هناك فيروز و انعام ف ابتسمت و قالت :
- ،Good Morning ، ايه الشغالة فين ؟
نظرت لها انعام بضيق مما ترتديه و اجابتها :
- الشغالة واخدة اجازة و معلش نسينا ناخد الاذن منك !
هزت كتفيها بعدم مبالاة و هتفت وهي تفتح الثلاجة :
- اوك مفيش مشكلة يبقى انا هجهز الفطار لجوزي قبل ما يصحى.
نطقت فيروز بنفاذ صبر :
- مفيش داعي انا جهزت كل حاجة ل ابني لو كنتي عايزة تعملي الفطار كنتي صحيتي بدري.
طالعتها وهي ترد بخجل مصطنع :
- سوري كنت عايزة افوق بدري بس يعني.... احم طولنا في السهر شويا عشان كده مقدرتش اصحى غير دلوقتي.
مطت شفتها بسخط من كلامها و استدارت تكمل عملها بينما جلست ملاك على الكرسي و رفعت قدمها ليميل الروب للأسفل و تظهر ساقها العارية وهي تبتسم باستمتاع و السعادة تغمرها لانها تضايقهم هكذا و ترد لهم ما فعلوه معها ولو قليلا اخذت فاكهة و قضمتها وهي تتابع حركاتهم حتى خرجت فيروز لترص الاطباق على طاولة الطعام ف استدارت اليها انعام بعصبية :
- ايه اللي انتي لابساه ده انتي مبتتكسفيش ؟!
اجابتها ببرود :
- لابسة ايه يعني ؟ وقفت امامها و تابعت :
- و ايه بقى متكسفش ديه ؟
صاحت بحدة :
- قميص النوم اللي انتي لابساه ده تلبسيه في اوضتك فوق مش هنا قدام رجالة العيلة ايه لو حد شافك لابسة كده ؟
زفرت بملل ثم تمتمت بمكر :
- والله انا في بيت جوزي و باخد راحتي في اللبس ان شاء الله ملبسش حاجة حتى محدش ليه دعوة بيا.
بغيظ تام تشدقت :
- هو انتي فاكرة نفسك مهمة في حياة بيجاد اللي هو مش معتبرك غير نسخة من مراته خليني اقولك انه اتجوزك عشان بتشبهي ملاك و قميص النوم و السهرة اللي انتي فرحانة بيها بيجاد مقضاهاش معاكي كان مقضيها مع واحدة تانية و حتى الليالي اللي جمعتكم كان معتبرك فيها مراته الاولانية يعني انتي عبارة عن شكل و جسد بس !!
كتفت يديها امام صدرها وقد تأكدت ان انعام اقتنعت ب انها لارا و ليست ملاك لكنها قالت :
- عارفة كويس بيجاد متجوزني ليه و انا الوحيدة اللي بعرف مكانتي في قلبه و حياته و معنديش مشكلة بالعكس انا مبسوطة جدا بس شكلك انتي اللي مش مبسوطة و غيرانة مني والله ديه مش مشكلتي اذا كنتي انتي مش واثقة في رجالة عيلتك ههههه.
قضبت حاجبيها بتساؤل :
- قصدك ايه بكلامك ده ؟
تقدمت منها ملاك و همست :
- قصدي على جوزك يا طنط الصراحة هو من لما شافني مشالش عينيه من عليا ده حتى هو قال عليا اني حلوة مش زي بعض الناس ههه معاه حق الصراحة ماهو من جهة شايف ملكة جمال و من جهة عايش مع....
- لاااااراااا !!
انتفضت بفزع عند سماع صراخه نظرت له ووجدته يقف امام والدته و عيناه تشع شررا فلقد سمع ما قالته و شعر ببراكين الغضب تنفجر داخله ولا يعلم لماذا احس بالغيرة تنهش قلبه عند تخيله ان رجلا اخر ينظر اليها !! ابتسمت فيروز بشماتة فهي لم تكن تريد احداث المشاكل لكن تلك الفتاة الوقحة تجاوزت حدودها كثيرا و اصبحت تتواقح بدرجة كبيرة لذلك هي متأكدة من ان ابنها سيوقفها عند حدها الان.
خافت ملاك من صوته و شكله الغاضب ولاحظت انعام ذلك ف ادعت البكاء :
- الله يسامحك بقى انا على اخر الزمن تجي بنت قد بنتي تهينني كده و تفتري على جوزي لسه مبقاش ليكي يوم واحد في القصر و بتتواقحي معايا ياريتني مت قبل ما اسمع الكلام ده.
اغمضت ملاك عيناها تلوم نفسها على اندفاعها في الكلام و نسيان ان بيجاد موجود و من الممكن ان يسمعها في اي لحظة صمتت ولم تتكلم فتمتم الاخر بصوت قاتم :
- اعتذري .... و حالا.
حركت رأسها بنفي مجيبة بشجاعة :
- لا مش هعتذر انا مغلطتش.
تنهد ببطئ و اعاد كلامه :
- لاااراا انا بقولك اعتذري و حالا والا انا مش مسؤول على اللي هعمله فيكي.
ازداد خوفها و كادت تعتذر لكنها تذكرت ما عانته من اهانات منها و من زوجها فصاحت :
- قلت لأ انا مبعتذرش من حد هي اللي بدأت الاول وهي اللي لازم تعتذر و متقوليش اعمل ايه و معملش ايه لاني مش مراتك ملاك الضعيفة !!
عند هذا الحد و فقد سيطرته على نفسه و اتجه اليها كالاسد الذي يود الانقضاض على فريسته رفع يده ليضربها لكن أمه امسكتها في اخر لحظة قائلة :
- لا يابني متعملش كده متضربش مراتك.
صرخ هو بعصبية :
- انتي قليلة ادب و انا اللي هعرف اربيكي امشي معايا ، امسك ذراعها و سحبها خلفه و صعد تاركا انعام تبتسم بخبث دخل الى الغرفة و هنا صرخت :
- انت ب اي حق تمسكني و تحاول تضربني ها انت فاكر نفسك مين ؟!
تقدم منها و دفعها على الحائط خلفها مزمجرا بقسوة :
- بقى انتي اللي جبتك من الشارع جاية تتواقحي مع عيلتي و سايبة امي تشتغل و تعملك فطار تطفحيه و بتقولي لمرات عمي كلام قذر انتي ازاي تجيلك الجرأة اصلا تفكري كده و بتعصي اوامري و بتقوليلي لا مش هعتذر عارفة لو مكنتش متعود امد ايدي على ست ولو انك مبتقربليش حاجة و مبتشبهيش مراتي كنت قطعت لسانك ده و شوهتلك وشك كله !!
أكمل بنبرة تحمل الأسف :
- انا رغم اني كنت عارف انك مش ملاك بس اتأملت و كدبت على نفسي و قنعتها ان ممكن اللي واقفة قدامي ديه حبيبتي بس دلوقتي عرفت كويس ايه الفرق بينكم.
شعرت بالحزن عليه ف استدار مغمغما :
- انا سامحتك المرة ديه و هعمل نفسي مسمعتش حاجة بس والله لو ده اتكرر لتشوفي مني حاجات تخليكي بتلعني الساعة اللي شوفتيني فيها.... يلا غيري هدومك ديه و انزلي تحت عشان تطلبي السماح.
تحرك ليذهب لكنها اوقفته بكلامها :
- مش هعتذر ومش هغير اللي لابساه و اعلى ما في خبلك اركبه !
قبض على يده بعنف و اغمض عيناه متمتما :
- لارا اتقي شري احسنلك و اسمعي الكلام.
اقتربت منه وهي تود الصراخ بأعلى صوتها ب انها ملاك زوجته و ليست لارا و ان ما تفعله ليس سوى كذب لكي يقتنع الجميع بأنها لارا زوجته الثانية التي تحمل نفس الوجه لكن عوضا عن ذلك صرخت :
- وريني ممكن تعمل ايه يا رائد بيجاد نصار !!
في لحظة كان يستدير اليها و ينقض عليها ليقبلها بعمق و قسوة انتفضت ملاك و حاولت ابعاده لكنه قبض على جسدها و شدد على وجهها وهو يواصل تقبيلها متخيلا ان حبيبته من تقف امامه مرت دقائق على هذه الحال حتى ابتعد عنها و همس بأنفاس غاضبة :
- فرحانة بقميص النوم اللي لابساه و معندة علشانه ماشي انا هفرحك اكتر بس بدونه.....انهى كلامه وهو يمد يده ليمسك ياقة الروب و القميص معا و يمزقهما بعنف صرخت ملاك بفزع و ذكرى التحرش تعود اليها مجددا و متى نظرات تلك الحقير تراها في عيني بيجاد الآن ! وضعت يديها على جسدها فصرخ :
- مبسوطة دلوقتي بعد اللي عملته الكل هيقدر يشوفك يا ملكة الجمال و يستمتع بحلاوتك ها مبسوطة دلوقتي ؟
لم تتكلم بل اخفضت رأسها و بدأت دموعها بالنزول حتى انفجرت في البكاء العنيف من تلك الذكريات التي تطاردها و التي عاشت مثلها للتو بعدما مزق ملابسها رغم انه زوجها !
انكمشت في الحائط وهي تشهق ببكاء و تحاول تغطية ما ظهر من جسدها ف انصدم بيجاد من حالتها تلك و تذكر انها نفس حالة ملاك عندما كان يقترب منها قبل ايام قليلة من تعرضها للحادث مسح على وجهه ثم تحدث بصوت هادئ لكي لا يخيفها منه :
- ملا... اقصد لارا اهدي شويا انا مش قصدي اعمل كده ااا.... اسف معرفتش ازاي اتنرفزت و قطعت.... اسف بجد.
تحرك و احضر سترته ووضعها عليها وهي لا تزال مخفضة رأسها كاد يذهب لكنه تفاجأ بها عندما القت نفسها في احضانه تبكي و تدفن رأسها في صدره اكثر و اكثر...... بلع ريقه بصعوبة وهو يشعر بالعجز و الضياع رفع يده و مررها على شعرها هامسا :
- اهدي.... محدش هيقرب منك خلاص متخفيش اهدي.
هتفت بصوت مختنق :
- ياريت الخوف ده يتشال من جوايا يا بيجاد ياريت.
لم يفهم كلامها لكنه ظل يهدؤها حتى استجابت و ادركت انجرافها في الكلام ابتعدت عنه مسرعة و عيناها متسعتان بدهشة تجاوزته راكضة للحمام لكنه امسك يدها مغمغما :
- الكلام اللي قولتيه تحت كان صح ..... عمي عادل بجد قال الكلام ده.
غلطة اخرى.... غلطة اخرى تسببت في حدوثها دون ان تشعر و جعلتها تتهور و تقول كلاما لا يجب قوله الآن سحقا عليها انقاذ الوضع فورا ، حمحمت و ردت عليه بهدوء :
- لا مقالش حاجة انا قلت الكلام ده عشان اضايقها مرات عمك ديه من لما جيت وهي بتتعمد تضايقني و تقلل مني فعلشان اسكتها قلت انه جوزها بيبصلي و كارهها.
بيجاد بحدة :
- انتي عارفة ان كلامك ده هيخلق مشاكل بينهم لو دايقتك ردي عليها بس ده ميعنيش انك تدخلي جوزها في النص ظلم !!
ابتسمت بسخرية من اعتقاده ليته يعلم ان هذا الكلام ليس ظلما فعمه حقا نسي انها زوجة ابن اخيه و في سن ابنته وتحرش بها و زوجته كانت تعلم و صمتت ليته يدرك ان الاشخاص اللذين يخاف عليهم هكذا هم من دمروها و دمروه و يحاولون ايضا تدمير عائلته كلها هي لم تخطئ في ما قالته لكن الزمن و المكان هما الخطأ ، نظرت ملاك له و تمتمت :
- ايوة عارفة و انا هنزل اقولها ان كلامي مكنش حقيقي بس ده ميعنيش اني اعتذر منها هي اللي غلطت الاول.
زفر بقوة و بدأ يرتدي بدلته العسكرية لتدخل هي الى الحمام و تستند على الباب وضعت يدها على شفتها تتذكر قبلته وكيف عاملها لأول مرة بقسوة هكذا فلقد كان دائما يعاملها بحنان حتى عندما تخطئ او تزعجه بشيء ما كان يسيطر على اعصابه لذلك كانت تستفزه منذ قليل لعلمها بأنه لن يؤذيها مهما حصل و نست ان من تقف امامه الان لارا و ليست زوجته ملاك و نست عصبيته المفرطة التي لا يتحكم بها حتى عندما مزق ملابسها و انهارت صمت و طالعها كأنه يتذكر شيئا ليته لم ينتبه بأن حالتها هي نفسها عندما كان عادل يتحرش بها سحقا هي تكشف نفسها بنفسها الآن و بيجاد ليس غبيا ان استمرت بهذه التصرفات سيكتشف سريعا انها ملاك !!
زفرت بضيق و خرجت لتحضر ملابسها كان الغرفة فارغة ف اتجهت للخزانة و اختارت فستان ذو لون بنفسجي فاتح بنصف كم يصل للركبة ازاحت شعرها لتغلق السوستة في نفس الوقت الذي دخل فيه بيجاد :
- انتي لسه م....
قطع كلامه عندما رأى ظهرها العاري فحمحم و اشاح وجهه باقتضاب :
- انتي رايحة فين عشان تلبسي الفستان القصير ده ؟
ابتسمت و ردت عليه :
- ده مش قصير و اهو هو واسع و مش مبين جسمي ايه المشكلة لتكون غيران بقى.
حدجها باستنكار ثم اقترب منها ووقف خلفها مد يده و اغلق السوستة لتغمض هي عينيها عندما لامس بشرتها..... اخفض رأسه عليها حتى لفحت انفاسه الساخنة بشرتها و همس :
- اللون البنفسجي طالع حلو عليكي ملاك مكنتش بتحب تلبسه عشان كده مشوفتوش عليها بس ياريت حبته.
فتحت عيناها و نظرت لانعكاسهما في المرآة و تمتمت :
- معقول حتى في اللبس هتقارنني بمراتك.... انت كنت بتحبها اوي صح ؟
تنهد بعمق مجيبا :
- كنت بعشقها ملاك كانت النفس اللي بتنفسه و الضحكة اللي بضحكها و الوش اللي بتصبح عليه دايما و لسه بعشقها لحد دلوقتي.... و مش هنساها.
طالعته بحزن و تمنت ان تخبره انها هاهي تقف امامه الآن ها هي حبيبته بين يديه لكن عوضا عن ذلك ابتعدت عنه هاتفة بصوت مختنق :
- انا.... انا خلصت يلا ننزل ، أمسكت يده و مشت بجانبه رغم ضيقه لكنه شعر بإنجذاب نحوها اعتقد بيجاد ان هذه الاحاسيس تعني الانجذاب الى لارا و انه الان يخون زوجته المتوفية لذلك عنف نفسه كثيرا و ابعدها عنه ، نزلا للأسفل و كانت فيروز و انعام جالستان على سفرة الطعام و عندما رأياهما ابتسمت والدته بينما الاخرى تملكها الغيظ لعدم حدوث مشاجرة كبيرة بينهما.... جلس بيجاد و بجانبه ملاك التي تبتسم حمحم بجدية فقالت :
- طنط انعام معلش الكلام اللي قولته من شويا قولتله عشان كنت متعصبة مش قصدي اضايق حضرتك بس الصراحة لما بتنرفز مبعرفش اسيطر على لساني وكمان كلامي على عمو عادل متهتميش بيه مكنش حقيقي.... حضرتك عارفة كويس طبيعة جوزك.
قالت اخر جملة بغموض فنظرت اليها الاخرى بضيق و هزت رأسها ابتسمت فيروز و امسك يد والدها بحنان :
- بجد يابني انت مش عارف انا فرحانة قد ايه لانك قاعد معايا في بيتنا و بنفطر مع بعض زي زمان الحمد لله اللي استجاب لدعواتي و رجعك ليا.
ضغط على يدها بخفة ثم قبلها باحترام و تابع تناول فطوره وبعدما انتهى تحدث :
- انا عندي شغل كتير النهارده و ممكن اتأخر متقلقيش عليا يا ماما..... لارا.
نظرت له تلك التي كانت تمثل انها تأكل و لا يهمها الامر ت هتفت ب :
- ايوة يا حبيبي ترجع بالسلامة انا هستناك بس عايزة استأذن منك اخرج كام ساعة مش هتأخر.
قضب حاجبيه ولم يرد الرفض امام أمه فقال بعدم اهتمام :
- ماشي براحتك انا خارج سلام يا ماما.
غادر القصر سريعا فابتسمت انعام باستهزاء :
- خرج من غير ما يبصلك و يودعك حتى بس كويس عشان تعرفي قيمتك.
قلبت ملاك عيناها بملل و لم تجبها فهي لا تريد افتعال مشكلة الآن نظرت في ساعة يدها ثم قالت :
- انا شبعت الحمد لله ثانكس على الفطار يا طنط ، انهت كلامها وهي تقف متجهة للأعلى تاركة الاخرى مغتاظة من برودها و قوتها هذه و كيفية استطاعتها ان تقلب الادوار فتصبح المظلومة المسكينة بدل الظالمة الوقحة..... مشت ملاك في الرواق بحذر وهي تلتفت خلفها حتى وصلت لغرفة عادل امسكت مقبض الباب بتوتر و فتحته و دخلت حولت بصرها في كل مكان و همست :
- محمد ملقاش حاجة تخص ابوه في المكتب يبقى اكيد اسراره كلها مخبيها في الاوضة ديه انا هدور يمكن الاقي حاجة و ان شاء الله انعام متجيش قبل ما اخلص.
اتجهت للتسريحة و بحثت في كل درج ولم تجد شيئا بحثت تحت السرير و قلبته رأسا على عقب و ايضا لم تجد بحثت في كل مكان حتى الخزانة دون جدوى وعندما كانت ستغلقها لمحت قطعة خشبية كبيرة لونها مختلف عن خشب الدولاب مدت يدها و ازاحتها لتتفاجأ بوجود خزنة كبيرة ، قضبت حاجبيها بتعجب فلماذا اخفاها هكذا لم تضيع الوقت اكثر بل بدأت بالعبث في ازرار لوحة المفاتيح محاولة ايجاد كلمة السر عدة مرات لكنها لم تفلح زفرت بضيق و فجأة تذكرت التسجيلات التي تخص عادل و التي قام محمد بإرسالها لها في هاتفها فتحته و بدأت تطالع التسجيلات وهي تهمس :
- يارب الاقي حاجة تدل على الباسوورد ، توقفت عند مقطع ما عندما رأته يفتح خزنة في غرفة مكتبه و يكتب كلمة السر قامت بتكبير المقطع لكي تراه جيدا و اخيرا رصدت عيناها احدى الكلمات و انصدمت عندما وجدته يكتب تاريخ يوم الحادث الذي تعرضت له !!
هزت رأسها باستغراب من هذا المجنون ثم جربت حظها و كتبت نفس كلمة السر ففتحت الخزينة ، ابتسمت ملاك بسعادة و فتحتها وجدت عدة مستندات و قرص اخذته بسرعة و لمحت عدة حقن مستعملة ف اخذتها ايضا و عندما كادت تأخذ الملفات سمعت صوت انعام جحظت عيناها بخوف

هواجس العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن