الاخيره ج1

8K 199 2
                                    

انا طبعا كتبت اكتر من كده بس مش هقدر اخلص كتابة البارت كله عشان كده نزلت جزء و الجزء التاني هكمل تنزيله بكره
وفيلا هواجس العشق 💔
الفصل الاخير ( الجزء الاول ) : تصريح بالحقيقة
______________
صدمت ملاك عندما وجدت نفسها ملقية على السرير اثر صفعة عنيفة منه وضعت يدها على وجنتها و نظرت له ليقول بسخرية :
- هه يعني طلعتي عايشة كل الوقت ده و انا بعيط عليكي كل يوم و بتحسر على فراقك و على غياب قبر ليكي ازوره بس ازاي هيبقى ليك قبر وانتي عايشة ، لارا محمود اللي جاية من مدينة تانية تدور على شغل و عملت نفسها مراتي وقال ايه مستعدة تمثل انها مراتي مقابل مبلغ كبير وااو بتعرفي تمثلي اوي.
نزلت دموعها فتقدم منها ورفعها من ذراعها وهو يزمجر :
- ازاااي انتي لسه عايشة و كنتي فين كل المدة ديه فهميني !! معقول كل اللي حصل لعبة كنتي بتستمتعي بيها ؟
هزت ملاك رأسها بنفي ودموعها تنزل فتابع :
- او يمكن جاية تنتقمي ؟ عملتي نفسك ميتة عشان تقهريني و بكده بتكوني انتقمتي من عيلتي عشان أذتك !!
شهقت ملاك و قالت :
- لا والله العظيم لا يا بيجاد انا... انا عملت حادث بجد بس ممتش انا وقعت في وادي و في ناس اسعفوني وودوني المشفى و انا فضلت في غيبوبة فترة طويلة اوي ولو مش مصدقني هديك رقم العيلة اللي اتكفلت بيا عشان اا....
قاطعها بصدمة حادة :
- ازاي.... ازاي رجعتي و مثلتي دور لارا و قدرتي تضحكي عليا انا كلفت محمد يعرف عنك كل حاجة بتخصك و اكداي انك مش ملاك و....
صمت قليلا يستوعب الامر و تذكر ان محمد هو من اقترح عليه ان يحضرها بصفتها زوجته ضحك بسخرية و همهم :
- محمد شريك معاكي في اللعبة ديه ؟ هههههه انا غبي عشان صدقته من الاول و قال ايه ابن عمي و هيقف جمبي و يحفظ السر بس طلع هو اللي متفق معاكي على الكذبة ديه.
تنهدت بحرقة ووجهها لا يزال يؤلمها من صفعته كادت تتكلم لكنه صرخ فجأة :
- قولي في حد تاني غير محمد عارف بلعبتك ولا الكل عارف وانا بس الاهبل الوحيد اللي وسطيكم.
انتفضت بفزع و اجابته :
- ماما و بابا عارفين.... بس انا اقسم بالله كل اللي عملته كان غصب عني انا لما رجعت للمدينة ديه ابن عمك محمد شافني بالصدفة يعني هو مكنش عارف اصلا اني عايشة وو... و اضطريت اخفي هويتي غصب عني.
- و السبب ؟ ايه السبب اللي خلاكي تعملي كده ايه السبب اللي خلاكي تعيشي بهوية تانية و انتي شايفاني كل يوم بتعذب على فراقك !
قالها بيجاد ف اخفضت رأسها صامتة هي لن تستطيع قول الحقيقة له الان يجب ان تنفذ خطتها كاملة ان تكلمت قبل هذا سيتهور و يمكن ان يقتل عمه ولن يستطيع تبرير فعلته لانه لحد الان لم تحصل على الدلائل الكافية وان لم تتكلم فهو لن يصدقها و سيتهمها ايضا ، تنهدت بحرقة و ردت :
- مبقدرش اقولك السبب حاليا.
ابتسم بيجاد بل ضحك بسخرية عاد خطوة للخلف و مرر يده على وجهه هاتفا :
- تعرفي اول مرة بحس اني اغبى واحد في الدنيا ديه ههههه معقول للدرجة ديه حبك عاميني و ثقتي في ابن عمي خلتني اهبل كان المفروض اتأكد اكتر بس وثقت فيه و قلت لو البنت ديه كانت ملاك كانت هتترمى في حضني اول ما تشوفني مكنتش هتعاملني زي واحد غريب هههه شكل كلام اهلي طلع صح وانا كنت مخدوع فيكي طول ال 3 سنين دول.
اقتربت منه ملاك مرددة ببكاء :
- حبي ليك مكنش كذبة يا بيجاد انا حبيتك و لسه بحبك وهفضل طول عمري بحبك.... فهمني انت ليه بتعمل كده المفروض تبقى مبسوط لاني عايشة المفروض تكون طاير من الفرحة مش تضربني و تتهمني بالكد.. ....
قاطعها وهو يجذبها من ذراعها متحدثا بقسوة :
- افرح ؟ افرح على ايه بالضبط ها على مراتي اللي عملت نفسها ميتة على حزني و قهرتي على حاجة مكنتش موجودة انتي عارفة كام مرة عيطت عليكي كام مرة دموعي نزلت كام مرة اتمنيت الموت و كام مرة عاتبت نفسي لان جسمك كان بيتحرق قدامي وانا مقدرتش اعمل حاجة..... اغمض عيناه ثم فتحهما و دفعها بقوة صارخا :
- انتي عارفة قد ايه اتوجعت و حسيت بالذنب لاني كنت بفكر فيكي ك لارا و انجذبت ليكي و لشخصيتك كنت كل يوم..... كل يوم ببصلك و بحس اني واقف قدام ملاك حبيبتي اتعذبت جدا لما لقيت نفسي بقرب منك و ناسي مراتي.... جاااوبيني عارفة انا حسيت ب ايه دلوقتي لما لقيتك نايمة على سريري عارفة شعور الخيانة ده دبحني بس ههههههه كل ده طلع كذبة منك الحب و الانجذاب و الخيانة كلهم كذب زيك انتي.... واحدة كدابة.
انصدمت ملاك من كلامه و شعرت بقلبها يتحطم فهي لم تكن تدرك ان تمثيلها هذا سيؤذيه هكذا لم تفكر ابدا انها ستتسبب في حزنه لهذه الدرجة ابدا ، مسحت دموعها و اقتربت منه حتى التصقت به احتضنت وجهه بيديها و همست :
- انا عمري ما قصدك اأذيك ولا استغفلك كل اللي عملته كان غصب عني و مبقدرش اقولك السبب بس انا دلوقتي محتاجاك.... حبيبتك ملاك واقفة قدامك موحشتكش يا حبيبي حتى انا كنت تعبانة اوي من غيابك و كان نفسي اترمى في حضنك و اقولك اهو مراتك واقفة قدامك ارجوك افهمني.
نظر لها ولم يتكلم فوضعت رأسها على صدره و لفت يديها حوله بقوة وهي تخبره كم انها تحبه اغمض بيجاد عيناه و نبضات قلبه تزداد بعنف فحلمه الذي كان يستحيل ان يتحقق تحقق الآن و من كان يتمنى عودتها من الموت عادت ملاكه الجميل في حضنه الان بعد فترة طويلة و بكاء دام لأيام و شهور و سنوات..... اخفض رأسه و دفنه في عنقها و عيناه تترقرقان بالدموع كاد يحيطها بذراعيه و يحطم جسدها داخل جسده لكنه استفاق في اخر لحظة و دفعها لتسقط على الارض !!
صاحت بألم و طالعته ليقول بحدة :
- مش هسمحلك تخدعيني بكلامك ده تاني انتي واحدة كدابة و بتلعبي بمشاعر غيرك و عمرك ما حبيتيني انا بس اللي حبيتك و ندمان على حبك ده ، رفع اصبعه في وجهها و زمجر بشراسة :
- اووعى اشوف وشك هنا تاني من النهارده كل حبي ليكي مات انتي مش عايزة تقوليلي ليه عملتي كده صح يبقى في داهية انتي و حبك انا خارج دلوقتي ولما ارجع مش عايز اشوفك هنا و الا هتشوفي مني حاجة مبتعجبكش.
رمقها بغضب و قهر و تحرك ليخرج من الغرفة مسرعا نهضت ملاك و لحقته وهي تقول :
- بيجاد اسمعني قبل ما تحكم عليا والله مكنتش عايزة يحصل اللي حصل بس... بيجاااد.
تجاهلها و نزل على درجات السلم بخطوات راكضة وهي تلحقه كانت العائلة مجتمعة على طاولة الفطور و عندما رأوهما انتفضت فيروز واقفة بفزع و قالت :
- هو في ايه و ليه بيجاد متنرفز كده ايه اللي حصل ؟!
استطاعت ملاك امساك بيجاد اخيرا تنهد بغضب و غمغم بدون ان ينظر اليها :
- شيلي ايدك.
هزت رأسها بنفي :
- لا مش هشيلها انا عايزة اتكلم معاك.
مسح على وجهه و اعاد كلامه :
- شيلي.... ايدك.
- قلت لا مش هشيل انا اااا....
قاطعها عندما امسك يدها و لواها ثم القاها على احدى الطاولات بعنف دون قصد لتسقط بعدها على الارض وهي تصرخ بقوة !! انتفض الجميع بينما اندفع اليها بيجاد بخوف عليها لكنه توقف مكانه فجأة و رفض الانصياع لقلبه ثانية انحنت عليها فيروز وهي تقول بغضب :
- بيجاااد انت اتجننت ازاي تعامل مراتك كده !!
سليم :
- ممكن نفهم ايه اللي بيحصل هنا و ليه زقيت لارا كده في ايه ؟
لم يجب عليه و استدار ليذهب في نفس الوقت الذي دخل فيه محمد للفيلا و عندما رآه ضحك بتهكم :
- هههه محمد اخيرا جيت يا سيادة المخرج تصدق ان مكنش عندي علم انك بتعرف تكتب سيناريوهات ابقى ادخل مجال التمثيل انت و اللي واقعة على الارض صدقني هتبقو مشهورين اوي.
طالعه بصدمة ليدرك و بدون تفكير ان بيجاد علم الحقيقة كاملة حمحم و قال بخفوت :
- الموضوع مش زي مانت فاكر القصة ان....
لم يكمل لانه تركه و غادر القصر نظر محمد لملاك وهي تبكي بقوة و تمسد ذراعها ف اقتربت منه انعام :
- مالك بتبصلها كده ليه و ايه الكلام اللي كان بيجاد بيقوله اوعى يكون ليك يد في اللي شفناه من شويا ، التفتت لملاك و لمحت وجنتها المتورمة قليلا فقالت بضحكة :
- هههه وكمان ضربك اهو اتكلمي يا برنسيسة عملتي ايه خلى بيجاد يعمل فيكي كده.
عادل بسخرية :
- هههه ديه عشان تعرف قيمتها بتسوا ايه عند بيجاد ملاك كان بيعاملها زي الاميرات و عمره ما رفع حتى صوته عليها بس انتي ضربك و زقك على الارض في مكانك الحقيقي كويس اوي هي ديه المعاملة اللي بتنفع مع البنات اللي جايين من الشارع زيك.
سليم بحدة :
- عااادل مش وقت الكلام ده ! انا هتصل ببيجاد و افهم منه القصة و هخليه يجي و يعتذر منك قدامنا كلنا خلاص متعيطيش فيروز وديها اوضتها ترتاح.
اومأت و امسكتها و صعدت بها الى فوق و عندما دخلت تفاجأت من حال الغرفة السرير غير مرتب الملابس ملقية على الارض و احدى التحف مكسورة تعجبت لكنها حمحمت ووضعتها على سريرها مررت يدها على شعرها متمتمة بحنان :
- اهدي شويا اكيد مبيقصدش بيجاد مش من الرجالة اللي بتضرب الستات و اكيد مكنش واعي على اللي عمله متزعليش منه يابنتي القصة هتتحل و هيعتذر منك كمان.
طالعتها بدموع و هي تشعر لأول مرة بحنانها تعلم انها هي و زوجها لم يحباها يوما بشخصية ملاك او بشخصية لارا لكن مع ذلك لم يتمنى احدهما ان يتشاجرا و يرفع ابنهم يده عليها يوما..... وضعت رأسها على كتفها و هتفت بشهقات باكية :
- هو فاهمني غلط مش راضي يسمعني ولا يفهم مني فجأة اتنرفز عليا و ضربني اول مرة بيعملها و يمد ايده عليا بس انا مش زعلانة من كده على قد ما انا زعلانة من ظلمه ليا.
تفاجأت من فعلتها لكنها ضمتها مستغربة ظلت تربت عليها حتى ابتعدت عنها ملاك بعدما ادركت نفسها مسحت دموعها و قالت بجفاء :
- خلاص انا كويسة شكرا لحضرتك.
رفعت حاجبها باستغراب اكبر لكن مع ذلك اومأت و اوصتها بأن تخبرها ان احتاجت لشيء خرجت من الغرفة ووجدتهم متجمعين فقالت :
- خلاص يا جماعة الموضوع بين بيجاد و مراته واحنا مينفعش ندخل بينهم.
تحدث سليم بجدية :
- كلامك صح الموضوع بينهم و كده كده هيتصالحو الاحسن مندخلش بينهم و متنسوش ان النهارده هنعمل حفلة ولازم ننشغل بيها ، محمد العمال فين ؟
استفاق من شروده و هتف :
- ااا... هيجم بعد نص ساعة كده.
- ماشي يلا ندخل اوضة المكتب في كام حاجة لازم نتناقش فيها يلا يا عادل.
نظر له :
- احم ماشي يلا.
دخل الثلاثة للمكتب بينما اقتربت انعام من فيروز قائلة :
- مش فاهمة ليه اتخانقو ليلة امبارح كانو مع بعض و حب و رومانسية و دلوقتي الخناق وصل للضرب ؟
نظرت لها بسخط :
- اكيد في حد عينه بتفلق الحجر و حسدهم.
ذهبت و تركتها بينما هزت الاخرى كتفيها و صعدت لغرفتها هي ايضا.
______________________
بمجرد خروجه من القصر ركب سيارته و انطلق بها كالبرق و دموعه تأبى النزول هذه المرة فهو كان المغفل الوحيد في هذه اللعبة خدع منهم جميعا من عائلته من زوجته و والديها كلهم مخادعين وهو الاحمق الوحيد هنا.
توقف فجأة في مكان معزول قليلا وهو نفس المكان الذي تعرضت فيه ملاك للحادث جثى على ركبتيه و صاح بحرقة :
- لييييه يارب ليه الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي خبت عليا الحقيقة و كدبت عليا ليه قلبها موجعهاش عليا وهي شايفاني مقهور عليها بتقولي لازم استنى عشان افهم طب انا استنيت كتير انا اتعذبت سنين و اتقهرت و بكيت بدل الدموع دم و كرهت نفسي و كرهت عيلتي حتى ابن عمي الوحيد اللي كنت بثق فيه طلع بيخدعني كمان بتقولي لازم افرح عشان عايشة طب انا مبسوط اوي بس كمان مقهور منهم انا عندي قلب مش حجر خلاااص خلاص مبقتش قادر استحمل اكتر من كده يااااارب ارحمني انا اتعذبت اوي ومش عارف لازم اعمل ايه دلوقتي مش عارف لازم اثق في مين كنت بتمنى ملاك ترجع من الموت و رجعت بس بهوية تانية خبت عليا و خلتني احس اني خاين و مخادع وبعد كل ده بتتصرف كأني الظالم وهي المظلومة ياريت..... ياريت انا اللي مت و خلصت من الخاينين اللي عايش معاهم انا اكتفيت خلاااااص !!
انحنى للأمام ووضع يداه على الارض لتسنداه تذكر عندما ضربها و دفعها بعنف فشدد على قبضته بغضب ثم اغمض عيناه..... تذكر ليلة البارحة ف ابتسم دون شعور لكنه نفض افكاره و نهض ركب سيارته و استند على المقعد يطالع هاتفه الذي لم يتوقف عن الرن ب اسم لارا...... هههه لارا.
هتف بها وهو يضحك بسخرية ليقول :
- كلكم هتخرجو من حياتي من دون استثناء حتى انتي يا.... يا ملاك.
**
في القصر كانت ملاك تتصل به مرارا و تكرارا و عندما لم يجب قذفت الهاتف وهي تزفر بضيق و خوف سمعت صوت طرق الباب و أذنت بالدخول ليدخل محمد ، نظر اليها و قال بتوجس :
- بيجاد عرف انك ملاك صح.
اومأت بنعم هاتفة :
- شاف السلسلة بتاعتي مع هدومي نفس اللي معاه بالضبط و عرف ع الطول اني ملاك.... اكملت وهي تتلمس وجنتها بحزن :
- و من غير ما يفهم ضربني ولما رفضت اقوله على السبب اتنرفز جامد و كان هيضربني قدامهم كلهم انا عمري ما اتخيلت ان بيجاد اللي دايما بيعاملني بحنان يرفع ايده عليا و يعمل اللي عمله.... مسحت دموعها و اخذت هاتفا بحزم تطلب رقمه فسألها محمد :
- انتي بتعملي ايه ؟
ردت عليه بإيجاز :
- هقول لبيجاد كل حاجة انا مش هستحمل يبعد عني تاني هو فاكر اني كنت بلعب عليه عشان انتقم من اهله فيه وانا لازم اشرحله كل حاجة.
اندهش و سحب منها الهاتف :
- انتي مجنونة كده هتضيعي كل حاجة عملناها لحد دلوقتي بيجاد لو عرف هيتصرف من نفسه و يعمل مشكلة كبيرة من غير دليل.
- بس ااا....
قاطعها بجدية :
- ملاك اسمعيني بابا عمل جرايم كتير و يمكن هو اللي قتل تيتا و عايز يقتل حد تاني ارجوكي انتي الوحيدة اللي هتقدري تكشفيه و الا هيفضل يتلاعب بالأدلة ومفيش حاجة هتثبت عليه انتي مش عايزة تجيبي حقك منه ليه بتستسلمي دلوقتي ؟!
تنهدت بعمق و جلست على سريرها وضعت يديها على وجهه فطالعها الاخر بحزن هاتفا :
- اهدي شويا كل حاجة هتتحل متخفيش اول ما بيجاد يعرف اللي حصل هيسامحك و يسامحني بس اوعى تضعفي خليكي قوية زي الايام اللي فاتت ، انا طالع دلوقتي عشان اشوف تجهيزات البارتي عايزك لما تنزلي تاخدي شخصية لارا تاني و اطمني بيجاد مش هيقول لحد انك ملاك انا عارفه كويس مش هيسمح لاي واحد يتهمك بكلام باطل.
لم تجب عليه فخرج محمد و اتصل بسكرتيرته ندى تاركا ملاك تفكر في خطتها هذه الليلة....
بعد دقائق نهضت و عدلت مظهرها و نزلت للأسفل كان سليم و عادل في المكتب و العمال منشغلون بالتجهيزات اما فيروز و انعام في المطبخ دخلت لهم ملاك و فتحت الثلاجة وهي تدندن ب اغنية انجليزية اخرجت عصير و قالت وهي تشربه :
- مفيش حاجة تتاكل انا جعانة اوي.
انعام باحتقار :
- و لسه عندك نفس تاكلي بعد الضرب اللي خدتيه يا جبروتك.
طالعتها بابتسامة :
- اكيد مش هفضل جعانة عشان نزلت كام دمعة الصبح و بعدين مش مهم اني اتضربت المهم ايه اللي هيحصل بعد الضرب ده اضافة ل اني مش مهتمة اصلا باللي عمله المهم مصلحتي.
فيروز بضيق :
- و ايه هي المصلحة ديه ان شاء الله ؟
اجابتها انعام :
- الفلوس.... بنت رضيت تتجوز واحد لسه بيحب مراته و اتجوزها بالسر لانها بتشبهها و وافقت على اهانته و ضربه ليها مقابل انها تعيش في قصر عمرها ما حلمت تشوفه تتوقعي مصلحتها ايه.... هه بيجاد مش طايق يبص في وشك حتى وده دليل على انه مش بيجيلك غير لما يجيله مزاج و السبب اللي مخليه يعيشك هنا انا وانتي عارفينه كويس يعني امتى ما يعوز بيضربك وانتى ما يعوز بيقرب منك انتي زيك زي ....
قاطعتها فيروز بنظرة تحذير اما ملاك فتكلمت بغموض :
- والله انا في رأيي كل ست بتعرف قيمتها عند جوزها و على كده انتي جوزك بيعاملك معاملة الملكات صح.
شعرت بالغيظ ولم تعلق فتابعت الاخرى وقد اقتربت منها و همست :
- مسيرك تعرفي كل واحدة بتسوا ايه يا طنط ساعتها هفكرك.
ابتعدت و اخذت صحن بسكوت معها و صعدت للاعلى تنهدت فيروز و انشغلت بما تفعله غير منتبهة ل انعام التي تألمت من كلامها حقا فهي طوال عمرها لم ترى الحب و المعاملة الحسنة و التقدير من زوجها هو لم يحببها يوما عكس بيجاد الذي كان يعشق زوجته حد الجنون و هذا ما جعلها تغار منها و تكرهها ، تنهدت بعمق و مسحت دموعها المحتبسة في عينيها ثم استأذنت و ذهبت لغرفتها....
______________________
في المساء.
بدأت الحفلة الكبيرة في القصر و حضر الكثير من الناس منهم رجال الاعمال و الشخصيات المهمة و الاعلام ليتابعوا الحفلة لحظة بلحظة لعل شيئا مهما يحدث مع هؤلاء اصحاب النفوذ اللذين اصبحت حالتهم على المحك اما البعض فكانوا يمدحون فخامة الحفل و كيف رتبوا له في وقت قياسي ، رحب سليم و عادل و محمد بالحضور و فيروز و انعام تتحدثان مع النساء في مواضيع جانبية و هكذا.
تنهد سليم الذي كان يكلم رجل اعمال و نظر لساعة يده بخيبة أمل لقد توقع ان يحضر ابنه على الاقل اليوم لكن كبف سيحضر وهو من شاجره أنس ووصفه بأنه غريب عنه لاحظه الذي كان يقف معه و قال بخبث :
- خير يا سيد سليم انت مستني حد يجي ؟ صحيح ابنك الرائد بيجاد فين انا مش شايفه.
- احم هو مشغول شويا يمكن ميقدرش يجي.
ضحك شخص اخر و اردف :
- ابنك بيكون مشغول في كل مناسبة ولا ايه هههه ده انا مشوفتوش من سنتين تقريبا.
تضايق سليم من كلامه و كاد يذهب لكن اوقفه صوته الرجولي :
- حتى لو شغل الدنيا كله فوق راسي مش هسيب مناسبة مهمة زي ديه وجودي مهم ك ابن لعيلة نصار.
التفت له سليم بعدم تصديق بينما صافح بيجاد الرجال و تابع بجدية :
- الرائد بيجاد نصار اللي بقالك سنتين مشوفتوش يمكن تكون نسيت وشي.
حمحم و صافحه ايضا ثم استأذن و ذهب طالع والده الذي قال :
- انا مش مصدق انك جيت كنت فاكر انك هتغيب زي كل مرة و انا اضطر ابرر غيابك.
غمغم بيجاد باقتضاب :
- اي كانت المشاكل اللي بيننا فهي بتخصنا احنا بس و مفيش داعي حد غيرنا يعرف فيها و يتكلم كتير سمعة العيلة بتهمني.
ابتسم بامتنان ووضع يده على كتفه ثم تذكر شيئا فقال :
- صحيح ااا... مراتك لارا مش ناوية تحضر الحفلة ؟
عبست ملامحه فزفر :
- لا معتقدش هتنزل سيبك منها مش عايز اسمع اسم لارا تاني.
تفاجأ منه لكنه لم يعلق تركه بيجاد و اتجه الى احدى الطاولات و جلس عليها هو لا يريد الآن الصعود و رؤيتها لقد اخبرها بأنه لا يريد ان يجدها هنا عندما يعود و يبدو انها تجمع اغراضها حاليا ، شرب من كأس العصير وهو يزفر بخنق و فجأة شعر بيد توضع على كتفه نظر اليها و عندما رآها قال :
- رودينا ؟
اتسعت ابتسامتها و جلست بجانبه :
- معقول لسه فاكرني يا صديق الطفولة.
ضحك بيجاد بخفة :
- ازاي هنسى البنت ام شعر ذهبي اللي مكنتش بتسيب بنت في المدرسة الا و تضربها لما تلاقيها واقفة معايا.
ضحكت رودينا بخفوت متمتمة :
- هههه كنت بغير عليك اوي انت كنت صديقي المقرب و زي اخويا و اي بنت تقرب منك بموتها ، بس يا خسارة مشوفتش مراتك قبل ما تموت و الا كنت ضربتها هي كمان.
اختفت ابتسامته لتشهق و تقول :
- انا اسفة والله زلة لسان مش قصدي افكرك بيها اانا....
في هذه اللحظة وصلت ملاك و عندما سمعتها ابتسمت بثقة :
- مفيش داعي تعتذري انا واقفة قدامك اهو.
نظر لها بيجاد و سرعان ما وقف عندما رآها كانت ترتدي فستان طويل باللون البنفسجي الفاتح بحمالات رفيعة ضيق من الاعلى وواسع قليلا من الاسفل و به لمعات اضفت له جمالا وضعت ميك اب خفيف و صففت شعرها بطريقة عصرية انيقة تاركة بعض الخصلات تنزل على وجهها و ذلك العقد الالماسي يزين عنقها فكانت حقا ساحرة ملفتة للانظار ، تأملها بتدقيق وقد غرق في سحرها ليفيق على كلام رودينا وهي تتحدث بصدمة :
- مم ملاك... معقول بس ازاي اانتي عايشة ؟

هواجس العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن