. 11 .

9.8K 587 104
                                    

وقفت روز أمام باب شقة سارة، رفعت قبضتها إلى الباب، لكنها تراجعت عن الدق عليه.
- ماذا أقول لها؟

نظفت حلقها، إصطنعت إبتسامة مشرقة، ثم قالت و كأنها تحدث سارة.
- سارة، هل لي بالبقاء هنا الليلة؟ ليلة واحدة وحسب.

أغلقت عينيها إستسلاما، ثم تمتمت لنفسها.
- ماذا أقول إذا سألتني عن السبب؟ ماذا أقول؟ ما الذي أفعله هنا؟ يا إلهي.

إستنشقت نفسا، ثم رفعت قبضتها و دقت على الباب قبل أن تسيطر عليها أفكارها أكثر من ذلك. و لم تمر سوى بضع ثوان حتى فتحت سارة الباب لتتفاجأ بوجود روز أمامها، و التي كانت ترتدي ملابس النوم وتحمل حقيبة ظهرها.
- روز؟

تبسمت روز لتخفي بذلك إرتباكها.
- مساء الخير. هل.. هل يمكنني الدخول؟
- بالطبع. تفضلي.

دخلت روز، ثم وقفت بالقرب من الباب منتظرة إنتباه سارة.
نظفت حلقها .
- سارة، هل لي.. بالبقاء هنا الليلة؟ فقط.. لهذه الليلة وحسب.

هزّت سارة رأسها موافقة، و عيناها تعكسان القلق الذي تشعر به.
- بالطبع يمكنك. لكن.. هل أنتِ.. و آدم بخير؟

أومأت روز، ثم إبتسمت لتخفي إرتباكها.
- تشاجرنا وحسب. لا شيء مهم. سنتصالح، و سنتشاجر مجددا، و سنجد طريقة أخرى لنتصاح. نحن هكذا دائما، منذ أيام الثانوية.

إبتسمت سارة ثم مسحت على ذراعي روز.
- إنسي الأمر الآن، و إدخلي لترتاحي.
- شكرا جزيلا لك.
- هيا بنا إذا، تفضلي.

أشارت سارة لضيفتها بأن تلحق بها، ثم دخلتا غرفتها. أخذت الحقيبة من يد روز، ثم وضعتها على أحد السريرين.
- هذه هي غرفتي. يمكنك إستعمال هذا السرير.
- تعيشين مع شخص ما؟
- كانت لي شريكة في الشقة، لكنها إنتقلت منذ مدة. تفضلي، تصرفي و كأنك في بيتك.
- شكرا لك.

***

رنّ هاتفها، تفقدته فوجدت إتصالا من آدم. أطفأته و وضعته جانبا، غطّت جسدها، ثم أطبقت جفنيها إستعدادا للنوم. و ما سوى بضع ثوان، حتى رن هاتفها لينبهها إلى وصول رسالة نصية هذه المرة. حاولت أن لا تكترث للأمر، إلا أنها إستسلمت و تفقدتت هاتفها مجددا.

"روز.. أنا آسف للغاية. لا أدري ما الذي دهاني.."

"لا داعي لتسامحيني.. فقط.. أجيبيني.. "

"أين أنتِ؟"

إستغرقت في قراءة رسائله النصية مدة طويلة، وهي لا تدرك ماذا تفعل. أ تجبيبه، أم تتركه هكذا قلقا عليها. رفعت إبهاميها أخيرا، ثم شرعت تكتب و تمسح، و هي تفكر في جواب قصير مناسب ينهي الأمر.

وقعت في حبه مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن