استمتعوا ~كانَ الظلاّمُ قد حل, والسّكونُ يخيَّمُ عَلى الغُرْفةِ, ولا يُعَكَّرُ صَفوهَا أيُّ ضَجيجٍ, لا يُنيرها سوى ضوءاً يَتيماً كانَ يشِعُّ من القمر المُتسلل من خلف ستار النافذه
وجسدٌ شاحِب, شابٌّ طويل في العشرين من عمره, بشعرٍ أسود ناعِم يسرحه على كلا الجانبيّن, ذو فتوَّةٍ بهيَّةٍ لكن بمَلامح احتَلها التَعبُ وأطرافٍ ترتعش كل ثانيةٍ وأخرى, يريحُ ثقل جسده على المقعد الخاص بالطاولةِ مستطيلة الشكل, القابعه في زاوية الغُرفه
بينما زميلُه في الغرفه بالسكَن الجامعي بارك تشانيول يغطُ في نومٍ عميق ويُصدر بعض الشخيرِ من حينٍ لآخر, كانَ هو يحاول بجدٍ إخفاء ما قد علِق بوسط حُنجرته وبين يديهِ يقبعُ دفترٌ ما, يقلَّبُهُ سَريعاً بأصابِعِ يَده بتقطيبةٍ تتوسط خط حاجبيه, ليصدر صوت تقلُّبِ الأوراقِ تلك, ليكون هو كلُ ما يُسمع في ذلك الصمت,
يعودُ لفتحِ الصفحه الاولى بترددٍ واضح ويبدأ الكتابه..مرحباً أيُّها الدفتر, آه.. لا أَعرِفُ ما الَّذِي يَدْفَعُني إلیٰ ما أفعل ! إن هذا لفعلٌ سخيف وغريبٌ أقومُ بِه!! أقصد التحدث اليك وكأنك حقيقةٌ تتجسدُ أمامي, ولا أَعرِفُ لِماذا أُفَكِّرُ بِكِتابَةِ هذِهِ السُّطُورِ الغْرانِيتِيَّةِ إلَيكَ بالتَّحدِيدِ. لطالما كانت كتابة المذكرات عملًا طُفولياً بالنسبة لي, لا تمدُ للنضج بصلة.. وحتیٰ مع إعتِقادي هٰذا فإني أَخَافُ النَّظَرَ والإِسْرارَ إِلَيك, فَلَيْسَ مِنْ حَقِّ المَرْءِ أَنْ يُؤَكْسِدَ أَجْواءَ الآخَرِينَ, حَتَّى لَوْ مِثلكَ دَفتراً لَا يَملِكُ الشُعور! لكني الآن تعيسٌ فَـ أَتسمح لي بالبوحِ اعلاك؟
صراحةً لستُ كذلِك عالماً بما أشعرُ بِه الٓان وليسَ لديّ الكثيرُ لِكتابتِه, ولٰكنني منذُ ساعاتٍ.. عديدٌ مِن الفَوضیٰ المُتزاحِمَه تَتخبّطُ بُغيۃً لِلخُروج من جوفي والتَحرُر مِن تلكَ القُيود في دَواخِل أيسَري لٰكِن ليسَ لديّ المَقدِره علیٰ البَوحِ بها ولِهٰذا لَجأتُ إليكَ.. مَلجأي الوَحِيد!.
أوتعلمُ يا رَفيقي؟ لقد حدثَ أمرٌ ما اليوم, لٰكِن أنیٰ لي أن أنثُره؟ فَـ أنا سَيءٌّ لِلغايه في صِياغَة الكَلمات..~
أنت تقرأ
floating in space |HH|
Romantizmغزالٌ يُحاكِي القمرَ بهاءً ورواء, قد سلبَ بِـ فتنتهِ لبَّ شابٍ طرحتهُ سِهامُ الهویٰ فَـ أمسیٰ قلبهُ في الواقعِ حُطام " أيا روحاً سَكنتني أن تهويّ وديعاً بالغَ الجمال !" بدأت في 3/10/2019 إنتهت في ...