بين الشيب والشباب(الفصل الخامس والثلاثون)

2.1K 181 166
                                    

السلام عليكم كيفكم
وحشتوني خالص مالص فالص

ربي لك الحمد والشكر انك على كل شيء قدير
-مساحة لذكر الله-

اقتباس من الفصل: مهما حاولتم قتل الحقيقة، ستولد من جديد كالعنقاء.

ويلا نبدأ
•••••••••

تجردت الأشجار من رداء الورق تماماً حتى أختفت آثار جمال الطبيعة منها، والقلة القليلة من اشجار الغابة قاومت برودة الجو وتمسكت بالستار الأخضر الغامق الذي يحفظ حرارتها.

ولكنها كانت تلقى ظلالاً باردة على تلك الأجساد التي تسير مع أحصنتها بعيداً عن الضوء الدافئ، حتى تخلل البرد أجسادهم ليشعرهم بالقليل من الخمول، ولكن على الرغم من ذلك بذلوا أقصى جهدهم لأكمال طريقهم نحو البحر.

وبين الحين والأخر تتوقف البشرية عن السير لمقاومة الرياح التي تحاول أطفاء عزيمتها المُشتعلة، فتشجع نفسها قائلة بصوت مُنخفض يائس أستطاع من معها سماعه
- لا بأس، مهما كان الطريق صعباً لن استسلم، لن أدع لانسولت يموت، بل سأنقذه بالتاكيد لأجعله يرافقني إلى سطح الأرض.
وغيرها من الجمل الإيجابية التي كانت لا تتناسب مع روحها المُنطفئة التي أعتادت على الحماس والمغامرة، فكانت تسحب قدميها ببطئ لصعود الهضبة المُرتفعة وقد بدت وكأن لا نهاية لها، وكانت تطل على البحر الواسع والعميق.

وقد التزم كل من فولكان والإيجوري وإيڤروس الصمت طوال الطريق ولم يحاولوا فتح محادثة مع رودينا وقد تصاعد غضبها كحمم البركان، وشعرت بالحزن كزهرة السنبل.

ومهما يكن، فبالها مشغول بأمر لانسولت وقد تركته تحت رعاية واتريندا التي بذلت قصارى جهدها بصنع عقاقير من الاعشاب الطبية كمخدر مؤقت، لا تطول مدته حتا يرجع الألم كطبول الحرب.

وعندما تحاول ابعاد شعور الحزن ودفنه بعيداً حتى تنطلق مرة أخرى، تتذكر أنها فتاة فقدت عائلتها بسبب قاتل حاقد وشرير يحاول قتل صديقها الوحيد والشخص الذي تعتمد عليه أيضاً، وبدلا من الشعور بالحزن، تشتعل نار الغضب حتى تحرق قلبها، فتضغط على لجام الحصان لتفريغ الحقد
- لن أغفر لك أبداً ما فعلته لي يا آزوت...

وكان الغضب بالنسبة اليها كالوقود الذي يحركها، فاخذت تسير أمامهم بثقة بعد ان دفعت أعباء حزنها من فوق الهضبة، لتقف بأصرار عند أعلى نقطة وتواجه الرياح الرطبة والباردة التي حركت خصلات شعرها، وعباءتها السوداء التي تقيها من البرد قد ضعفت أمام الرياح وكأنها تريد الهروب من كاهلها، وبعيون نارية كالشمس نظرت إلى الأمام، وقد تجمع الضباب الخفيف مُنذراً بأقتراب عاصفة.

رحلة في مثلث برموداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن